السبت , نوفمبر 23 2024
أولى زيارات المقداد الخارجية: طهران حليف أوّل

أولى زيارات المقداد الخارجية: طهران حليف أوّل

أولى زيارات المقداد الخارجية: طهران حليف أوّل

أنهى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أمس، زيارته الأولى لإيران، بعدما استمرّت ثلاثة أيام، التقى خلالها عدداً من المسؤولين، في مُقدّمهم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية.

وأكّد جميعُ من التقاهم المقداد حرص طهران على تطوير العلاقات مع دمشق، ووقوفها إلى جانبها في مرحلة إعادة الإعمار ومواجهة التهديدات العسكرية والأمنية.

ويَحمل توجّه المقداد إلى إيران، في أوّل زيارة خارجية له كوزير، رسائل سياسية عديدة، أهمّها تأكيد التحالف الاستراتيجي بين البلدين، ووحدة مصيرهما في ظلّ العقوبات الغربية والأميركية عليهما، ومنزلة طهران كـ»حليف أول» لدمشق.

كذلك، فإن طبيعة اللقاءات التي أجراها الوزير السوري مع أرفع المسؤولين الإيرانيين تُظهر عمق العلاقات، والاهتمام الذي توليه الجمهورية الإسلامية لروابطها مع شخصيات الحكومة السورية.

على أن المقداد لطالما ربطته صلات متينة بالمسؤولين الإيرانيين، ودائماً ما كان يشدّد على أهمية التحالف مع إيران.

وأكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال استقباله المقداد أمس، أن بلاده «ستقف دائماً إلى جانب سوريا حكومةً وشعباً»، واعتبر «مواجهة المحتلّين الصهاينة ومكافحة الإرهاب الهدف المشترك بين البلدين»، وقال: «لا يساورنا أيّ شكّ في أننا يجب أن نستمرّ في المقاومة حتى النهاية».

وأشار روحاني إلى توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على وثيقة تعترف فيها واشنطن بسيادة الكيان الإسرائيلي على الجولان السوري المحتلّ، مشدداً على أن «علينا مواجهة المحتلّين الصهاينة حتى تحرير الأراضي المحتلّة بما فيها الجولان السوري».

من جانبه، وصف المقداد العلاقة بين طهران ودمشق بأنها «من أكثر العلاقات السياسية في العالم قيمة ونزاهة»، وقال: «نعتقد أن على الدول الأخرى أن تتعلّم كيفية بناء علاقة صداقة حقيقية وكيفية مواصلتها بقوة».

وأضاف إن «انتهاك الالتزامات والاتفاقيات الدولية من جانب الحكومة الأميركية غير منطقي»، لافتاً إلى «(أننا) نعتقد أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة 5 + 1 كان بنّاءً ومفيداً (…) كما أن جهود إيران لإلزام الأطراف المتفاوضة بالوفاء بتعهّداتها كانت مناسبة وبنّاءة».

وكان المقداد قد التقى، قبل يومين، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وناقش معه مختلف القضايا المشتركة بين البلدين. واستهلّ ظريف حديثه في هذا اللقاء باستذكار وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم، مهنِّئاً خَلَف الأخير بمنصبه، مؤكداً استعداده لـ»التعاون الشامل» مع نظيره السوري الجديد.

بدوره، قدّم المقداد العزاء باسم الرئيس بشار الأسد والشعب السوري إلى إيران باستشهاد العالم البارز محسن فخري زادة، وأيضاً الشهيد قاسم سليماني. وتمّ، في خلال المحادثات، تأكيد أهمية مواقف البلدين المساندة بعضهما لبعض، ووقوف إيران المستمرّ إلى جانب سوريا في الحرب على الإرهاب. كما نوقشت السبل الكفيلة بتطوير التعاون الاقتصادي الثنائي ومتعدّد الأطراف.

كذلك، التقى المقداد وزير الدفاع الإيراني العميد مير حاتمي، الذي أكد أن إيران «مصمّمة على التعاون مع سوريا خلال مرحلة إعادة الاعمار»، مشيراً إلى أن «العدو لم يدّخر أيّ جهد في نصب العداء ضدّ إيران»، مضيفاً إن «سوريا مرّت بالضغوط ذاتها خلال السنوات الأخيرة».

وندّد المقداد، من جانبه، باغتيال العالم فخري زادة، ووقّع على سجلّ التعازي الخاصّ باستشهاده. كما التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي اعتبر أن «أميركا تهدف من وراء وجودها في سوريا إلى تهريب نفطها وضمان أمن الكيان الصهيوني»، مشدداً على ضرورة «وضع حدّ للوجود الأميركي الشرير في المنطقة».

وأشاد شمخاني بـ»دور سوريا المهمّ في المقاومة على الصعيد الإقليمي أمام الاحتلال وأطماع الكيان الصهيوني»، فيما أثنى المقداد على «الدعم الشامل الذي قدّمته إيران لسوريا في مكافحة الإرهاب والتصدّي لتهديدات إسرائيل»، جازماً أن سوريا «لن تنسى تضحيات القادة والجنود الإيرانيين وخاصة الشهيد قاسم سليماني».

الأخبار