السبت , نوفمبر 23 2024
إيران تشتعل غضبا من أردوغان.. وتركيا تستدعي السفير!

إيران تشتعل غضبا من أردوغان.. وتركيا تستدعي السفير!

إيران تشتعل غضبا من أردوغان.. وتركيا تستدعي السفير!

“فصلوا نهر آراس وملؤوه بالحجارة والقضبان.. لن أفترق عنك، لقد فصلونا بالقوة” هذا بيت الشعر الذي ألقاه أردوغان خلال كلمة له في العاصمة الأذربيجانية (باكو).. والذي أقام الدنيا في إيران ولم يقعدها، ودفع الصحافة الإيرانية كي تفتح بين ليلة وضحاها أبواب جهنم ضد أردوغان!

كاريكاتيرات ساخرة

بيت الشعر يتحدث في مضمونه عن “نهر آراس” الحدودي بين أذربيجان وإيران، ويقسم الشعب الأذري، في إشارة إلى المناطق التي تقطنها أغلبية تركية الأصل في الشمال الإيراني، ما اعتبرته إيران دعوة تركية إلى إقامة حركة انفصالية في إيران.

حديث أردوغان قوبل برفض إيراني واسع، سواء على الصعيد السياسي وتصريحات المسؤولين، أو من قبل الصحافة الإيرانية ووسائل الإعلام التي سخرت بعنف من الرئيس التركي عبر نشر كاريكاتيرات ساخرة له، والبحث عن الجذور التاريخية للقصيدة واتهامه بـ “حلم التوسع العثماني”، إلى جانب تذكيره بمصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أُعدم على يد فصائل شيعية مدعومة من إيران بعد إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية القبض عليه ومحاكمته.

بداية التصعيد ضد تركيا ورئيسها كانت مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي هاجم أردوغان عبر حسابه في “تويتر” بالقول “ألم يفهم (أردوغان) أنه تحدث ضد استقلال جمهورية أذربيجان؟ لا أحد يستطيع الحديث عن أذربيجان العزيزة”.

وعقب ذلك استدعت الخارجية الإيرانية السفير التركي في طهران دريا أورس لطلب توضيح من الحكومة التركية حول تصريحات أردوغان.

أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أشار إلى إمكانية أن تكون تصريحات أردوغان دعوة لمن تطلق عليهم طهران “الانفصاليين” في أراضيها، قائلاً “إن حقبة ادعاءات الإمبراطوريات الساعية للحرب والتوسع قد انتهت”، مضيفاً أن “إيران لا تسمح لأي أحد بالتدخل في وحدة أراضيها”.

تذكير بمصير صدام حسين

من جهته دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني مجتبى ذو النوري، أردوغان “للاتعاظ من مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والاعتذار من الشعب الإيراني لتصریحاته الأخیرة المسيئة لوحدة أراضي البلاد”.

وقال ذو النوري عبر حسابه في “تويتر” إنه “لو لم يرسب أردوغان في الأدب والجغرافيا والتاريخ لكان قد أدرك بأن بيت الشعر الذي قرأه كان قد نظم في رثاء فصل أذربيجان عن الأرض الأم إيران”.

أما عضو هيئة الرئاسة في لجنة الأمن القومي البرلمانية يعقوب رضا زاده اعتبر أن “أردوغان يريد إحياء فكرة الإمبراطورية العثمانية، وبطبيعة الحال لا يعد هذا الموضوع سوى أسطورة ولاواقع له ولا يقبل التنفيذ”، مطالباً بتقديم تركيا اعتذارا رسميا فوريا لإيران”.

أما عضو البرلمان الإيراني أحمد علي رضا بيكي قال إن “أردوغان يسعى إلى توسيع بلاده في المنطقة، في دول مثل أذربيجان وسوريا والعراق إلى جنوب الخليج الفارسي، لكن يجب أن أقول إن حلمه بتوسيع النفوذ التركي لن يتحقق مطلقاً”.

الهجوم على أردوغان لم يقتصر على المسؤولين الإيرانيين، وإنما كانت تصريحات الرئيس التركي محل سخرية وانتقادات عنيفة من الصحف الإيرانية التي نشرت في أعدادها الصادرة أمس السبت مجموعة من رسوم الكاريكاتير اللاذعة ضده.

صحيفة “سازندگی” نشرت كاريكاتيرا ساخرا لأردوغان وهو يحمل درعاً ويمتطي حصانا، ووصفته بـ”الخليفة العثماني” واعتبرت أن ما يفكر به “أوهاما”.

أما صحيفة “javano” فقد نشرت على صفحتها الرئيسية صورة لأردوغان وعنونت “بسلطان الأوهام” وقالت إن “أردوغان تدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، محاولا إحياء إمبراطوريته العثمانية، وتولي زمام القيادة”، معتبرة أن “التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وليبيا والتنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط هو جزء من مشروع أردوغان لتأسيس إمبراطوريته في المنطقة”.

في حين نشرت صحيفة “فرهیختگان” صورة ساخرة لأردوغان وقالت إن أردوغان “يواجه مشاكل في الداخل والخارج، وتهدف تصريحاته حول المنطقة إلى خلق مساحة للتنفس داخل البلاد، وإذا لزم الأمر سينتقل من التصريحات الجريئة إلى الأعمال الجريئة من أجل مواصلة حياته السياسية، يجب إيقافه قبل أن يسبب المزيد من المشاكل لنفسه وللآخرين”.

أما صحيفة “مستقل” الإيرانية صدرت صحيفتها الصادرة اليوم بصورة لأردوغان وهو يرتدي لباس السلاطين العثمانيين السابقين، في حين تحدثت مقالة حملت عنوان “عواقب العثمانية الجديدة”، واعتبرت فيها أن “تركيا لديها نوايا أخرى وطموحات توسعية، تحاول تغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة من خلال الاستفادة من انشغال إيران بالصراع مع الولايات المتحدة”.

مصير أسوأ من الانقلاب

صحيفة “رسالات” بدروها، صدرت صحفتها الأولى بصورة لأردوغان وهو يتحدث بالهاتف أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، وقالت إنه “إذا لم يؤب إلى رشده، عاجلاً أم آجلاً، فقد يتحول مصيره إلى شيء أسوأ من الانقلاب”.

كما نشرت عدة مواقع وصحف إيرانية مقالات هاجمت فيها “حلم التوسع لأردوغان” كما وصفته، إذ نشر موقع “مشرق” مقالاً عنوانه “حلم أردوغان المضرب لأراس”، في حين اعتبرت صحيفة “اعتماد” أن أردوغان اقترب من “الخط الأحمر”.

خيبة أمل تركية واستدعاء سفير

في المقابل أعربت تركيا عن غضبها من الهجوم على رئيسها، وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو خلال اتصال مع نظيره الإيراني جواد ظريف إن “القصيدة تتعلق بإقليم قره باغ الأذربيجاني، وإن الرئيس أردوغان لم يلمح مجرد تلميح إلى إيران”.

وأكد عدم قبوله إدلاء تصريحات شديدة اللهجة ولا أساس لها استهدفت الرئيس أردوغان بذريعة القصيدة، مشدداً أن “خيبة الأمل التركية زادت من التصريحات الإيرانية شديدة اللهجة”.

وذكر أوغلو الإيرانيين عندما وقفت أنقرة إلى جانبهم، قائلاً بحسب وكالة الأناضول إن “تركيا وقفت إلى جانب إيران في أيام الشدائد؛ حينما أدار الجميع ظهورهم لها، داعيا نظيره الإيراني إلى عدم نسيان هذه الحقيقة”.

كما استدعت الخارجية التركية السفير الإيراني لدى أنقرة محمد فرازمند، وأعربت عن استيائها من استدعاء السفير التركي في طهران ومن ادعاءات لا أساس لها وجهتها طهران بحق الرئيس أردوغان.

وكالات