هل تستعد إسرائيل للتدخل المباشر في الجنوب السوري؟
طالب تقرير صادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب صنّاع القرار والمشرفين على السياسات الإسرائيلية، باتخاذ قرارات استراتيجية وحاسمة في التعاطي مع الوضع الأمني في الجنوب السوري.
إذ اعتبر التقرير الذي أعدّه مدير المعهد أودي ديكل والباحثة كرميت فالنسي أن الوضع الأمني القلق في الجنوب السوري، يتطلب تدخلاً إسرائيلياً، خاصة مع تمدد حالة الفوضى الناجمة على الأرض.
إلى ذلك، أشار التقرير إلى إمكانية استخدام إيران لهذه المنطقة من سوريا، في حال أرادت الرد على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتيل في طهران منذ عدة أسابيع، خاصة وأن إيران تسعى بحسب التقرير إلى بسط شبكة نفوذها العسكرية والمدنية في هذه المنطقة القريبة من الحدود الإسرائيلية، كما حذّر التقرير من استغلال إيران للوضع في الجنوب السوري والذي وصفه “بالمعقد” وذلك من أجل توسيع نفوذها في هذه المنطقة، وهو ما اعتبره كاتبا التقرير من موجبات التدخل الإسرائيلي.
من جانب آخر أشار التقرير إلى التنافس بين إيران و روسيا في هذه المنطقة من سوريا، وميّز بين طبيعة الأهداف الإيرانية وتلك الروسية، إذ اعتبر أن روسيا تسعى إلى بسط الاستقرار في هذه المنطقة، وذلك من أجل استثمار هذا الاستقرار في إطار نجاح تدخلها العسكري وترجمته إلى مكاسب سياسية واقتصادية خلال السنوات القادمة، كما أكّد التقرير في هذا الموضع على أهمية التنسيق الاستراتيجي ما بين تل أبيب وموسكو في سوريا وأوصى باستمراريته.
في نفس السياق، اعتبر التقرير أن الهجمات العسكرية التي نفذتها إسرائيل ساعدت على إبطاء وتيرة التمدد الإيراني في المنطقة الجنوبية، وأجبرت طهران على تغيير خططها وتغيير شكل وطبيعة هذا الانتشار الأمني والعسكري الذي سعت له خلال السنوات الماضية.
كذلك أوصى التقرير باستمرار التنسيق مع الجيش الروسي، ومواصلة ضرب الأهداف التابعة لإيران وحزب الله والجيش السوري في الجنوب، بالإضافة إلى ما أسماه التقرير إقامة علاقات مع المجموعات السكانية في تلك المناطق، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والوقود والخدمات الصحية، ما يسمح بامتداد التأثير الإسرائيلي في المنطقة، وهذا يعني تعثّر المخططات الإيرانية للتمدد والتوسع في المنطقة الجنوبية من سوريا، والتي يبدو أنها تثير قلق تل أبيب بشكل جاد وفعلي، إذ أشار التقرير إلى أن الأوضاع الأمنية التي وصفها بالهشة في الجنوب السوري سمحت لتوسع دوائر العنف والفلتان الأمني هذا إضافة إلى ارتفاع مستوى الفقر المترافق مع عدم الاستقرار.
وكالات