10 أسئلة تشرح لك كل ما نعرفه عن سلالة كورونا الجديدة التي ظهرت في بريطانيا
لم يكد العالم يأخذ نفسًا عميقًا في أعقاب اعتماد عدة لقاحات خاصة بفيروس كورونا الجديد «كوفيد-19» رسميًّا، حتى فجرت إنجلترا أخبارًا غير سارة أثارت الانزعاج من جديد. ففي 14 ديسمبر (كانون الأول) أخبر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، البرلمان بأنهم تعرفوا إلى سلالة كورونا جديدة، ذات انتشار أسرع في مناطق جنوب شرق إنجلترا. وقد أدى ذلك إلى قلق واسع النطاق، مدفوعًا بعناوين صحف تتحدث عن «سوبر كورونا»، و«كورونا المتحول»، وغيرها.
وأجبرت سلالة كورونا الجديدة سريعة الانتشار الحكومة البريطانية على تقليص خططها المرتبطة باحتفالات أعياد الميلاد، والتوجه أكثر نحو «البقاء في المنزل» في لندن والكثير من مناطق جنوب وشرق إنجلترا. وتطور الأمر أكثر عندما بدأت الدول الأوروبية في تطبيق حظر السفر مع المملكة المتحدة، خصوصًا في أعقاب تصريحات وزير الصحة البريطاني عن «خروجه عن السيطرة».
فما الذي يمكن للعلماء أن يخبرونا به عن سلالة كورونا الجديدة؟ وهل يجب أن نقلق؟ وما مصير اللقاحات التي اعتمدت بالفعل؟
1. ما هي سلالة كورونا الجديدة؟ وما الطفرات التي حدثت فيها؟
تعرف العلماء إلى تسلسل هذا النوع الجديد من فيروسات كورونا لأول مرة في المملكة المتحدة في أواخر سبتمبر (أيلول) 2020. هذا الفيروس الجديد ناجم عن حدوث 17 طفرة، والتي قد تؤثر في شكل الفيروس، بما في ذلك بروتين الغشاء الخارجي له المرتبط بقدرته على الدخول للخلايا. اكتشف العلماء العديد من هذه الطفرات من قبل في فيروسات أخرى، لكن وجود الكثير منها في فيروس واحد هو أمر غير معتاد.
تتغير الفيروسات التاجية باستمرار، وهناك الكثير من الطفرات التي وقعت فيه بالفعل. في الواقع، بحلول شهر يوليو (تموز) 2020، كان هناك بالفعل ما لا يقل عن 12 ألف طفرة وقعت بالفعل. سيكون العدد أعلى الآن، لكن العديد من هذه الطفرات ذات طبيعة نادرة وتتسبب في موت الفيروسات التي تحملها.
2. ما الأمر غير الطبيعي في هذا التحور؟
هناك عشرات الآلاف من أنواع فيروس كورونا الذين يختلفون بعضهم عن بعض بمقدار طفرة واحدة على الأقل في الجينوم الخاص بهم. لكن أي نوعين من فيروسات كورونا «SARS-CoV-2» من أي مكان في العالم سيختلفان عادةً بأقل من 30 طفرة، وينظر إليهما على أنهما ينتميان إلى السلالة نفسها.
إذن ما هو غير العادي في سلالة كورونا الجديدة هذه؟ مدى سرعة انتشاره هو ما لفت انتباه الباحثين الذين يراقبون التطور الفيروسي لكورونا. بحلول 13 ديسمبر 2020، حددوا 1100 حالة من الطفرات، معظمها في جنوب وشرق إنجلترا، وهو عدد كبير لأن نسبة صغيرة فقط من العينات الفيروسية يفك العلماء تسلسلها الوراثي. إنه معدل النمو الذي يقلقون بشأنه كونهم يشهدون نموًّا سريعًا للغاية.
3. هل طفرات سلالة كورونا الجديدة تساعدها على الانتشار؟
نحن لا نعرف ذلك بعد. ينتشر هذه النوع بشكل أسرع من السلالات الأخرى في المناطق نفسها، ولكن لم يتضح بعد السبب وراء هذه السرعة. بالصدفة البحتة، تنتشر بعض سلالات فيروس كورونا أكثر من غيرها. في الوقت الحالي، لا يوجد دليل واضح على أن هذا يرجع إلى هذه الطفرات الخاصة.
أوضح بعض الباحثين أن البديل الجديد المكتشف في إنجلترا يمكن أن يكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة تصل إلى 70%، ويمكن أن يزيد قيمة R (معدل إصابة العدوى لكل شخص مريض) بمقدار 0.4 أو أكثر. وهذا يعني ارتفاع نسب الإصابات وإمكانية أكبر لأن يصيب 10 أشخاص مرضى بكورونا أربعة أشخاص إضافيين عن المعدل الطبيعي. لكن في المقابل، فإن هذه النتائج قائمة على النمذجة، وليس لدى العلماء تأكيد مختبري لذلك.
4. إلى أي حد يجب أن نقلق؟
ما يزال الأمر يتطلب مجموعة متزايدة من المراقبة والدراسات المعملية التي تبحث في تأثير الطفرات الموجودة في هذا النوع، لمعرفة ما إذا كان بالفعل أكثر عدوى. ولكن حتى الآن، لم تظهر أي طفرة بشكل قاطع تجعل سلالة كورونا الجديدة أكثر قابلية للانتقال أو أكثر خطورة.
In the meantime, we continue to advise people to take all protective measures to prevent the spread of the #COVID19 virus and comply with national authorities’ guidance. https://t.co/CTdAEJ8Pqn
— World Health Organization (WHO) (@WHO) December 19, 2020
5. ماذا لو كان هذا البديل أسرع في الانتشار؟
يقول العلماء في إنجلترا إن الطريقة التي نتصرف بها ما تزال مهمة أكثر بكثير من أي تغييرات تحدث في الفيروس. بعبارة أخرى، ستعمل التدابير مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي ضد هذا البديل الجديد، حتى لو كان من المرجح أن يصيب الأشخاص المعرضين له بعدوى أكبر.
6. هل تسبب سلالة كورونا الجديدة أعراضًا مرضية أكثر خطورة؟
للأسف، لا نعرف حتى هذه اللحظة. لمعرفة ذلك، سيتعين علينا تحديد الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض بعد الإصابة بهذا النوع المحدد، ومراقبتهم لمدة شهر على الأقل. لكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه يسبب أعراضًا أشد. الطفرات التي تجعل الفيروسات أكثر عدوى لا تجعلها بالضرورة أكثر خطورة.
7. هل سيسبب مشكلة للقاحات المعتمدة؟
لا يوجد دليل على ذلك، رغم أنه لا يمكن استبعاده بعد. ومع ذلك، فإن الخبر السار هو أن اثنين من اللقاحات التي أثبتت فعاليتها في التجارب حتى الآن هي من الأنواع التي يمكن تعديلها بسهولة إذا عثر على أي تغييرات في الفيروس لمساعدته على التهرب من الاستجابة المناعية للقاح. لذلك علينا مراقبة هذا النوع عن كثب.
8. هل يقلق العلماء من شيء محدد؟
إن أكثر ما يقلق العلماء في الوقت الحالي هو التغييرات التي وقعت في بروتين الفيروس الخارجي، وهو جزء من الفيروس يسمح له بالتسلل إلى الخلايا في الرئتين والحلق وتجويف الأنف من خلال التفاعل مع مستقبل في هذه الخلايا يسمى (ACE-2). يخشى العلماء أن الطفرة في هذا البروتين قد تعزز قدرة الفيروس على التفاعل مع هذا المستقبل، مما يمنحه ميزة نمو وتكاثر أعلى.
9. هل الوضع تحت السيطرة في المملكة المتحدة؟
انتشار هذا النوع الجديد لم يعد تحت السيطرة، لذلك طلب وزير الصحة البريطاني من الناس تشديد إجراءات التباعد الاجتماعي. رغم أنه من الصعب دائمًا اتخاذ قرارات بناءً على بيانات محدودة، ولكن بالنظر إلى ما نعرفه عن هذا النوع حتى الآن، يقول الخبراء إنه من المهم أن نأخذ حذرنا.
الأمر يمكن أن يسوء نتيجة التقاء العائلات بعضهم ببعض خلال عطلة أعياد الميلاد. لذلك سيكون من الحتمي أن تكون هناك حاجة إلى قيود أكثر صرامة في جميع أنحاء البلاد. وربما لهذا السبب فضلت العديد من دول العالم حظر الطيران إلى بريطانيا، على الأقل حتى الانتهاء من عمليات التطعيم.
10. هل المشكلة في إنجلترا فقط؟
لا، ليس إنجلترا فقط. ابتداءً من 13 ديسمبر 2020، أصيب 1108 حالات في المملكة المتحدة أغلبها في جنوب شرق إنجلترا. وظهر هذا الفيروس أيضًا في ويلز وأسكتلندا. في 20 ديسمبر 2020، ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه جرى الإبلاغ عن تسع حالات من السلالة الجديدة في الدنمارك، وواحدة في كل من هولندا وأستراليا. كما ظهرت حالات في جنوب أفريقيا.
اقرأ ايضاً:كورونا تحصد ثلاثة أساتذة من جامعة حلب في يوم واحد