“نيويورك تايمز”: الانتقام لمقتل أي أميركي في العراق، سيكون حتمياً قبل تنصيب بايدن
تلقي الإدارة الأميركية باللوم على طهران في الهجمات الصاروخية الأخيرة في العراق، مما يزيد من التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران.
نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن الضربة الأميركية لإيران قد تكون حتمية إذا قُتل أي أميركي في الهجمات في العراق، وذلك قبل يوم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 كانون الثاني / يناير المقبل.
وقد حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران أمس من أنه سيحاسبها “إذا قُتل أميركي واحد” في هجمات صاروخية في العراق، كانت إدارة ترامب والمسؤولون العسكريون الأميركيون قد ألقوا باللوم فيها على طهران. فيما
وفي تغريدة له على تويتر جاءت بعد اجتماعه مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، قال ترامب إن إيران كانت وراء الهجمات الصاروخية على السفارة الأميركية في بغداد يوم الأحد الماضي. وكتب ترامب على تويتر “هذه بعض النصائح الصحية الودية لإيران. إذا قتل أميركي سأحمّل إيران المسؤولية. فكروا ملياً”.
وجاءت تغريدته عقب بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية وصفت هجمات الأحد بأنها الأكبر منذ عقد. وقال الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية، في البيان: “من شبه المؤكد أن الهجوم الصاروخي الذي وقع في 20 كانون الأول / ديمسبر 2020 على المنطقة الخضراء في العراق نفذته مجموعة ميليشيا مارقة تدعمها إيران”. وأضاف أن الهجوم بـ21 صاروخاً “لم يكن يهدف بوضوح إلى تجنب وقوع إصابات”.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن الهجوم قتل مدنياً عراقياً واحداً على الأقل وألحق أضراراً بمجمع السفارة الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تزيد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الأيام الأخيرة لرئاسة ترامب. ففي الشهر الماضي، تم ثني الرئيس ترامب عن ضرب إيران بعد أن حذره مساعدوه من أن الهجوم قد يتصاعد إلى صراع أوسع في الأسابيع الأخيرة له في منصبه.
وفي تلك المناقشات، طرح ترامب فكرة مهاجمة إيران لإجبارها على التوقف عن تنمية برنامجها النووي. ومثل هذا الهجوم سيكون بمثابة ضربة كبيرة للرئيس المنتخب جو بايدن، الذي يريد إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وهو إنجاز السياسة الخارجية لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذي انسحب منه ترامب في عام 2018. وقد يؤدي الهجوم عشية إدارة جديدة إلى تسميم العلاقات مع طهران لدرجة أن إحياء الاتفاق سيكون مستحيلاً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن ضربة انتقامية رداً على الهجمات الصاروخية في العراق قد تضر أيضاً بالعلاقات المستقبلية، وإن لم تكن على الأرجح بقدر الضربة على منشأة نووية إيرانية. لكن المسؤول، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته لأن اجتماع البيت الأبيض كان خاصاً، قال إن القرار الصادر عن ذلك الاجتماع يوم (أمس) الأربعاء هو الالتزام بالتحذيرات الكلامية الصارمة في الوقت الحالي.
ومنذ أن قام ترامب بإقالة مارك إسبر من منصب وزير الدفاع الشهر الماضي، إلى جانب كبار مساعديه الآخرين في البنتاغون، عبرت وزارة الدفاع ومسؤولون آخرون عن الأمن القومي بشكل خاص عن مخاوفهم من أن الرئيس ترامب قد يبدأ عمليات، سواء كانت سرية أو علنية، ضد إيران وغيرها من الخصوم في نهاية ولايته.
ويقول مسؤولون إن الضربة قد تكون حتمية إذا قُتل أي أميركي قبل يوم التنصيب. وكان المسؤولون قلقين بشكل خاص بشأن ذكرى 3 كانون الثاني / يناير للهجوم الأميركي الذي قتل الفريق قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في “حرس الثورة الإسلامية” الإيراني، والقائد العراقي للحشد الشعبي المدعوم من إيران(أبو مهدي المهندس) – إذ يصر القادة الإيرانيون بانتظام على أنهم لم ينتقموا بعد للاغتيال.
وقالت “نيويورك تايمز” إن مسؤولي البنتاغون قلقون من أي زيادة في الهجمات الصاروخية في العراق، والتي طالما قالت الولايات المتحدة إنها مرتبطة بإيران، قد تعطي ترامب سبباً للانتقام. وجاء في بيان القيادة المركزية أن “الولايات المتحدة ستحاسب إيران على مقتل أي أميركي نتيجة عمل الميليشيات المدعومة منها”.
وفي الأسبوعين الماضيين، قامت القيادة المركزية بنقل قاذفات “بي-52” إلى المنطقة في عرض للقوة، وأرسلت سرباً إضافياً من الطائرات المقاتلة إلى السعودية، وأبقت حاملة الطائرات “نيميتز” في المنطقة، وأعلنت أنها ترسل غواصة توماهوك الصاروخية إلى المنطقة. وقال مسؤولون عسكريون إن كل هذه الإجراءات هي من أجل الردع.
ترجمة بتصرف: الميادين نت
اقرأ أيضا: دبلوماسية أمريكية تنصح “بايدن” بالتجول في شوارع دمشق والاستماع إلى الناس