سوريا: رسالة التهديد دليل براءة الزوج.. واعترافه بخيانة زوجته كشف الجناة
رولا نويساتي
علاقاته المتعددة والمشبوهة مع الجنس اللطيف والتي كانت آخرها مع (رنا) رسمت نهايته بعد الانتقام من أعز الناس على قلبه كعقاب له، رغم أن تلك العلاقات كانت تتم بالخفاء بعيداً عن أعين المتطفلين, وباعتبار أن (أدهم) كان شديد الحذر فقد أخذ يستأجر في كل علاقة جديدة له شقة في منطقة مختلفة، إلا أن القدر قد شاء أن يكشف أمره رغم كل تلك الإحتياطات لكن بعد فوات الأوان.
صدفة أوقعتها في المصيدة
لم تكن علاقة (رنا) بـ(أدهم) عابرة بل تطورت من إعجاب لحب ثم من علاقة آثمة إلى وعد مزيف بالزواج، فبعد أن هربت (رنا) من منزل أهلها الكائن في دمشق منذ ما يقارب الثلاثة أشهر التقت بـ(أدهم) في إحدى حافلات النقل… كانت يومها تبكي بشدّة، وما إن قام الأخير بكفكفة دموعها والاستفسار عن الأمر الذي يزعجها حتى سردت له قصتها، مشيرة إلى أنها هربت من منزل ذويها لمعاملتهم القاسية لها، وبعد سماع تفاصيل قصتها الكامل أدرك بأنها لا تمتلك مأوىً تلجأ إليه، وبالتالي عرف بأنها ستكون صيداً سهلاً له، حينها عرض عليها بأن يستأجر لها شقة في منطقة يبرود بريف دمشق البعيدة عن مركز المدينة حتى لا يتمكن أهلها من العثور عليها، إلّا أن (رنا) رفضت في بادئ الأمر ذاك العرض، و لكن أمام إصرار (أدهم) في تنفيذ قراره ووعده إياها بعدم إزعاجها وبأن كل ذلك سيقوم به لوجه الله فقط وافقت (رنا) التي ارتاحت لعرض (أدهم) ووعوده لها.
وعود كاذبة
بداية أخذ (أدهم) ينفذ وعوده لـ(رنا) عندما استأجر لها الشقة، وكان يجلب لها الطعام دون أن يدخل الشقة أو حتى يزعجها بأي شيء، وعندما اطمأنت له هذه الأخيرة قامت بدعوته ذات يوم لتناول الطعام معها لما رأته من شهامة في طبعه، عندها بدأا بتبادل النظرات حتى راح (أدهم) يملي على مسامعها كلمات الغزل ليأخذ لقاءهما منحاً آخر بعد العلاقة الآثمة التي جمعت بينهما، حيث توالت اللقاءات مرات عدّة كانت (رنا) في كل مرة تطلب من (أدهم) الزواج منها بعد أن وعدها بذلك، وعندما لم يجد (أدهم) مفراً من وعده لها بالزواج قرر أن يبوح لها بالحقيقة على الرغم من مرارتها، حينها قام بإخبارها بأنه متزوج من امرأة يحبها لكن علاقاته مجرد نزوات… صدمت (رنا) لما سمعت وبدأت تصرخ في وجهه متهمةً إياه بالخيانة والكذب بعد أن أخفى عنها تلك الحقيقة خلال كل تلك الفترة الماضية.
قصة ملفقة بإحكام
حاول (أدهم) تهدئة (رنا) لكنها أصرت بأنها لن تهدأ حتى يعلن زواجه منها على الملأ، لتبدأ بينهما مشادة كلامية قام (أدهم) على أثرها بضرب (رنا) ضرباً مبرحاً ومن ثم تركها وخرج من الشقة, عندها قررت (رنا) الانتقام من (أدهم) بطريقة وحشية، فما كان منها سوى ترك الشقة المستأجرة والتوجه من جديد إلى منزل ذويها بعد أن خططت بشكل محكم للنيل من (أدهم)، وما إن دخلت إلى منزل ذويها حتى تظاهرت بالدوار وسقطت أرضاً، وعندما قام ذويها بإيقاظها وقف أشقاؤها والشرر يتطاير من أعينهم إلى أن بدأت (رنا) تبكي لتستدر عطفهم، ومن ثم أخذت تسرد لهم قصة من نسج خيالها مشيرةً لهم بأنها خطفت من قبل شخص عندما خرجت من المنزل بقصد الذهاب إلى الجامعة كعادتها، حيث قام هذا الشاب و الذي يدعى (أدهم) بالاعتداء عليها مرات عدّة بعد أن حبسها في منزل خلال كل تلك الفترة الماضية, وأخبرتهم بأنها علمت منه أنه متزوج وبأن منزله في منطقة التل بريف دمشق, لكنها لم تستطع معرفة العنوان بالتفصيل, بدأ الأهل بتهدئة (رنا) بعد أن أقنعتهم بخدعتها حيث قام أشقاؤها بوعدها بالثأر لشرفهم وعلى طريقتهم الخاصة.
انتقام من الشخص الخطأ
بات الأشقاء الثلاثة ليلتهم يفكرون بخطة ما للانتقام ممن خطف شقيقتهم، وفي اليوم التالي ذهبوا إلى المكان الذي أشارت إليه شقيقتهم و بدؤوا رحلتهم في البحث عن منزل (أدهم)، حيث استطاعوا العثور عليه فيما بعد بدلالة الجوار، وما إن طرقوا باب المنزل حتى فتحت لهم (مرام) زوجة (أدهم) لتستفسر عن الطارق وعند معرفتهم بأن (أدهم) قد خرج للتّو إلى عمله، دفع أحدهم باب المنزل ليقتحموا الشقة على الزوجة، ودون سابق إنذار انقض (إياد) الشقيق الأكبر على (مرام) وبدأ بضربها ليقوم شقيقاه (منذر) و(زياد) بشتمها بأقصى الكلمات النابية مع مساعدة (إياد) بضرب (مرام) وركلها بأرجلهم دون أن تدري ما سبب كل ذلك،حيث لم يكتفِ الأشقاء بذلك ، بل سرعان ما تناوب ثلاثتهم على اغتصابها دون رحمة ، وبعد أن انتهوا من فعلتهم الدنيئة تركوا (مرام) شبه فاقدة الوعي في حالة يرثى لها بعد أن أصيبت بنزيف حاد وبجوارها رسالة تهديد لـ(أدهم) كتب عليها (هذا ما جنته يداك) كما أشاروا له بأن هذا ما هو إلا بداية انتقام وسيعودون لقتله.
رسالة كشفت المستور
في المساء وما إن دخل (أدهم) إلى منزله حتى وجد زوجته ممددة على الأرض دون حراك وسط بركة من الدماء، كما أنه عثر على رسالة التهديد إلى جوارها، على الفور حاول (أدهم) إسعاف زوجته إلى أقرب مشفى إلا أن الحظ لم يسعفها كونها توفيت بسبب النزيف الحاد الذي أصابها أثر الضرب المبرح الذي تلقته على يد الأشقاء الثلاثة وقد حضرت دورية من قسم الشرطة بعد الاتصال بالقسم من قبل إدارة المستشفى لشكهم بوجود ملابسة جرمية بالموضوع نتيجة وجود سحجات وكدمات على جسد (مرام)، ليتم إلقاء القبض على (أدهم) بداية بتهمة قتل زوجته، وبالتحقيق استطاع الأخير إبعاد الشبهة التي كانت تدور حوله بقتله لزوجته عندما استطاع إثبات عدم وجوده في المنزل ساعة حدوث الجريمة، إضافة إلى تسليم رسالة التهديد التي عثر عليها بجوار جثة زوجته للشرطة، الشيء الذي زاد في كشف ملابسات الجريمة والقبض على المجرمين قتلة (مرام) بعد أن اعترف (أدهم) بعلاقته مع شقيقتهم (رنا).
وقد قام رجال الأمن بنصب كمين محكم لأشقاء (رنا) وتم إلقاء القبض عليهم إيذاناً لتقديمهم إلى القضاء المختص …
المشهد