الجمعة , نوفمبر 22 2024

ما هي ضرائب عمل روّاد الفضاء على أجسامهم؟

ما هي ضرائب عمل روّاد الفضاء على أجسامهم؟

يتعين على رواد الفضاء تحمّل انعدام الجاذبية بسرعة 30 ألف كيلومتر في الساعة، والعيش في المركبة في محطة الفضاء الدولية لفترة طويلة، مما يؤثر بشكل ملحوظ على جسم الإنسان.

ويعاني رائد الفضاء من عواقب عدة بسبب عمله، فقد اعتاد الإنسان على الجاذبية، فانعدام الوزن يُتعب الجسم، كما يمكن للإشعاع المتسرب أن يتسبب في مرحلة ما بالإصابة بالسرطان وتدمير خلايا الجهاز العصبي.

ففي الفضاء تبدأ العضلات بالضمور وتصبح العظام أكثر هشاشة، ويفقد الشخص حوالي 1٪ من كتلة العظام كل شهر، وهذا مشابه للتغيرات التي تحدث في العمود الفقري لشخص مسن خلال عام.

إضافة إلى أن هذه الرحلات تؤدي إلى عدم تدفق الدم والسوائل في الجسم بشكل طبيعي، حيث يندفع الدم من الساقين إلى الجزء العلوي من الجسم، ما يؤدي إلى انتفاخ الوجه. كما تضعف الرؤية بسبب الضغط داخل الجمجمة، وغالباً ما يعاني بعض رواد الفضاء من مشاكل في الرؤية بعد عودتهم إلى الأرض.

وقامت إحدى الدراسات بتحليل عينات الدم والخلايا لـ59 رائد فضاء، واتضح أن الميتوكوندريون أو المتقدرة، مركز طاقة الخلايا، تعاني عند الخروج إلى الفضاء، هذا ويؤثر اضطراب نشاطها على الجسم بأكمله.

وفي بعض الحالات تبدأ الجينات البشرية أيضاً في العمل بشكل مختلف، وقد لوحظ أيضاً تلف الحمض النووي لدى روّاد الفضاء.

وعادةً ما تسبب بيئة الفضاء بحدوث تغيرات خلقية، أي أن بعض الجينات تعمل بشكل أفضل وبعضها الآخر بشكل أسوأ، مما ينعكس سلباً على جهاز المناعة ووظيفة العضلات.

كذلك، تعاني وظيفة الكبد والتمثيل الغذائي أيضاً، حيث يرتفع مستوى “الكوليسترول الضار” والبروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة.

واكتشف علماء ناسا أن التيلوميرات، مناطق من تسلسل نووي كثير التكرار يتموضع عند نهاية الصبغيات، يزداد طولها، وتتقلص التيلوميرات عادة مع كبر الشخص، لكن هذا ليس بالخبر السار لأن سرعان ما يعود رائد الفضاء إلى الأرض فتتقلص التيلوميرات بسرعة أكبر من المعتاد. وتتقدم الخلايا في العمر بشكل أسرع. ويمكن أن يعاني رواد الفضاء من التغييرات مدى الحياة.