لماذا يحاول الديمقراطيون عزل ترامب في الأسبوع الأخير من ولايته؟
نشرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية تقريرا سلطت فيه الضوء على مساعي الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي لعزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، قبل أيام قليلة من حفل تنصيب الرئيس المنتخب حديثا جو بايدن.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الهدف الأول من هذه الخطوة هو توجيه رسالة رمزية قوية، على اعتبار أن تحقيق الهدف يبدو صعبا من الناحية الإجرائية بالنظر إلى ضيق الوقت.
أما الهدف العملي إذا ما نجحت هذه الخطوة، فهو حرمان دونالد ترامب من الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في 2024. لكن المساعي التي يقودها الديمقراطيون، قد لا تحظى بثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ، وهي النسبة المطلوبة لتمرير القرار.
وترى الصحيفة أن الرئيس الخامس والأربعين يستعد لمغادرة البيت الأبيض، وقد ترك مشاكل كبيرة للحزب الجمهوري لم يشهدها منذ عقود، لذلك فإن كلا الحزبين ينتظران نهاية ولايته على أحر من الجمر، وليس الحزب الديمقراطي فحسب، وفق تقديرها.
فرص عزل ترامب
ومنذ فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، أصبحت مغادرة دونالد ترامب للبيت الأبيض أمرا مفروغا منه، غير أن الأيام الأخيرة من فترته الرئاسية حملت معها أحداثا خطيرة.
وفي السادس من كانون الثاني/ يناير، اقتحمت مجموعة من أنصار الرئيس الحالي مبنى الكونغرس، وأسفرت الأحداث التي وقعت داخل الكابيتول عن مقتل خمسة أشخاص.
واعتبر الحزب الديمقراطي وعدد من أعضاء الحزب الجمهوري، وشق كبير من وسائل الإعلام، أن دونالد ترامب أصبح بعد هذه الأحداث يمثل الخطر الأكبر الذي يواجه الديمقراطية الأمريكية، بحسب الصحيفة.
وقالت إنه رغم نجاح رجال إنفاذ القانون في إبعاد المحتجين عن الكونغرس بأقل الخسائر، إلا أن الديمقراطيين وصفوا هذه الأحداث بالإرهاب ومحاولة التمرد على الدولة.
وأكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، أن الديمقراطيين يعتزمون النظر في إجراءات عزل الرئيس في 11 كانون الثاني/ يناير.
ووفقا لتقديرات المراقبين، فإن مجلس الشيوخ لن يستطيع النظر في هذه القضية قبل تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، حتى لو تمكن مجلس النواب من إثبات مسؤولية ترامب عن أحداث الكونغرس.
ويرى مدير “مركز المصالح العالمية في واشنطن”، نيكولاي زلوبين، أنه رغم ضيق الوقت لمساءلة ترامب ومحاولة عزله، فإن هذه الجهود قد يكون وراءها هدف عملي مهم.
وأضافت أنه يمكن للديمقراطيين من خلال المساعي الحالية إخضاع ترامب للمساءلة بعد تنصيب جو بايدن، وفي حال نجحوا في ذلك، سيُحرم ترامب من حق الترشح للانتخابات الرئاسية في 2024 وقد يُعزل تمامًا من عالم السياسة.
خسائر الحزب الجمهوري
وأوضحت الصحيفة أنه يجري النظر أيضا في خيار استخدام التعديل الـ25 من الدستور الأمريكي، الذي ينص على أن يتولى نائب الرئيس مايك بنس زمام المبادرة لإقالة الرئيس، بحجة عدم قدرته على مواصلة مهامه، بشرط موافقة مجلس الوزراء.
ووفقا لما صرحت به مصادر مطلعة لـ”سي إن إن”، فإن بنس لم يستبعد تطبيق هذا الإجراء في حال أصبح ترامب يشكل تهديدا حقيقيا للبلاد.
لكن المراقبين يرون أنه من المستبعد جدا أن يقدم الحزب الجمهوري على مثل هذه الخطوة قبل أيام قليلة من نهاية فترة ترامب الرئاسية، رغم حجم الضرر الذي لحق بالحزب جراء سياسات ترامب.
ويرى مدير معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاليري غاربوزوف، أن سياسة ترامب انعكست سلبا على صورة الحزب الجمهوري، وسيكون تغيير الصورة والتخلص من إرث ترامب مهمة الحزب الأساسية خلال الفترة القادمة.
ويقول زلوبين في هذا السياق: “إذا كان الحزب الجمهوري قد بدا قبل أربع سنوات قوياً للغاية، فهو اليوم في حالة من الانهيار بعد خسارة مجلس النواب ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض. نادرا ما يخسر الحزب كل شيء في ظل رئيس جمهوري. علاوة على ذلك، أصبح ترامب أول رئيس للولايات المتحدة يقتحم متظاهرون مبنى الكونغرس خلال فترة رئاسته”.
حظر حسابات الرئيس
وأضافت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة كانت لها تداعيات كبيرة على المستوى العالمي، وستؤثر على المشهد بعد رحيله عن البيت الأبيض.
وعلى خلفية وقوف معظم وسائل الإعلام ضد ترامب، واتهامه بالتسبب في اقتحام الكونغرس، قررت عدد من المنصات الاجتماعية، وفي مقدمتها تويتر وفيسبوك، حظر حسابات الرئيس الحالي لحرمانه من فرصة التواصل مع أنصاره والتسبب في مزيد من العنف.
وفي حين أشاد كثيرون بقرارات إدارات مواقع التواصل الاجتماعي، رأى البعض الآخر أن مثل هذه الإجراءات توجه ضربة قوية لحرية التعبير في الولايات المتحدة.
ويعد غاربوزوف أنه تم إبعاد ترامب عن الشبكات الاجتماعية لأنه يجيد مهارات التحكم في مشاعر الجماهير ويستخدم تويتر بفعالية لحشد الأنصار وتحقيق أهدافه السياسية.
اقرأ أيضا: الأميركيّون لعشائر دير الزور: انتظروا إدارة بايدن!