السبت , ديسمبر 21 2024
شام تايمز

بدعم روسي… مبادرات لكبح مستويات الجريمة المتصاعدة في درعا

شام تايمز

بدعم روسي… مبادرات لكبح مستويات الجريمة المتصاعدة في درعا

شام تايمز

ما تزال الأحداث الأمنية تتصدر المشهد الميداني في محافظة درعا جنوبي سوريا، فبعد هدوء دام لمدة أسبوعين عادت حوادث الاغتيال لتضرب مجددا مختلف مناطق درعا، كان آخرها منذ أيام بعد قيام مجهولين بإطلاق النار على رئيس مجلس مدينة جاسم، ما أدى إلى مقتله على الفور، بالإضافة إلى تسجيل عدة اعتداءات من قبل مسلحين مجهولين على دوريات تابعة للجيش السوري والقوى الأمنية.

شام تايمز

أكد الباحث في شؤون الجماعات المسلحة عمر رحمون لـ”سبوتنيك” أن “الجانب الروسي سعى منذ تحرير محافظة درعا من الإرهاب، إلى استيعاب وعقد جلسات مصالحة بإشراف من الدولة السورية للشباب، الذين أبدوا رغبتهم بالبقاء ضمن مناطق سيطرة الدولة السورية ورفضوا المغامرة مع من اتجه باتجاه مناطق سيطرة “جبهة النصرة” وحلفائها في شمال سوريا”.

وقال رحمون أن أعدادا كبيرة من الشباب قاموا بتسوية أوضاعهم في المنطقة، وذلك بناء على تسهيلات قدمت من السلطات السورية وبرعاية روسية، مستدركا قوله: “لكن لا يخفى على أحد أنه توجد عدة مجموعات داخل مناطق درعا تسعى إلى إبقاء الوضع متوتر في الجبهة الجنوبية خدمة لمصالح خارجية منها إسرائيلية وأمريكية، كمحاولة للنيل من نجاعة المصالحات، التي عقدت هناك، وبما يقلل من أهمية حضور هذه المحافظة الحيوية ضمن المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد”.

وبالرغم من مرور عامين على تحرير المنطقة من الجماعات الإرهابية، إلا أن محافظة درعا لا زالت تعاني ارتفاعا كبيرا في مستويات الجريمة قياسا بمثيلاتها من المناطق المحررة في مختلف أنحاء سوريا، فيما تشير بعض المصادر غير الرسمية إلى أن ما يزيد على 250 شخصا من المدنيين والعسكرييين لقوا حتفهم خلال العام الماضي في هجمات مسلحة.

وأشار الباحث رحمون إلى أن “هذه المجموعات تسعى إلى إشعال فتيل الفتنة في المنطقة والتحريض ضد الجيش السوري ولعل بقائها في المنطقة، ورفض خروجها باتجاه ادلب كان منذ البداية بهدف تنفيذ أعمال تؤكل لها بحسب التطورات السياسية على المشهد الميداني”.

وأكد رحمون أن وجهاء وشيوخ العشائر في محافظة درعا أبدوا كامل الولاء والانتماء للوطن والجيش السوري وأن الأحداث الأمنية في المحافظة يفتعلها مسلحون لا يريدون استقرار المنطقة ولا يعبرون عن أي رأي للحاضنة الشعبية ولا رأي المجتمع المحلي، والذي يسعى إلى عودة الاستقرار الكامل إلى مناطق المحافظة.

ويتواجد في محافظة درعا حاليا، عدد كبير من المسلحين السابقين والفارين من الخدمة الإلزامية ممن لم يستكملوا تسوية أوضاعهم، وينضم إليهم الكثير من الشباب العاطلين عن العمل جراء الحصار الغربي، وجميع هؤلاء يشكلون هدفا للتجنيد ضمن المجموعات المسلحة غير الشرعية.

في شأن متصل، أكدت مصادر متابعة للشأن في درعا في تصريح خاص لـ”سبوتنيك”: “أن الحكومة السورية لم توفر أي جهد لاحتواء المشهد الميداني في درعا من خلال تقديم تسهيلات على الأرض وتقديم تسويات عديدة والإفراج عن بعض المعتقلين جراء الأحداث السابقة، التي شهدتها المنطقة، وذلك بعد تقديم تعهد من قبل شيوخ العشائر ووجهاء المنطقة بالحفاظ على الاستقرار في محافظة درعا”.

وأكدت المصادر أن الحكومة السورية تثمن الجهود الروسية المبذولة في مناطق درعا والهادفة الى إعادة الاستقرار إلى كامل المحافظة.

ورجحت المصادر أن تقوم الدولة السورية بإجراءات جديدة خلال الفترة القادمة، من شأنها تشجيع كامل المبادرات الأهلية والمحلية للحفاظ على استقرار المنطقة، وأن جميع مطالب أهالي درعا والاقتراحات تم النظر بها ونفذ معظمها.

ومؤخرا، تم عقد سلسلة من الاجتماعات برعاية روسية بين اللجان الأمنية والوجهاء ورجال الدين في المناطق التي لازالت تشهد أحداثا أمنية.

وخلال الاجتماع الأخير، تطرق ممثل القيادة الروسية بدمشق الفريق أندري كولوتوفكين، إلى تعميم أسماء المسلحين السابقين والفارين من الخدمة العسكرية ممن خضعوا للتسوية مؤخراً على جميع الحواجز التابعة للأجهزة الأمنية في المحافظة، مشيرا إلى أن هذه التدابير وغيرها مما يتم تدارسه حاليا، ستسهم في تعزيز ثقة المواطنين بالسلطات، وستصبح مثل هذه الاجتماعات للقيادة الروسية مع الوجهاء ورجال الدين في المحافظة منتظمة.

شام تايمز
شام تايمز