فارس الشهابي يقدم وصفة لانقاذ الاقتصاد
كتب المهندس فارس الشهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية:
وجهة نظر اقتصادية…
منذ بداية الحرب و نحن ننادي بضرورة اعتماد سياسة تشغيلية تحفيزية تقدس الانتاج و تشجع على التعافي و العمل في الظروف الصعبة .. لكن للاسف كانت الحكومات المتعاقبة تخاف من المبادرة و التفكير الاستثنائي الخارج عن المألوف الذي يتوقع اسوأ الاحتمالات و يسعى لتجنبها و تفضل بدلاً عن ذلك المقاربات السريعة و انصاف الحلول المعلبة القديمة التي تعيد انتاج المشاكل المزمنة فكانت الجباية الآنية قبل الرعاية المطلوبة و التحصيل قبل التشغيل على مبدأ “عصفور باليد افضل من عشرة على الشجرة”..!
و النتيجة اننا نفقد تدريجياً عدد العصافير التي باليد فالعجلة الانتاجية لم تدر بالسرعة المطلوبة و المنظومة الاقتصادية بكاملها تعاني من الانكماش المتزايد و من تقلص الاسواق و ضعف الثقة و انعدام الرؤية و زيادة المعاناة المعيشية.. و لازلنا لا نفهم للاسف ان التشغيل يغني التحصيل و الرعاية تسبق الجباية و لا ليس بالعكس.. و نتسأل هنا على سبيل المثال: كم عدد المصانع التي عادت للعمل في منطقة الليرمون المحررة في حلب منذ خمسة سنوات..؟! و لماذا..؟!
الحل كان و لا يزال بالاعتماد المطلق على قطاع الاعمال الانتاجي الوطني بشقيه العام و الخاص صناعي و زراعي و منحه كل ما يحتاجه ليرمم نفسه و ينهض من جديد و ما على الحكومات فعله هو ازالة كافة القيود التي تعيق ذلك.. و منحه اعفاءات و محفزات زمنية مؤقتة متعلقة بدرجة تعافيه و نموه.. فلا يعقل مثلاً انه كان لدينا القانون ١٠ المشجع للاستثمار في فترة الامن الرخاء و نعجز الان عن تقديم شيء شبيه و نحن بأمس الحاجة و العوز.. و لا يعقل اننا نخشى من اقرار قانون مناطق متضررة جديد و نحن فعلنا ذلك عام ٨٢..!
اتركوا الناس ترمم و تشتغل و اعفوها من كل الغرامات و الفوائد و قسطوا لها ضرائبها و رسومها القديمة بشكل مريح و سهلوا لها كل الاجراءات النقدية و المصرفية و امنعوا الاحتكار عن ارزاقها و احموها من الفساد حتى تنهض بقوة من جديد..! أما غير ذلك فنحن نقتل انفسنا بأيدينا و نطبق العقوبات الغربية على اقتصادنا بشكل لا يحلم به اصحابها..!