ما هو تحديث واتساب الجديد: هل رسائلك الشخصية في خطر؟
إشعار جديد، داخل نافذة، يظهر لك في تطبيق واتساب، يخبرك أنه يتم تحديث الشروط والسياسات، وأمامك مهلة حتى الثامن من فبراير القادم للقبول بتلك الشروط الجديدة، وإن لم تقبل فهناك حل واحد: يمكنك مغادرة التطبيق وحذف حسابك!
الآن لم يصبح أمامك سوى إما قراءة سياسة الخصوصية وشروط الخدمة المحدثة من واتساب، والتمرير على شاشة الهاتف الذكي حتى تتألم عيناك ويصيبك الصداع من كثرة المصطلحات والحشو، أو تنقذ نفسك من الصدمة، كما تفعل دائمًا مع تلك الشروط والسياسات، وتضغط على اختيار “موافق” ببساطة. وبالطبع، يمكنك أيضًا الذهاب إلى الحل النووي الآخر، لا توافق الآن، وسيبدأ العد التنازلي لمدة شهر، وبعد ذلك تنفجر القنبلة وتسقط في غياهب النسيان الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت!
تحديث واتساب الجديد
لكن هل الأمر بهذه الخطورة حقًا؟ ما المشكلة في أن نوافق على شروط وسياسة جديدة للخصوصية كما تعودنا أن نفعل غالبًا؟ ثم ما هي تلك الشروط والسياسة الجديدة أصلًا؟ وهل رسائلنا وبياناتنا الشخصية في خطر؟
ما الذي يشاركه تحديث واتساب الجديد مع فيسبوك؟
يركز تحديث واتساب الجديد بوجه خاص على مشاركة بيانات مستخدميه مع الشركة الأم فيسبوك.
تنص سياسة تحديث واتساب الجديد على أن التطبيق قد يشارك معلوماتك مع مجموعة الشركات الأخرى تحت مظلة فيسبوك، من أجل “تسهيل ودعم ودمج أنشطتها وتحسين خدماتها”. المعلومات التي يجمعها عنك واتساب تلقائيًا، ستتم مشاركتها مع فيسبوك مباشرةً، وهو ما يتضمن رقم هاتفك المحمول والمعلومات الأساسية التي تقدمها عند إنشاء حساب جديد على تطبيق واتساب، وهي ما تُعرف بالبيانات الوصفية Meta Data.
يمكن أيضًا استخدام معلوماتك بواسطة فيسبوك ومنتجاته الأخرى لتقديم الاقتراحات الدعائية، وتخصيص الميزات والمحتوى، ومساعدتك في إكمال عمليات الشراء والمعاملات المالية، وأن يعرض عليك الإعلانات ذات الصلة عبر منتجات شركة فيسبوك.
تشمل منتجات الشركة الأخرى التي يمكن أن يشارك بها تحديث واتساب الجديد بياناتك: منصة فيسبوك وتطبيق ماسنجر وتطبيق إنستاجرام، والأجهزة التي تحمل علامة الشركة، ومنتجات Oculus، ومتاجر فيسبوك Facebook Shops، وأي ميزات أو تطبيقات أو تقنيات أو برامج أو منتجات أو خدمات أخرى تقدمها شركة فيسبوك.
ماذا عن رسائلك الخاصة على تطبيق واتساب؟
كرر تطبيق واتساب تأكيده على أن جميع الرسائل بداخله مشفرة من طرف إلى طرف end-to-end encrypted، بمعنى أنه لن يتمكن التطبيق أو الجهات الخارجية من الوصول إلى رسائلك أو قراءتها بأي شكل. كما ذكر: “لن تتم مشاركة أي شيء تشاركه على واتساب، بما في ذلك رسائلك وصورك ومعلومات حسابك، على فيسبوك أو أي من مجموعة تطبيقاتنا الأخرى ليراه الآخرون، ولن تتم مشاركة أي شيء تنشره على هذه التطبيقات على واتساب”.
لا يخزن تطبيق واتساب رسائلك بمجرد أن يتسلمها الطرف الآخر، إذ يتم تخزين الرسائل على جهاز المستخدم وليس على خوادم التطبيق، وبمجرد تسليم الرسائل، يتم حذفها من خوادمه. وفي مرحلة تسليم الرسالة، تقوم خوادم واتساب بتخزين الرسائل التي لم يتم تسليمها في صورة مشفرة لمدة تصل إلى 30 يومًا، وإذا بقيت الرسالة على حالها بعد 30 يومًا، فإن واتساب يقوم بحذفها كما يشير.
ماذا عن الإعلانات؟
لا يسمح تطبيق واتساب حاليًا بالإعلانات على خدماته للأطراف الخارجية، وكما يذكر “ليست لدينا نية لتقديمها، ولكن إذا فعلنا ذلك، فسنقوم بتحديث سياسة الخصوصية”.
ومع ذلك، يمكن للتطبيق استخدام المعلومات التي يملكها عنك للتواصل معك حول خدماته وتسويقها بجانب خدمات شركات فيسبوك الأخرى.
حتى اللحظة، لا يوجد قلق بالنسبة للإعلانات المزعجة على التطبيق، لكن من الممكن في أي لحظة أن تقرر الشركة السماح بالإعلانات، وببساطة ستقوم بتحديث سياسة الخصوصية، ولن نتمكن من الاعتراض كما يحدث حاليًا.
ما الخيارات المتاحة لديك؟
لمواصلة استخدام تطبيق واتساب، ستحتاج إلى قبول الشروط والأحكام الجديدة بمهلة حتى 8 فبراير القادم. وإذا كنت لا ترغب في ذلك، فإن التطبيق أيضًا يقترح حذف حسابك. وبالنسبة للمستخدمين الذين وافقوا بالفعل على الشروط والأحكام الجديدة، ولكنهم لا يريدون أن يشارك واتساب بياناتهم مع فيسبوك أو شركات أخرى، سيكون لديهم نفس المهلة لإلغاء الاشتراك وحذف حساباتهم.
في النهاية، إن قررت أن تلغي حسابك على واتساب ستحتاج إلى بدائل، المشكلة أن انتشار التطبيق واسع للغاية، بقاعدة مستخدمين تخطت 2 مليار عالميًا، ولتتمكن من إيجاد تطبيق ينافسه ربما تحتاج إلى سنوات، هذا إن سمحت شركة فيسبوك بتلك المنافسة من الأساس! مع ذلك، هناك بعض البدائل الحالية التي بدأت تظهر على الساحة، مثل تطبيق سيجنال وتطبيق تليجرام.
عرب هاردوير
اقرأ أيضا: Signal وتيليجرام يشهدان ارتفاعًا في الطلب بفضل واتساب