بين أسعار التموين وأسعار السوق .. مأكولات الفقير سابقاً أصبحت حلماً!
عربش: وزارة التموين عاجزة عن ضبط الأسعار وفرض تسعيرتها
سجلت أسعار السلع الغذائية الرئيسية في الأسواق ارتفاعات غير مسبوقة في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية للمواطن، وتخفيض وزارة النفط لكميات المحروقات المخصصة للمحافظات والتي أثرت في تكاليف النقل بحسب ما ذكر العديد من التجار وأصحاب المحال التجارية.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد حددت أسعار سلة من السلع الغذائية الأساسية ضمن هوامش أرباح محددة لكل من المستورد والمنتج وتاجر الجملة وبائع المفرق، وأصدرتها بتاريخ 3/10/2020، ولم يطرأ أي تعديل على التسعيرة الوزارية لهذه السلع، وكانت قد شملت القائمة 22 مادة غذائية رئيسية وهي السكر والأرز الصيني وزيت دوار الشمس والسمن النباتي وشاي بيكو خشن وتونا خشنة وسردين والعدس الحب والعدس المجروش والحمص الحب والمتة والبرغل والمعكرونة والشعيرية والبن من دون هيل والفروج الحي والفروج المذبوح المنظف والبيض ولحم الغنم الحي ولحم الغنم بعظمه ولحم العجل الحي ولحم العجل الهبرة.
وشددت الوزارة في نشرة أسعارها على أن هذه الأسعار تعتبر حداً أقصى لا يجوز تجاوزه ويمكن البيع بسعر أقل منه، ويجب على كل حلقات الوساطة التجارية تداول الفواتير التجارية طبقاً للأسعار المحدد في النشرة، ويخضع مخالفو أحكام هذه النشرة للعقوبات المنصوص عليها بالقانون رقم /14/ لعام 2015.
واقع الأسعار الحالي
وخلال جولة على أسواق السلع الغذائية في دمشق ومنها سوق مساكن برزة وسوق باب سريجة حصلنا على أسعار البيع المباشر للمستهلك من الباعة وكان الفارق السعري كبيراً ما بين التسعيرة الوزارية والتسعيرة في الأسواق.
ووفق نشرة الأسعار المحددة من الوزارة فقد تم تحديد سعر الكيلو غرام الواحد من السكر بـ 1050 ليرة سورية سعر المبيع لبائع المفرق، بينما سعره في الأسواق هو 1500 ليرة سورية أي بفارق 30%.
بينما سعر كيلو الأرز الصيني هو 1200 ليرة سورية لبائع المفرق وفق النشرة الرسمية، وسعره في الأسواق هو 1700 ليرة سورية أي بفارق سعري يصل إلى 29%.
وليتر زيت دوار الشمس بـ 3200 ليرة سورية لبائع المفرق بالتسعيرة الرسمية، وسعره في الأسواق وصل إلى 5400 ليرة سورية وبفارق سعري يصل إلى 40%.
وسعر كيلو السمن النباتي هو 3300 ليرة سورية لبائع المفرق، وفي الأسواق يباع بين 5000 و6000 ليرة سورية بحسب النوعية ، أي بفارق سعري يصل إلى 34% و45% على التتالي للسعرين.
وسعر كيلو شاي بيكو هو 14000 ليرة سورية لبائع المفرق، وفي الأسواق يتراوح السعر بين 15000 ليرة سورية و22000 ليرة سورية أي بفارق سعري يصل إلى 6% و36%، للسعرين على التوالي.
وسعر علبة التونا الخشنة وزن 160غ هو 1300 ليرة سورية للمستهلك، والسعر في الأسواق هو 1400 ليرة سورية أي بفارق سعري هو 7%.
وسعر علبة السردين وزن 120 غ هو 850 ليرة سورية للمستهلك، وفي الأسواق تباع بـ 1200 ليرة سورية وبفارق يصل إلى 29%.
وسعر كيلو العدس الحب هو 1400 ليرة سورية للمستهلك، وفي الأسواق يباع بـ 1700 ليرة سورية، وبفارق يصل إلى 17%.
وسعر كيلو العدس المجروش هو 1100 ليرة سورية للمستهلك، وفي الأسواق يباع بـ 1800 ليرة سورية، أي بفارق سعري يصل إلى 38%.
وسعر كيلو الحمص الحب هو 1100 ليرة سورية للمستهلك، وفي الأسواق يباع بسعر 2000 ليرة سورية وبفارق يصل إلى 45%.
وقد تحدد سعر علبة المتة وزن 200 غرام بـ 1800 ليرة سورية للمستهلك وفي الأسواق تباع بـ 2200 ليرة سورية، وبفارق يصل إلى 18%.
وسعر كيلو البرغل هو 1100 ليرة سورية للمستهلك وفي الأسواق يباع بسعر 1400 ليرة سورية وبفارق سعري يصل إلى 21%.
وسعر كيلو المعكرونة أو الشعيرية هو 1400 ليرة سورية للمستهلك وفق التسعيرة الرسمية، وتباع في الأسواق بسعر 1700 للكيلو الواحد، أي بفارق سعري يصل إلى 17%.
وسعر الكيلو الغرام من مادة البن من دون هيل 6000 ليرة سورية للمستهلك وفق تسعيرة الوزارة، وفي الأسواق وصل السعر إلى 11000 ليرة سورية وبفارق سعري يصل إلى 45%.
وسعر كيلو الفروج الحي هو 3100 ليرة سورية للمستهلك وفي الأسواق وصل السعر إلى 4800 ليرة سورية، وبفارق سعري 35%.
وسعر كيلو الفروج الحي والمنظف هو 4500 ليرة سورية لبائع المفرق، وفي الأسواق وصل سعره إلى 5200 ليرة سورية وبفارق 13%.
وحددت النشرة سعر صحن البيض بـ 3600 ليرة سورية لبائع المفرق، بينما يباع في الأسواق بسعر 5800 ليرة سورية، وبفارق سعري هو 37%.
وسعر كيلو لحم الغنم الحي بـ 6500 ليرة سورية لبائع المفرق، وسعره في الأسواق هو 7000 ليرة سورية، وبفارق سعري يصل إلى 7%.
وسعر كيلو لحم الغنم بعظمه هو 11000 ليرة سورية لبائع المفرق، ويباع في الأسواق بـ 13000 ليرة سورية وبفارق يصل إلى 15%.
بينما سعر كيلو لحم العجل الحي هو 4500 ليرة سورية لبائع المفرق، وسعره في الأسواق يصل إلى 6000 ليرة سورية، وبفارق 25%.
بينما سعر كيلو لحم العجل الهبرة هو 12000 ليرة سورية لبائع المفرق، وفي الأسواق يباع بـ 15000 ليرة سورية وبفارق سعري يصل إلى 20%.
تآكل القدرة الشرائية
وفي هذا السياق أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق الدكتور شفيق عربش أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاجزة عن ضبط الأسعار وفرض تسعيرتها الرسمية، لعدم وجود منافسة في الأسواق لكون الأسعار تتأثر بالقوانين الاقتصادية وليس بالإجراءات الإدارية، معتبراً أن إصرار الوزارة على إصدار نشرات الأسعار هو مجرد إجراء إداري لتبرير وجودها في الأسواق.
مضيفاً إن الأسعار المحددة من الوزارة يستحيل تطبيقها فهي لا تغطي أي جزء من تكاليف بيع السلع والمواد، ولا يمكن لأي تاجر أن يفتح محله ليربح هوامش ربح لا تتعدى الـ 1.5%، ولذلك فالأسعار المحددة من قبلهم تتم وفق إجراءات غير منطقية، وكما نرى فإن الأسعار في الأسواق تصعد وتهبط وفق حركة العرض والطلب وتغيرات التكاليف وليس وفق آلية تسعير محددة من الوزارة.
وأوضح عربش أن سعر الصرف قد ارتفع منذ بداية الأزمة في سورية بحوالى 56 ضعفاً، وفي ظروف الحصار الاقتصادي الخانق على سورية فإن تكاليف الاستيراد ترتفع أكثر، والمشكلة الرئيسية تكمن بضعف القدرة الشرائية الكبير، مقارنة مع ارتفاع هائل للأسعار.
وفي أحدث تقرير للمكتب المركزي للإحصاء جاء أنه خلال العام الماضي ارتفعت الأسعار بحوالي 200%، على حين أن القدرة الشرائية لم تزد على 25%، والتقديرات الحالية تشير إلى أن الأسرة السورية بحاجة لمبلغ بين 650 إلى 700 ألف ليرة سورية لتأمين تكاليف المعيشة في ظل تآكل القدرة الشرائية، وهذه الأرقام غير ثابتة لكونها متغيرة بسرعة، وأصبحت بعض المأكولات حلماً للبعض ومنها ما كان يعرف مأكولات الفقير سابقاً، كالفول والبطاطا، فقد أصبحت أسعارها مرتفعة جداً ولا يمكن لأي موظف أن يغطي تكاليفها مع ضعف قدرته الشرائية شبه المعدومة.
الوطن
اقرأ ايضاً:مدير صحة طرطوس: تراجع في عدد الإصابات بالفيروس في المحافظة