أزمة البنزين انتهت في التصريحات فقط.. وعلى أرض الواقع لا تزال مستمرة
لم تنته مشاهد الازدحام على محطات الوقود في دمشق وريفها رغم التصريحات الرسمية خلال الأيام القليلة الماضية عن بدء ضخ كميات إضافية من البنزين والمشتقات النفطية إلى المحافظات إثر عودة مصفاة بانياس إلى العمل بعد وصول شحنات من النفط الخام وزيادة عدد الطلبات.
مشاهد الازدحام بعد انحسارها لساعات، عادت مجدداً رغم زيادة أسعار البنزين المدعوم الممتاز وغير المدعوم والأوكتان منذ أيام، في الوقت الذي لم تستطع الجهات المعنية ربط القول بالفعل والتخفيف من هول المعاناة الحاصلة في الانتظار لساعات للحصول على المادة.
خلال جولة لها رصدت واقع الأمر، ولاحظت الازدحامات الكبيرة أكثر من السابق كما أن ساعات الانتظار الطويلة للمواطنين في تزايد، وبدت معاناة المواطنين واضحة من معالم وجوههم، وسط طوابير الانتظار على المحطات.
وعبر «أحمد» عن استغرابه من استمرار مشاهد الازدحام والوقوف لأكثر من 6 ساعات متواصلة لتعبئة مخصصاته متسائلاً: أين الكميات الإضافية التي صرحت عنها الجهات المسؤولة والمعنية والتي يجب أن تنعكس إيجاباً بتخفيف الازدحام وسهولة التعبئة؟
وأكد أحد سائقي التاكسي العمومية أن الازدحام على حاله، ولم ينته، كما أن المشهد كما السابق، وقال: لو أن هناك كميات إضافية فعلاً لما كان مشهد هذا الازدحام، مضيفاً: اعتدنا التصريحات التي لا تسمن بالفائدة لتخفيف معاناتنا ومعاناة المواطنين.
هذا ولم يكن وضع ريف دمشق أفضل حالاً من العاصمة، فقد أكدت المعلومات باغلاق بعض المحطات بسبب قلة الطلبات إليها، ما يؤدي إلى اتجاه سكان الريف إلى العاصمة وزيادة الضغط والازدحام على محطات دمشق.
واستغلت سيارات التاكسي الوضع الحالي لواقع مادة البنزين بتقاضي أجور مرتفعة جداً من دون الأخذ بعين الاعتبار أي تعليمات صادرة، لتعود تبعات هذا الموضوع وتنعكس على المواطن في نهاية المطاف وسط استمرار واضح لأزمة النقل وقلة عدد وسائط النقل وعدم القدرة على تخديم الأعداد الكبيرة من المواطنين وخاصة في تجمع البرامكة وتحت (جسر الرئيس) والعديد من المناطق، حتى بات المشهد مكرراً بشكل يومي من دون حلول ناجعة.
توجهنا للمعنيين في محافظة دمشق للوقوف على واقع الكميات والواقع الراهن، ليؤكد مصدر رسمي أنه تم إعلام المحافظة بزيادة عدد طلبات البنزين اليومية من 46 طلباً بمعدل مليون و100 ألف ليتر، إلى 54 طلباً بمعدل مليون و300 ألف ليتر، أي بمعدل زيادة 200 ألف ليتر، لكن لم يصل إلى المحافظة حتى نهاية الدوام الرسمي أمس أي شيء رسمي حول الزيادة.
وأضاف المصدر: إن الكميات المخصصة حتى أمس هي 46 طلباً بعد أن كانت سابقاً 54 وتم تخفيضها مؤخراً بنسبة 14 بالمئة نتيجة واقع المادة والعقوبات الجائرة وتأخر وصول التوريدات سابقاً، لتعود الجهات الرسمية خلال الأيام القليلة الماضية للتأكيد على زيادة عدد الكميات.
وحول واقع المازوت بين المصدر الرسمي أن الكميات حالياً في دمشق بمعدل 35 طلباً يومياً أي 840 ألف ليتر، مشيراً إلى أن الأولوية في توزيع المادة حالياً هي للأفران ثم النقل فالمشافي ومنه إلى مازوت التدفئة، علما أن نسبة التخفيض الحاصل مؤخراً قدرت بـ23 بالمئة بعد أن كانت الكميات الإجمالية الموزعة بدمشق هي 46 طلباً بمعدل مليون و100 ألف ليتر.
وحول واقع ريف دمشق فيما يخص المحطات، كشف عضو المكتب التنفيذي لمحافظة ريف دمشق مشيل كراز أنه لم تطرأ أي زيادة على مخصصات المحافظة من مادة البنزين بعد التخفيض الأخير الذي تم مع بداية الشهر.
كراز بين أن عدد الطلبات الواردة للمحافظة من مادة البنزين يبلغ 20 طلباً، مشيراً إلى أنه يتم توزيعها على الكازيات في المحاور الأكثر كثافة وخاصة في المنطقة المحيطة بمحافظة دمشق، مضيفاً: للمساهمة بالتخفيف قدر الإمكان من الازدحام عن دمشق.
وعن مازوت التدفئة بين كراز أنه تم تخفيض طلبين من عدد الطلبات المخصصة للمحافظة لتصبح حصتها 36 طلباً بعد أن كانت 38 طلباً، مشيراً إلى أنه يتم توزيع 22 طلب مازوت للتدفئة، منوهاً بأن الأولوية لمن لم يستلم الدفعتين الأولى والثانية من العام الماضي.
وأوضح كراز أنه تم التوزيع لنحو 170 ألف عائلة في ريف دمشق منذ بدء التوزيع للدفعة الأولى، وبمعدل يتراوح بين 500 ألف و600 ألف ليتر يومياً، مشيراً إلى أن عدد البطاقات المسجلة على مازوت التدفئة في المحافظة بلغ 648315 بطاقة، علماً أنه يوجد 252 محطة توزيع مشتقات نفطية في محافظة ريف دمشق إضافة لـ67 خزاناً، كما أنه توجد 652543 بطاقة ذكية صادرة في المحافظة.
الوطن
اقرأ أيضا: رئيس مجلس الوزراء يضع ” الوسط التجاري” أمام مسؤوليات اجتماعية وتنموية ملحّة