نيكولاي وعبير… كشف تفاصيل أول زواج روسي على الطريقة السورية في اللاذقية… فيديو
توّج الروسي نيكولاي فلاديميرفيتش والشابة عبير شبل من ريف جبلة، قصة حبهما التي استمرت عاما ونصف العام، بزواج على الطريقة السورية من ناحية العادات والتقاليد المتبعة فيما يتعلق بطقوس الخطوبة والزفاف، وتسجيل الزواج في المحاكم السورية.
نيكولاي الذي يعمل موظفاً مدنياً في قاعدة حميميم في اللاذقية، رأى عبير أول مرة في محل لبيع الهدايا والتحف في قرية حميميم، حيث كانت تعمل، ثم أصبح يتردد يومياً إلى المحل لرؤيتها وتجاذب أطراف الحديث معها.
يروي نيكولاي في حديث خاص:
لم تكن عبير تعلم أنني معجب بها وأن سبب ذهابي للمحل هو رؤيتها فقط، ويضيف: مع توالي الأيام، وعندما تأكدت من حقيقة مشاعري تجاهها، وأنها الفتاة التي أريد أن أشيخ معها وإلى جانبها، قمت بسؤال صاحب المحل الذي كانت تعمل فيه عبير، عما إذا كان السوريون، حسب عاداتهم، يوافقون على تزويج بناتهم لشخص أجنبي.
وتابع: بعد أن أكد لي صاحب المحل أن الأمر عادي، وأن هناك حالات موجودة لعائلات زوّجت بناتها لأشخاص من خارج سوريا، تشجعت على مصارحة عبير بإعجابي بها، وعرضت عليها الزواج. في البداية تهربت عبير من الإجابة، ومن ثم طلبت وقتاً للتفكير في الموضوع.
وعندما طال الوقت الذي استغرقته عبير في التفكير لأكثر من شهرين، يكمل نيكولاي: كان علي أن أسافر إلى موسكو، وكان لا بد لي من حسم الموضوع مع عبير وأخذ ردها النهائي ما جعلني أذهب إليها وأسألها إذا كانت تقبل الزواج بي أم لا، وأنه لا مفر من جواب نهائي، لتعطيني الرد الذي كنت أتمناه وهو الموافقة التي كنت أنتظرها على أحر من الجمر لأصبح أسعد شخص في الدنيا.
نيكولاي الذي فاز بحبه وكلله بالزواج الذي سعى وراءه كثيراً، يرغب في العيش بسوريا إلى جانب عبير التي أحبها، حيث يقول: أينما تكون عبير فهي الجنة بالنسبة لي، ولذلك أرغب في العيش في سوريا.
وعن سبب اختياره لعبير، يقول: شعرت أنها مهمة جدا بالنسبة إلي من ناحية الشكل والمضمون، ناهيك أنها مثقفة وتتقن اللغة الروسية حيث كان التفاهم بيننا سهلاً جداً واختصر علي الكثير لمعرفتها والتقرب منها.
ويضيف نيكولاي: أقدمت على طلب الزواج من عبير لأني لا أعتقد أن هناك حواجز تقف أمام قلبين أحبا بعضهما. مشيراً إلى أن هناك الكثير من السوريين الذين كانوا يدرسون في الاتحاد السوفيتي تزوجوا من فتيات روسيات وعاشوا معهن حياة سعيدة، ولذلك فما المانع أن يعجب الروس بفتيات سوريات ويتزوجون منهن.
اللافت، عندما تسمع نيكولاي ينادي لعبير باسم مارينا، تعتقد في البداية أنه أخطأ في المناداة، ليبادرك على عجل بأنه الاسم الذي أطلقه عليها، شارحاً أن اسم مارينا يطلق على فتاة البحار أو حورية البحر، واصفاً عبير بابنة البحر التي أحبها.
عندما تعشق الفتاة شخصاً لا تعير بعدها أي اعتبارات من أي بلد هو، بهذه العبارة تبدأ عبير حديثها لـ”سبوتنيك”:
كان نيكولاي يتردد مع أصدقائه إلى المحل الذي أعمل فيه، حتى في إحدى المرات سألني عما إذا كان صحيحاً أن الأهل يقتلون ابنتهم اذا أرادت الزواج بشخص أجنبي، فأجبته أن الأمر غير صحيح وأن الأهل يوافقون على الزواج إذا كان مناسباً وإذا كانت الفتاة موافقة.
وتضيف عبير: ثم طلب مني نيكولاي الزواج، فتهربت من الجواب لأنني اعتقدت في البداية أنه يمازحني، وكرر الطلب عدة مرات وفي كل مرة كنت أتهرب من الجواب لأني كنت أخاف من فكرة الزواج بشخص لا أعرفه، حتى جاء إلي في أحد الأيام وقال لي أنه يريد السفر إلى روسيا ويجب علي أن أعطيه جواباً صريحاً إذا كنت أرغب بالزواج به.
وتكمل عبير: أذكر جيداً عندما أخبرته أني موافقة على الزواج به كيف ضحكت عيناه قبل أن تتسلل الضحكة إلى شفتيه ليقول لي أنه أسعد رجل في الدنيا، ثم طلب موعدا من أهلي للتعرف إليهم وطلب يدي للزواج.
عبير التي بدأت بتعلم اللغة الروسية في جامعة تشرين والتحدث بها قبل خمس سنوات، اكتسبت خبرة سريعة باللغة من خلال تعاملها اليومي مع الروس الذين كانوا يترددون إلى المحل، ماجعلها تختصر أشواطاً كبيرة في التعرف على نيكولاي والتقرب منه.
تقول عبير: طلب نيكولاي أن يتعلم اللغة العربية وبالفعل تعلم في أحد المعاهد في حميميم، الذي كنت أدرس فيه أيضاً، وأصبح يتقن قليلا العربية بمساعدة أساتذة ومترجمين.
الحصول على موافقة الأهل ومباركتهم للزواج كان أصعب شيء في القصة، حسب عبير التي قالت إنها عندما أخبرت أهلها صدموا وعارضوا الفكرة في البداية، لتدافع عن حبها بمحاولة إقناعهم بأنها تحبه وأنه الشخص الذي سيسعدها، لتحسم الموضوع مبدئياً بطلب أن يتعرفوا إليه ويقرروا فيما بعد.
في الموعد المتفق عليه حضر نيكولاي بصحبة صديقه المترجم، إلى منزل ذوي عبير، وطلب يد عبير للزواج، مؤكدة أن أهلها عندما تعرفوا على نيكولاي أحبوه ووافقوا وتمت الخطوبة في كانون الثاني من العام الماضي.
فرحة نيكولاي وعبير بالخطوبة لم يعكرها سوى ابتعادهما القسري عن بعضهما مدة 9 شهور بسبب الحظر الذي فرض بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث كان نيكولاي في موسكو وعبير في اللاذقية، ليبقى الهاتف هو وسيلة التواصل الوحيدة بينهما طيلة تلك الفترة.
نيكولاي وصف تلك الفترة بأنها الأصعب لأنها باعدت طويلاً بينه وبين نصفه الثاني الذي أحبه وتعلق به، ويقول: كنا اتفقنا أن تستمر الخطوبة 25 يوماً فقط لنتزوج بعدها لكن سفري وإجراءات الحظر باعدت بينا 9 أشهر كانت بحجم 9 سنوات وربما أكثر.
فيما كانت عبير تشعر بالوحدة، وتضيف:
كنت أشعر أني وحيدة في هذا العالم رغم وجود أهلي وأصدقائي بجانبي.. نيكولاي كان عالمي الصغير الكبير الذي أتنفس وأحيا به ومن أجله.
في خبايا علاقة نيكولاي وعبير، كانت قصص الحب جسر التواصل بين قلبيهما، حيث كان يختار نيكولاي دائماً أن يهدي عبير بمناسبة ومن غير مناسبة قصصاً قصيرة وروايات عن العشق، حيث أشار إلى أنه أهداها أول مرة رباعيات الخيام مترجمة للغة الروسية، ومن ثم بات يهديها القصص والروايات الروسية التي كان في بعض الأحيان يختار لها مقطعاً يقرأه عليها بصوته، ليصل إحساسه إلى قلبها قبل أن تصل كلماته إلى أذنيها.
أجمل الأوقات يقضيها نيكولاي وعبير وهما يمسكان بيدي بعضهما ويسيران على الكورنيش البحري في مدينة جبلة، حيث عثر نيكولاي على مارينا التي أحبها منذ رآها للمرة الأولى وقرر أن يحبها ويتزوج بها ويعيش في سوريا التي أحبها، كما أحب مارينا.
سبوتنيك
اقرأ ايضاً:الرئيس الصيني يحذر العالم من “الخطر القادم”