شبكة الآغا خان للتنمية تستعرض مشاريعها في سورية على مدى عقدين من الزمن
لأنه على قناعة بأن كل مواطن سوري مدين لسورية وعليه رد الجميل لها..
ولأنه على قناعة بأن من واجبه المشاركة ببناء وتطوير سورية.. ومساعدة أبناء وطنه..
قام اللواء محمد مفضي سيفو بدور الوسيط بين شبكة الآغا خان للتنمية والحكومة السورية حين كان وزيراً فيها، ونتج عن تلك الوساطة توقيع اتفاقية التعاون من أجل التنمية في عام 2001 وصادق عليها مجلس الشعب في عام 2002 وتعرف اليوم باعتبارها المرسوم رقم 18 لعام 2002. وبدأت أكثر برامج شبكة الآغا خان للتنمية العمل في سورية لتنطلق مسيرتها في العطاء والتنمية بهدف تحسين جودة حياة الجميع في المناطق المستهدفة العديدة في سورية.
شبكة الآغا خان للتنمية، هي منظمة دولية لا طائفية وغير ربحية مؤسسها سمو الأمير كريم آغا خان، الإمام 49 للمسلمين الشيعة الإسماعيليين حول العالم. ساهمت لسنوات طويلة في 30 دولة بمشاريع تنموية في مجالات الصحة والتعليم والزراعة والحد من الفقر والارتقاء بدور المرأة بالإضافة إلى دعم التراث العالمي عامة والإسلامي خاصة وخدمات الترويج السياحي والخدمات الاقتصادية الأخرى.
نجحت الشبكة في تحقيق علاقة قوية مع كافة المجتمعات المحلية المختلفة والمستفيدين في سورية، وعملت في كثير من الأحيان قبل 2011 كجسر يربط بيت المستفيدين والشرائح المستهدفة من جهة مع الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية من جهة أخرى لطرح ومعالجة بعص القضايا والمشاكل التي تهم الطرفين.
لقد تم بناء تحقيق هذه المعادلة الصعبة على أساس الحضور الشخصي والعلاقات القوية في قيادة هذه الشبكة في سورية.
محمد مفضي سيفو.. إبن مدينة سلمية بريف حماة. تخرج من كلية الحقوق وعمل ضابطاً في شعبة الأمن السياسي حتى رُفّع لرتبة لواء عام 1996. ثم عين معاوناً لوزير الداخلية للشؤون المدنية حتى عين وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء. وفي عام 2002 اختاره سمو الأمير كريم آغا خان ليكون أول ممثل مقيم لشبكة الآغا خان للتنمية في سورية، وهو منصب دبلوماسي بمرتبة سفير لسمو الآغا خان والإمامة الإسماعيلية إلى سورية.
ولم يكن توجه سعادة الممثل المقيم محمد سيفو للعمل مع شبكة الاغا خان للتنمية إلا إيماناً منه بقيمة العمل التنموي، وبأنه قادر على أن يضيف أثراً ملموساً على خريطة الأعمال التنموية في سورية. وعن هذا يقول سعادته: “أرسينا دعائم العمل التنموي في سورية في وقت مبكر، وقد لعبنا دوراً أساسياً في تمهيد الطريق أمام إطلاق العديد من المؤسسات المالية والمجتمعية وغيرها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما بدأنا برنامج القروض الصغيرة في عام 2003، وكان الأول من نوعه في سورية. وعندما تطور ليصبح مؤسسة مالية، عملنا بالشراكة مع الحكومة على عقد المؤتمر الأول للتمويل الصغير في سورية من أجل وضع قوانين وأطر قانونية تسمح لمؤسسات التمويل الصغير بمزاولة نشاطها في سورية. وبالفعل، أسسنا أول مؤسسة مالية مصرفية للتمويل الصغير في سورية بناء على المرسوم التشريعي رقم 15 للعام 2007 كما يشير اسمها وهي مؤسسة التمويل الصغير الأولى – سورية. فاليوم تمنح مؤسسة التمويل الصغير الأولى قروضاً ميسرة لأكثر الفئات احتياجاً من خلال 18 فرعاً في سبع محافظات سورية، كما أنها تعمل على جذب الودائع وذلك لتعزيز ثقافة الادخار لدى الفئة المستهدفة من المجتمع السوري
وبالمثل، فعندما أطلقنا برنامج تنمية الطفولة المبكرة في عام 2003، عملنا على التشبيك مع الجهات الحكومية والأهلية والأممية وأرسينا معاً دعائم تأسيس مجموعة تشبيكٍ وطنية متخصصة في تنمية الطفولة المبكرة. وقدم برنامج تنمية الطفولة المبكرة مساهماتٍ لتطوير المسودة الأولى لإستراتيجية وطنية لمرحلة تنمية الطفولة المبكرة بالتعاون مع وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف. وإلى جانب ذلك، قام برنامج تنمية الطفولة المبكرة بتقديم المساعدات الفنية إلى الهيئة السورية لشؤون الأسرة.”
تمثل شبكة الآغا خان للتنمية في سورية والعالم مظلة واحدة متماسكة ترعى تحتها مؤسساتٍ عديدة وبرامج تتمثل مهمتها المشتركة في المساعدة على تخليص المجتمع من الجهل والمرض والحرمان بغض النظر عن الدين أو الأصول الإثنية للمستفيدين من خدماتها. كما يمتد نشاطها إلى الجهود المبذولة في حماية الآثار الإنسانية والتراث الثقافي.
وعنه يقول سعادته: عملنا على تنشيط وتعزيز وتوسيع فهم التراث الثقافي وتسليط الضوء على الثراء البديع في تنوعه، حيث تمتد جودة الحياة بمعناها الكامل إلى ما وراء الرفاه المادي. وقد بدأ الأمر بطلب من الحكومة السورية من صندوق الآغا خان للثقافة تقديم المساعدة في ترميم قلعة صلاح الدين وقلعة مصياف وقلعة حلب. وتم بالفعل توقيع اتفاقية شراكة مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية أنجزت من خلالها كافة أعمال الترميم عام 2008. تلى هذا المشروع جهود عديدة، فمن تطوير محيط المواقع التاريخية إلى إعادة إحياء الأسواق التاريخية وبرامج التطوير المجتمعي في المناطق التي عملنا بها. وبالفعل، كان آخر هذه الجهود المنجزة سوق خان الحرير سوق السقطية في مدينة حلب القديمة الذي دمرته الحرب وقد حصل مشروعنا على جائزة المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي الإسلامي “إيكروم– الشارقة. وحالياً بدأنا العمل على إعادة تأهيل ساحة الفستق والتي تصل بين سوق السقطية وسوق خان الحرير المذكورين آنفاً”
وفي مجال التمريض، قمنا بإرسال عدد من الممرضين السوريين في دورات تدريبية متعددة بالتعاون مع وزارة الصحة للحصول على شهادات مميزة في التمريض وقبل الحرب على سورية ساهمنا في تأسيس كلية التمريض في مدينة حماه مستفيدين من خبرات جامعة الآغا خان في كراتشي وما زالت الدورات مستمرة حتى الآن.
كما بدأنا في عام 2006 بالعمل على انشاء فرع لأكاديمية الآغا خان في سورية بعد لقاء بين سمو الآغا خان وسيادة الرئيس بشار الأسد وتم الاتفاق على أن تقوم الشبكة بتأسيس أكاديمية للطلبة المميزين في سورية حيث تم شراء ارض مساحتها 150 دونم في منطقة الصبورة في ريف دمشق والاتفاقية الآن في مراحلها الأخيرة بين الشبكة ووزارة التربية. يُذكر أن مناهج خاصة ستدرس في الأكاديمية وهي خاصة بالطلبة السوريين فقط من سن الثلاث سنوات حتى الثمانية عشرة وتكون الدراسة وفق نظام التعليم الدولي (بكالوريا دولية). وعن أجور التسجيل، يدفع الطلاب القادرون رسوماً بسعر التكلفة بينما يدرس من لا يقدرون مجاناً.”
وبالحديث عن الحرب، يقول سعادته: “لقد قلبت الحرب موازين عملنا في سورية كما غيرت حياتنا الشخصية. إلا أننا لم نتهرب من مسؤولياتنا تجاه سورية، كمنظمة، وكشخصي أنا في موقع قيادتها. فالالتزام طويل الأمد هو أحد أسس العمل المؤسساتي. إلا أنه وبالطبع، عملنا وفق أولويات مختلفة. فحيث بقينا نعمل على ملفات أساسية كالزراعة والأمن الغذائي، كان لا بد من الانتقال إلى توزيع المساعدات الإنسانية المختلفة للأسر المحتاجة في المناطق التي نعمل فيها. كما أعطينا المزارعين بالبذور لزراعتها وتغذية مواشيهم، ووضعت الشبكة مخصصات للمياه النظيفة في القرى. ولا تزال بعض الملفات حاضرة كإنشاء أكاديمية الأغا خان وغيرها من المشاريع قيد البحث والتنفيذ.
وفي النهاية، لم يكن لنا المشاركة في جهود الاستجابة للأزمة الإنسانية في سورية لولا وجودنا القوي قبلها. تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في سبع محافظات سورية في مجالات الزراعة والرعاية الصحية والتعليم والتمويل الصغير والتنمية الثقافية والاقتصادية وتنمية الطفولة المبكرة.”
ويختم سعادة الممثل المقيم بقوله: الأهم من هذا كله، الكادر القوي والفعال من الموظفين السوريين. فنحن هنا لإنجاز مهمة. الموظفون السوريون هم حجر الأساس. فإن كان الأساس صالحاً كان الهرم صالحاً حتى القمة. كل موظفي الشبكة إخوتي وأبنائي وأنا فخور بكلٍ منهم ما حييت.”
والآن ينهي سعادة الممثل المقيم مهمته في هذه الشبكة التي أسسها بعد نحو عقدين من الزمن بعد تهيئة وتدريب كوادر جيدة قادرة على الاستمرار وهو على ثقة أنها ستكون في أيد أمينة لأداء رسالة سمو الآغا خان.
المصدر: الاقتصادي
اقرأ أيضا: قطر الوطني سورية ينفي نيته شراء حصة في أحد المصارف العاملة