خالد العبود: هل نسيَ روبرت فورد “ثوّار حماة”؟!
كتب خالد العبود
-“روبرت فورد” السفير الأمريكيّ الشهير الذي قادَ وبشّر بانتصار “الربيع العربيّ” في سوريّة، من خلال إسقاط النظام فيها، يوجّه نصائحه للرئيس الأمريكيّ “بايدن”، بالتأكيد على انسحابه من سوريّة!!..
-جاء ذلك في مقالٍ نشره “فورد” منذ أيام في مجلة “فورين بوليسي”، واصفاً الولايات المتّحدة بأنّها عجزت عن أن تحصل على تنازلات من سوريّة، وأنّ الرئيس الأسد ثبت ولم يتزحزح!!..
-وهنا علينا أن نلاحظ في كلام “فورد” الهام جدّاً، أنّه تحدّث عن موقع الولايات المتّحدة فيما حصل في سوريّة، بوصفها أنّها لم تحصل على شيء منها، وأنّ الرئيس الأسد لم ينكسر ولم ينهزم، بالطبع أمام الولايات المتّحدة!!..
-هذا كلامٌ قلناه منذ اللحظات الأولى لعدوانهم علينا، حين كان “فورد” يقود “ربيع العرب” في سوريّة، عندما كان يتشدّق بحقوق السوريين، في حياة كريمة تليق بهم، فأبى إلا أن يزور بعض المدن السوريّة، ويلتقي ببعض “ثوّارها”، ويمدّهم ماديّاً ومعنويّاً!!..
-التقى “فورد” في مدينة حماة بمن استقبلوه بالورد والهتافات لأمريكا، وبمن غنّوا له وحملوه على الأكتاف فاتحاً، ومخلّصاً، ورسول حريّة، فدخل أحد الجوامع كي يصليَ إماماً ببعض “الثوّار” الذين نبّهوه أنّ وضوءه الكامل يستدعيَ الصلاة إماماً لاحقاً، في يوم “الانتصار على الطاغية”!!..
-كما زار مدناً سوريّة أخرى، دعماً “للثورة” ودعماً “للثوّار”، يومها صرخ كثيرٌ من السوريين، بأن أوقفوا هذا السفير عن دوره الذي يتخطّى مهامه القانونيّة، وكنّا نصرخ نحن، بأن اتركوه كي يحدّد لون وطعم وشكل “الثورة” التي يتغنّى بها بعض السوريين!!..
-“فورد” اليوم لا يذكر شيئاً عن “ثورة السوريين”، ولا يذكر شيئاً عن “الثوّار السوريين”، ولم يعد يعنيه اختبار طهارته، ولا حرارة الخونة الذين هتفوا له على باب أحد مساجد حماة، أو داخل أروقة إحدى مشافيها!!..
-لكنّ شيئاً هاماً لا بدّ من تثبيته للتاريخ، باعتبار أنّنا نتحدّث في التاريخ وعنه، وهو أنّه إذا كان “فورد” قد نسيَ الذين استقبلوه بالورود، والذين هتفوا له، وتغنّوا به، فنحن لم ننْسَهم، واحداً واحداً، وأنّ هداياه من الكاميرات وبعض الأشياء الهامة الأخرى، لبعض أتباعه في حماة وغيرها، كلّها موجودة بآيادي أمينة، على أمل عرضها في متحف خاصٍّ، بمقتنيات بعض السوريين الذين باعوا وطنهم بأبخس الأثمان!!..