أماكن سياحية مرصودة بلعنات قديمة تجنبوا زيارتها
ينبغي أن تكون العُطلات والإجازات والرحلات السياحية وقتاً للإسترخاء والراحة واللهو والمرح ، حيث يذهب اللآلاف من الناس سنوياً لقضاء الإجازات في الكثير من الدول وبخاصة الدول ذات الأماكن الطبيعية الجميلة والخلابة ، ولكن صدقوا أو لا تصدقوا أن بعض الأماكن الجميلة والمعروفة على مستوى العالم قد أحيطت بلعنات قديمة لها تأثيرها بشكل أو بآخر على السياح ، حيث أن الكثير من هؤلاء السياح بعد زيارة هذه الأماكن يقومون بأخذ شيئاً منها معهم إلى بلادهم ، سواء أن يأخذ حجر أو حصاة أو صخرة صغيرة أو شجرة أو حتى من تربة ذلك المكان للذكرى مثلاً أو ليحتفظ بها في منزله أو ليقدمها كهدية للأهل والأصدقاء ، لكن في الواقع بسبب ذلك الفعل قد ترجع إلى بيتك وأنت تحمل معك “لعنة” قد تحيق بك وقد تصيبك وتتعلق بك مدى الحياة ، وبالتالي سوف تعاني من سوء الحظ وبشكل غريب ومتصاعد حتى تدرك أنه يجب عليك إعادة ما أخذت إلى مكانه ، وإلا لن تنعم بحياة طبيعية خالية من المشاكل والحظ العاثر .
وقبل أن ابدأ باستعراض هذه الأماكن ، أحب أن أعرّف لكم “اللعنة” بتعريف بسيط جداً : وهي الرغبة العميقة بإلحاق الضرر وسوء الحظ للشخص أو المكان أو أي كائن كان ، حيث أن اللعنة غالباً ما تمتلك من القوة ما يكفي لإلحاق الأذى والضرر بالشيء الذي تصيبه أو تتعلق به ، أحياناً يكون مصدر تلك اللعنة الإنسان نفسه ، وفي أحيان أخرى تكون ناتجة من قوى خارقة للطبيعة ، وفي الواقع حتى الأديان لا تنفي وجود وحقيقة اللعنة أو حتى تأثيرها ، بل هناك آيات وأقوال عديدة في الكتب المقدسة التي تتحدث بشكل مباشر عن اللعنة وتأثيرها على الأشخاص والأماكن طالما توفرت كل العوامل والأسباب لجعل تأثيرها حقيقياً .
لعنة بيليه – هاواي
حوالي ثمانية ملايين سائح يتوجهون سنوياً إلى “جنّة الأرض” جزيرة هاواي ، لكن للأسف على مدى السنوات الـ 50 الماضية أو نحو ذلك كان لتلك الزيارات تأثيراً ضاراً بشكل لا يصدق على الجمال الطبيعي للجزيرة ، وفيما يتعلق بموضوعنا اليوم كان ولا يزال العديد من السياح يأخذون معهم الكثير من الحجارة و”عادة من الحجارة البركانية” أو من التربة الخاصة بالجزيرة إلى منازلهم ، ولكن لحسن الحظ فإن “بيليه” دائماً هناك ، لا شك أن الجميع الآن خطر في باله اللاعب البرازيلي “بيليه” وفي الواقع لست اتحدث عن أسطورة كرة القدم العالمية ولكني أتحدث عن الآلهة البولينيزية بيليه ، حيث أن في الدين القديم لجزيرة هاواي “بيليه” هي إلهة النار والبرق والرياح والبراكين ، بل أنهم يعتقدون أنها هي من خلقت جزر هاواي ، وغالباً ما يشار إليها بإسم “مدام بيليه” أو “توتو بيليه” كدليل على الإحترام والتقدير ، ولا يزال حضورها وألوهيتها طاغية على الثقافة العامة لسُكان تلك الجزر ، أما “لعنة بيليه” فهي الإعتقاد بأن “بيليه” لن تسمح لأي شخص كائناً من كان أن يقوم بأخذ شيء من الجزيرة مثل الصخور أو الأشجار أو الرمل أن يأخذها بعيداً عن هاواي إلا وتصيبه بلعنتها وسوف يؤثر ذلك على الشخص الذي سوف يعاني من سوء الحظ على المدى البعيد ، وفي الواقع يتم تحذير جميع الزوار والسياح المحتملين لجزر هاواي عن هذه اللعنة بإعطائهم “كتيبات إرشادية” وفيها تحذيرات واضحة أن من يأخذ أي شيء من الجزيرة إلى المنزل سيعاني من غضب ولعنة بيليه التي سوف تأتي في شكل نقمة وهو المصير الذي ينطوي على الكثير من سوء الحظ كما ذكرت ،
ويبدو أن اللعنة تعمل بالفعل ، لأن مكتب البريد في هاواي يتلقى بانتظام الآلاف من الطرود التي تحتوي على الأشياء المسروقة من الجزيرة سواء كانت حجارة أو صخور أو عصي أو أشجار صغيرة وعدد آخر لا يحصى من الأشياء المسروقة من الجزيرة من الكثير من الناس الذين يقومون بإعادة هذه الأشياء مرة أخرى إلى مكانها ، أحياناً تأتي اللعنة في شكل مرض أو حالة من الإكتئاب وبطبيعة الحال الحظ العاثر ، كل ذلك بفضل لعنة مدام بيليه ، مع ذلك هناك الكثير من الذين لا يؤمنون بلعنة جزر هاواي ويعتقدون أنه ليس هناك أساس حقيقي لها أو أي أساس متجذر في الأحداث التاريخية أو المعتقدات الدينية المتعلقة بالجزيرة ، إذاً فمن أين أتت هذه اللعنة ؟ يرى آخرون أن هذه اللعنة قد اخترعها حارس الحديقة في عام 1946 الذي كان مُتعباً ومتضجراً من السياح الذين يقومون بأخذ كل تلك الأشياء من الجزيرة ، حيث كان يقول لهم مراراً وتكراراً أنه لايجوز أخذ الصخور والحجارة معهم ويجب إعادة كل شيء إلى مكانه ، ولكن لم يسمع له أحد ومن ثم وبرغبة عميقة قام الحارس بلعن كل سائح يقوم بأخذ أي شيء من الجزيرة وقام ايضاً بتخويف السياح من لعنة الآلة بيليه التي سوف تصيب كل من لا يأبه بهذه التحذيرات ، ومن ثم انتشر أمر تلك اللعنة وبحلول منتصف السبعينات من القرن الماضي كان قد كتب عدد من الصحفيون الكثير من المقالات التي تتحدث عن هذه اللعنة وعن كافة الأشياء المُرسلة إلى مكتب بريد هاواي على أمل كسر تلك اللعنة.
صخرة آيرز – أستراليا
السُكان الأصليين في أستراليا يطلقون عليها إسم “أولورو” وهي تكوين صخري غريب يقع في الجزء الجنوبي من الإقليم الشمالي لأستراليا على بعد 450 كيلو متر تقريباً جنوب غربي أليس سبرينجز ، ويُعتقد أنها بقايا جبل كان قد تآكل من سلسلة الجبال الأصلية في المنطقة ، في الواقع صخرة آيرز ليست مجرد صخرة عادية ، فهي تبدو كأنها جزيرة جبلية فإرتفاعها يصل إلى 335 متر ويبلغ طول الصخرة أكثر من 2.4 كيلومتر ، وعرضها 1.6 كيلو متر، ويبلغ محيط قاعدتها 8 كيلو متر ، ايضاً هذه الصخرة العظيمة يتغير لونها حسب الأوقات المختلفة من اليوم والسنة خاصة مع غروب الشمس أو عندما تهطل الأمطار ، على الرغم من أن الأمطار نادراً ما تهطل في تلك المنطقة وعند ذلك يتغير لون الصخرة إلى اللونين الفضي والرمادي ، وفي حين أن تسلق الصخرة غير قانوني من الناحية الفنية لكن عندما يقوم السياح بزيارتها فهم في العادة يأخذون معهم قطع صغيرة من الحجارة المتكسرة من هذه الصخرة العظيمة إلى منازلهم ، وهناك العديد من القصص التي تتحدث عن لعنة صخرة آيرز ويقال أن جميع الذين كانوا قد أخذوا معهم صخور أو حجارة من أصل تلك الصخرة أو حتى حصى صغيرة من هناك فذلك كفيل أن تجلب له تلك الحجارة المصائب ، ومن ضمن تلك القصص قصة معروفة حدثت في الماضي عندما تم إرسال حُزمة من الحجارة من تلك المنطقة تقدر بـ 32 كيلوغراماً إلى ألمانيا ويقال أن الشخص الذي أرسلت إليه تلك الحجارة قد أصيب بكسر في ساقة اليمنى وكذلك خسر الكثير من تجارته قبل أن يقوم بإعادة تلك الحجارة إلى مكانها .
كوه هينجهام – تايلاند
“كوه هينجهام” هي جزيرة جميلة وصغيرة في تايلاند ، تغطي شواطئها حجارة ناعمة سوداء وبيضاء ، وفي الواقع لا أحد يعيش هناك فهي جزيرة مهجورة ، والزوار بحاجة إلى العثور على شخص من أقرب جزيرة مأهولة من كوه كينجهام ، وهي جزيرة “كوه ليبي” حيث أن على السياح أن يجدوا شخص ليكون في إستقبالهم ويكون على إستعداد تام لنقلهم إلى الجزيرة الأخرى المهجورة ، حيث تستغرق الرحلة حوالي 20 دقيقة ، عندما تذهب إلى كوه كينجهام من الأفضل لك أن لا تأخذ أي شيء معك لتعود به إلى المنزل ، وفقاً للأسطورة فإن الجزيرة محمية بلعنة قديمة مصدرها “الإله تاروتاو” وكل من يجرؤ على أخذ أي حجر من الجزيرة سوف يُعاقب لأنه يزدري الإله تاروتاو بشكل أو بآخر ، وبذلك سوف تدوم معك اللعنة والكثير من سوء الحظ في السنوات المقبلة من حياتك وربما مدى الحياة ، في الواقع حتى أصغر حصاة تفكر في أخذها من المُمكن أن تسبب لك اللعنة وعلى كل زوار الجزيرة أن يحترموا رغبات الآلهة ، وذلك كما تقول الأسطورة ، ومع ذلك نجد أنه في كل عام يتجاهل الناس تلك الكلمات التحذيرية ويقومون بأخذ الكثير من الحجارة معهم ، ويقال أن عدد قليل من السياح الذين زاروا الجزيرة وسخروا من تلك التحذيرات وعادوا إلى منازلهم وهم مُحملين ببعض الحجارة الملساء قد أصابتهم اللعنة بالفعل ، حيث بدأوا يلاحظون أن أمورهم بدأت تتعقد وكل شيء يبدو أنه لا يسير على ما يرام ، ومن ثم عادوا مُجدداً إلى الجزيرة لإعادة العديد من تلك الحجارة التي أخذوها معهم في محاولة للتخلص من تلك اللعنة ، ومن ثم يعربون عن أسفهم لعدم أخذهم تلك التحذيرات على محمل الجدّ ، يمكنك أن تلهو في الجزيرة وأن تتعرف عليها ولكن لا تأخذ معك أي شيء منها فلست في حاجة للمزيد من سوء الحظ ، والآن هناك العديد من السياح الذين يتركون ورائهم عدداً كبيراً من الرسائل المكتوبة على الحجارة السوداء والبيضاء ، والبعض الآخر يقوم ببناء مُجسمات مصغرة للأبراج البوذية مع أعمق وأرق العبارات والرغبات أن لا تصيبهم لعنة تلك الجزيرة المهجورة.
جزيرة لانكاوي – ماليزيا
“جزيرة لانكاوي” هي إمتداد آخر للجُزر الجميلة في العالم ، وهي جنّة أرض أخرى ، ولجمال طبيعتها أصبحت بُقعة سياحية تحت حماية اليونسكو ، ولكن قصتها مع اللعنة تأتي من قصة حدثت قبل حوالي 200 سنة حيث بدأت القصة في عام 1819 عندما رُجمت امرأة من السُكان المحليين للجزيرة تدعى “ماسوري” بعد إدانتها بالزنا ، للأسف تم رجمها حتى الموت بقيادة زعيم القرية نفسه وعدد من السُكان المحليين الآخرين ، قتل “ماسوري” بتلك الطريقة البشعة تسبب بحدوث لعنة في الجزيرة ولم ترى من بعدها أي سلام أو إزدهار لكل الأجيال التي جائت بعدها ، حيث ذهبت الجزيرة إلى فترة مظلمة لا تصدق من الحروب والجوع والفقر الذي إجتاح جميع أنحاءها ، إلى أن جاء عام 1980 عندما حصلت لانكاوي على فرصة جديدة للحياة عندما أعلن رئيس الوزراء الماليزي في ذلك الوقت أنه يريد أن يجعل من الجزيرة بقعة سياحية عالمية ساخنة لتعود كما كانت ، وقد تم بناء الكثير من الفنادق والمنتجعات بين مساحات شاسعة من تلك الجزيرة ومع ذلك فلم يحدث شيء عظيم أو مردود مالي ضخم كما تم الصرف عليه ، بالمقارنة مع جمال الجزيرة والمليارات التي صرفت عليها لم تحقق الحكومة الماليزية أرباح عالية تذكر ويبدو كأن هناك نفور متعمد من السياح ، لأن الإحصاءات تُشير إلى أن عدد السياح قليل جداً بالمقارنة مع المشاريع السياحية الحكومية الجبّارة التي انشأت مؤخراً ، وعلى أية حال إذا ذهبت إلى لانكاوي يمكنك زيارة المكان الذي دُفنت فيه السيدة ماسوري لرؤية قبرها .
على الرغم من أنها واحدة من أجمل الجزر في العالم إلا أن عدد السياح قليل جداً – جزيرة لانكاوي
حصون الجّن – جمهورية آيرلندا
آيرلندا تشتهر دائماً بالجّن والشياطين والكائنات الروحية ، هذا البلد يمتلك شيء من السحر ويعتبر مكاناً باطنياً رائعاً لمن يريد أن يتعلم أو يبحث عن أجواء السحر ، وهذا السبب هو واحد من الأسباب التي تجذب الكثير من السياح في كل عام ، لكن يجب على هؤلاء السياح الحذر وتجنب بعض الأماكن ، ومن هذه الأماكن “حصون الجّن” المتعلقة بموضوعنا اليوم ، في الواقع وبحسب كل التقاليد القديمة في آيرلندا فإن العبث حول المنطقة أو في حصون الجّن التي تعتبر مسكناً لتلك الكائنات سيجلب اللعنة والغضب ، فهناك الآلاف من الحصون التي تأخذ شكل الحلقات في جميع أنحاء الريف الآيرلندي التي سميت منذ آلاف السنين بحصون الجّن ، حيث أن الأسطورة القديمة تتحدث أن الجّن قد سكنتها منذ آلاف السنين ، وعلى هذا النحو فإنها أرض مقدسة وأي إزعاج لساكنيها يعني أن من ينتهك سيادتها سوف يتعرض لبعض العواقب الوخيمة ، وعلى مرّ التاريخ قيل أن من يُغضب تلك الكائنات التي تحمي وتسكن الحصون يجب أن يعلم أن ردة الفعل سوف تكون قوية وربما تقوم الجّن حتى باختطاف الأطفال وتفسد المحاصيل الزراعية وتتسبب في الأمراض للحيوانات والبشر على حد سواء ، ناهيك عن سوء الحظ وربما الموت ، ومن هذا المنطلق لا تزال تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجدّ حتى يومنا هذا ، والجميع في آيرلندا يتذكر حادثة إنشاء الطريق الجديد عبر الأرض المقدسة كما يسمونها ، وذلك عندما تم إنشاء طريق جديد في عام
1999 في تلك المنطقة ، وذلك كان يتطلب إزالة بعض الأشجار القريبة من الحصون ، ولم يمض وقت طويل بعد إزالتها إلى أن بدأت مأساة شخصية للمقاول حيث وجد إبنته مقتولة في منزله وكذلك إنهيار لبعض المباني التي قام بإنشائها في أماكن أخرى ، كل ذلك بفضل لعنة شياطين حصون الجّن ، شخصياً فوجئت بعد أن تأكدت من صحة هذه التقارير المتعلقة بهذه اللعنة في آيرلندا وأن يصل تأثيرها إلى هذا الحد ، وعلى أية حال سيبدو من شبه المستحيل إذا ذهبت لـ آيرلندا في يوم ما أن لا تذهب إلى الأرض المقدسة وزيارة حصون الجّن لأنها من أشهر المناطق الأثرية والسياحية في ذلك البلد الرائع ، لكن ليس هناك ضرر في الزيارة إذا كنت محترماً .
هذه نهاية موضوعنا اليوم الذي بدأنا به العام الجديد الذي آمل أن يكون عاماً مليئاً بالحظ الجيد وتحقيق الآمال والحُب والمودة والرخاء والسلام على الجميع ، وكل عام وأنتم بخير .
بحث وإعداد : رامي الثقفي – Temple Of Mystery
اقرأ أيضا: تعمل كالمغناطيس لجذب الغنى والطاقة الإيجابية.. ضعوا هذه النبتة في منزلكم