ما الرسائل التي تحملها غارات تل أبيب على سوريا؟
منذ إعلان خسارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح جو بايدن، تحاول إسرائيل فرض واقع جديد على الأراضي السورية، عبر تكثيف هجماتها العسكرية على دمشق.
وتصدت الدفاعات الجوية السورية، مساء أول أمس الأربعاء، في العاصمة السورية دمشق لعدوان إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية من البلاد.
وجددت دمشق مطالبة مجلس الأمن “بتحمل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار الاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية على الأراضي السورية”.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن دفاعات بلادها الجوية تصدت لصواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع في المنطقة الجنوبية.
ونقلت عن مصدر عسكري قوله إنه “في تمام الساعة 10:42 من مساء الأربعاء نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل برشقات من الصواريخ جو – أرض وأرض – أرض مستهدفا بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية”، من دون أن يضيف أي تفاصيل عن تلك الأهداف.
وأضاف المصدر: “تصدت وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها”، موضحا أن الخسائر اقتصرت على الماديات.
أهداف استراتيجية
الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي، العضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، قال إن “هدف القصف الإسرائيلي المستمر على سوريا يصب في عدة اتجاهات، منها هدف عسكري يتعلق بفرض الاستنزاف المستمر للجيش السوري، وهو من خلاله تسعى إسرائيل لإعاقة جهود التحرير العسكرية الموجهة ضد المجموعات الإرهابية”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن “إسرائيل تحاول أيضا من خلال ذلك تحقيق توازن الردع بينها وبين الجيش السوري، حتى تحتفظ بالقدرة على العدوان المستمر، فضلاً عن تكريس قواعد اشتباك ربما يرى الإسرائيلي أنه مهدد بتغييرها مع تزايد التعافي العسكري السوري”.
وتابع:
“كذلك يتعلق الهدف الآخر بفرض مسلمات استراتيجية على المشهد التالي لتولي إدارة بايدن مسؤولياتها، فالإسرائيلي يدرك أن فرض الاشتباك مع سوريا (أو إيران فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية الأخيرة) سيقطع الطريق على فض الاشتباك بين واشنطن وطهران، وسيفرض على إدارة بايدن السير على الأجندة الأمريكية القريبة جدا أو المطابقة لأجندة ترامب، قبل أن يتمكن بايدن وفريقه من تكريس سحب السياسات السابقة تجاه المنطقة وبلورة استراتيجيات جديدة”.
إدارة أمريكية جديدة
بدوره قال الدكتور على الأحمد، السياسي السوري، إن”القصف الإسرائيلي المستمر يتعلق بعوامل عدة منها الأزمات الداخلية التي يعيشها بنيامين نتنياهو، من بيها الانتخابات البرلمانية المقبلة، والقضايا التي تلاحقه، وكذلك سعي إسرائيل لمنع سوريا من التعافي داخليًا والسيطرة على الأوضاع في الداخل”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن
“القصف الإسرائيلي على سوريا يأتي أيضا في إطار تحقيق أهداف الاحتلال بمواجهة إيران وحزب الله، ومنع أي إمدادات أو اتصالات مباشرة بينهما”.
من جانبه قال المحلل السياسي السوري، فريد سعدون، إن “إسرائيل تكثف هجماتها منذ المرحلة الانتقالية التي سبقت تولي بايدن السلطة، لمحاولة تحقيق مكاسبها وتثبيت أجندتها”.
وأضاف في تصريحات سابقة لـ”سبوتنيك”، أن “إسرائيل تحاول استغلال هذه الفترة من أجل تعزيز موقفها التفاوضي، والضغط من أجل تحقيق مصالحها في المرحلة المقبلة”.
وفي رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، قالت الخارجية السورية إن “سلطات العدو الإسرائيلي أقدمت على الاعتداء مجددا على أراضي الجمهورية العربية السورية وذلك عبر إطلاقها رشقات متتالية من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل على المنطقة الجنوبية”.
وقالت الخارجية السورية إن سوريا “تؤكد مرة أخرى أن استمرار إسرائيل في اعتداءاتها الخطيرة والتي باتت تشكل سياسات ممنهجة يتسابق مسؤولوها بكل صفاقة للإعلان عنها ولتبريرها بذرائع أمنية واهية لاتنطلي على أحد لن تكون المظلة التي يختبئ تحتها العدو الصهيوني لتبرير سلوكه الإرهابي الذي اعتاد عليه”.
وطالبت سوريا مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة وأهمها صون السلم والأمن الدوليين لاتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية.
كما طالبته بأن “يلزم إسرائيل باحترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات ومساءلتها عن إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعب السوري والتي تشكل جميعها انتهاكات صارخة لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي”.
وكثفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ”حزب الله”، حسب قولها.
سبوتنيك