بعد فك حصار قسد”.. الحسكة تعود الى الحياة
شعر أهالي أحياء الحسكة الذين أطبقت “قسد” الحصار عليهم لمدة أسبوعين أن صبرهم قد أتى أكله بعدما رفع الحصار عنهم وعادت الحياة إلى طبيعتها دون أن يقدموا لقاء ذلك أية تنازلات، فيما يسعى المسؤولون هناك وبدعم ملحوظ من الحكومة السورية لتعويض ما فقد بعد الحصار وخصوصًا على المستويين التعليمي والمعيشي.
هذه نتائج صبرنا
صحيح أن الوساطة الروسية التي جاءت بتفويض من الحكومة السورية قد لعبت دوراً بارزاً في فك الحصار الذي فرضته قوات “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي، لكن الاعتقاد السائد هنا أن صمود الأهالي مع الحكومة السورية ووحدة الكلمة والتكاتف قد أعطت رسالة قاطعة إلى قوات الاحتلال الأمريكي وأدواته بأنه ليس هناك جدوى من الحصار غير استمرار النقمة الشعبية على المحاصرين.
حسون الشامخ عضو المكتب التنفيذي لقطاع التربية في الحسكة أكد لموقع “العهد” الإخباري أنه وبعد رفع الحصار الجائر الذي فرض على أهالي الحسكة في كافة المجالات ومنها التعليم، فإن عودة الطلبة إلى المدارس هو تحد كبير للجهل وحضور للعلم.
من جانبه، نوه مدير التربية المساعد لشؤون التعليم الثانوي في الحسكة السيد عيسى الأحمد في حديثه لموقع “العهد” الإخباري إلى الجهوزية الكاملة لمديرية التربية بعد فتح الطرق، وقال “دوامنا الإداري داخل مدارسنا ككادر تعليمي لم ينقطع ولدينا دورات تدريسية لتعويض الفاقد التعليمي لطلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي خلال الأسبوعين الماضيين اللذين شهدا حصاراً مطبقا من جانب ميليشيا “قسد” على مناطقنا وحتى تاريخ الرابع والعشرين من شهر نيسان”.
الأحمد لفت إلى استمرار ممارسات “قسد” المستفزة والمسيئة ” بحق الكادر التعليمي في القرى التي تسيطر عليها على خلفية رفضهم منهاجها الدراسي ” المريب والمتواطئ مع الاحتلال ” وإصرارهم على الالتزام بالمنهاج التدريسي الوطني للحكومة السورية .
ماهر المهشم مدير مدرسة أبو تمام في الحسكة أشار في حديثه إلى موقع العهد الإخباري إلى الإجراءات الطبية المرافقة لعودة المدارس إلى الحسكة والالتزام الدقيق بها من قبل مديرية التربية هناك: “فتحنا المدارس وقمنا بتجهيز البروتوكول الصحي من حيث تعقيم وتجهيز المدرسة ونحن نريد أن نقول إننا شعب يحب الحياة”.
الأفران تعود للعمل
يعتقد أبناء الحسكة أن رأس الحربة في الحصار الذي أطبقته “قسد” عليهم تمثل في استخدام سلاح التجويع حتى يسلموا صاغرين لمشيئة الاحتلال وأدواته وهو الأمر الذي لم يساوموا عليه ولو للحظة واحدة رغم غياب الأساسيات المعيشية أثناء الحصار وخصوصاً بالنسبة للأطفال والعجزة.
في هذا الاطار، أوضح مدير مخبز الحسكة الأول علي الدماس لموقع العهد الإخباري أنه وبعد تسعة أيام من انقطاع الخبز عن أبناء مدينة الحسكة “عاودنا العمل في المخبز وقمنا بتوزيع الخبز إلى كافة المعتمدين في أحياء مدينة الحسكة”، مضيفاً أن جهوزية الأفران رفعت الى الحد الأقصى بعد رفع الحصار مع مساع حقيقية لتدارك أي نقص نتج عنه.
الانفراج كذلك تم على مستوى دخول المواد الغذائية إلى أحياء الحسكة في مركز المدينة بعد منع “قسد” لذلك، الامر الذي تسبب بحركة تسوق ملحوظة نتيجة رغبة المواطنين في تعويض المواد الغذائية التي استهلكوها نتيجة الحصار.
الحصار أعطى كذلك نتائج تعاكس ما كان يراد منه وهو توطيد اللحمة الوطنية بين أبناء المحافظة الذين عانوا جميعاً وعاشوا ذات الشعور بالمظلومية تجاه من حرم أبناءهم لقمة الخبز وفسحة التعليم وهذا ما فسر اتفاق المواطنين الذين التقيناهم على فكرة أنهم شعب واحد ونسيج واحد رغم تعدد الطوائف والقوميات.
العهد
اقرأ أيضا: القبائل والعشائر السورية في الحسكة: الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري لطرد الاحتلال