السبت , نوفمبر 23 2024
حبس أنفاس بعد الغارات الأميركية على سوريا.. هل تندلع الحرب؟

حبس أنفاس بعد الغارات الأميركية على سوريا.. هل تندلع الحرب؟

حبس أنفاس بعد الغارات الأميركية على سوريا.. هل تندلع الحرب؟

في أوّل عملية عسكرية منذ تنصيبه رئيساً قبل 37 يوماً، أعطى جو بايدن توجيهاته للقوات الأميركية، فنفّذت “ضربات جوية ضد البنى التحتية لتنظيمات مدعومة من إيران في شرق سوريا”، وفقاً لما جاء في بيان وزراة الدفاع الأميركية “البنتاغون”.

وفي التفاصيل أنّ القوات الأميركية استهدفت “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” داخل الأراضي السورية بمحاذاة الحدود العراقية رداً على هجوم إربيل، وذلك بالتزامن مع اتخاذ “تدابير دبلوماسية بما فيها التشاور مع الحلفاء”.

في تقرير له عن الغارات، نقل موقع “ذا درايف” عن مراسلة “فوكس نيوز” جنيفير فريفين كشفها، نقلاً عن مسؤول أميركي رفيع، أنّ القوات الأميركية استخدمت طائرات حربية من طراز “أف-15” لتنفيذ الغارات.

وبحسب المسؤول فإنّ الغارات استهدفت الحدود العراقية-السورية التي تُعتبر معبراً أساسياً للمقاتلين المدعومين إيرانياً إلى العراق؛ إشارة إلى أنّ مجال المنطقة المذكورة الجوي خاضع لسيطرة روسيا، وفقاً لغريفين.

وتابع المسؤول حديثه بالقول إنّ الضربة الأميركية هي “طلقة إنذار” لإيران والمجموعات المسلحة التي تدعمها لردعها من إطلاق صواريخ باتجاه القوات الأميركية في العراق.
بدورها، قالت مصادر عسكرية رفيعة لغريفين إنّ “كتائب حزب الله” ومجموعات مسلحة مدعومة إيرانياً تستخدم الموقع المستهدف، مشيرةً إلى أنّه تم توقيت الضربة (نُفذت عند الساعة الثانية فجراً بتوقيت العراق) لتفادي وقوع إصابات واسعة النطاق. وتابعت المصادر قولها إنّ الموقع المستهدف عبارة عن مركز للقيادة والسيطرة واللوجستيات، لافتةً إلى أنّ مبنيَيْن انفجرا واشتعلت فيهما النيران.

في قراءته، رجح الموقع أن تكون الطائرات الأميركية المستخدمة هي مقاتلات الـ F-15E Strike Eagles المتمركزة في الأردن، موضحاً أنّ هذه المقاتلات نفذت عمليات مماثلة في السنوات الأخيرة.
وإذ أكّد الموقع أنّ المجال الجوي فوق البوكمال الحدودية يخضع لسيطرة القوات الروسية الموالية للجيش السوري ، قال: “ما من إشارة إلى أنّ هذه الضربات نُفذت بالتنسيق مع روسيا بأي شكل من الأشكال”.

توازياً، بيّن الموقع أنّ برنامجاً لتتبع الرحلات على الإنترنت أظهر أيضاً وجود طائرة من طراز E-11A في أجواء المنطقة المستهدفة بالتزامن مع الضربة؛ عادة ما تقوم الطائرات من هذا الطراز بتقديم الدعم لطائرات الاستطلاع من دون طيار، وهي مجهزة بمعدات اتصالات متطورة. كما رصد البرنامج ناقلة وقود جوية من طراز KC-10A في أجواء المنطقة، علماً أنّه تم رصد طائرات استطلاع أميركية لتنفيذ العمليات الخاصة في الأجواء في الأيام التي سبقت الضربة.

هل تندلع الحرب؟
“ذا درايف” الذي اعتبر أنّ هدف الغارات الأميركية ما زال غير واضح، أكّد أنّ التخطيط لها وتنفيذها مسألتان “مهمتان بحد ذاتهما”. وكتب الموقع: “تدل كل المؤشرات إلى أنّ الرئيس جو بايدن وإدارته سعيا الى الرد على منفذي هجمات إربيل وبعث رسالة إلى إيران، ولكنهم فعلوا ذلك بطريقة محاوليْن عبرها خفض مخاطر حصول تصعيد فوري بقدر الإمكان”.

توازياً، لفت الموقع إلى أنّ الغارات تأتي في وقت تسعى فيه إدارة بايدن إلى العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً: “يبقى أن نرى كيف ستتلقى هذه المجموعات (المستهدفة بالغارات) وطهران الرسائل المقصودة بالضربات الجديدة (..)”. وكتب الموقع: “من الواضح أنّ إدارة بايدن تبدو الآن مستعدة لمواصلة استخدام القوة العسكرية ضد هذه المجموعات عندما تفرض ظروف معينة نفسها”.

ليست المرة الأولى
على الرغم من أنّ الطائرات التي شنت غارات على البوكمال في أيلول العام 2019 وُصفت بأنّها “مجهولة الهوية”- نظراً إلى أنّ “إسرائيل” عادة ما تنفّذ ضربات جوية على سوريا- قال “ذا درايف” إنّ الولايات المتحدة تقف خلفها. وآنذاك، قُتل 10 مقاتلين عراقيين موالين لإيران في سلسلة غارات شنتها طائرات حربية، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

وفي مطلع العام الجاري، كشف مصدر استخباراتي أميركي أن ضربات إسرائيلية على شرق سوريا تمت بتعاون أميركي. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول استخباراتي أميركي رفيع قوله إن الضربات الجوية الإسرائيلية نفذت بناء على معلومات استخبارية أميركية. وأوضح المسؤول أن الضربات استهدفت سلسلة من المستودعات في محافظة دير الزور، كانت تستخدم لتخزين الأسلحة الإيرانية وتجهيزها.

إقرأ أيضاً: قراءة إسرائيلية لدور روسيا في سوريا.. بوتين “مايسترو” الصراع