السبت , نوفمبر 23 2024

مصادر معارضة: شهر على إيقاف “الإدارة الذاتية” إمداد دمشق بالنفط

مصادر معارضة: شهر على إيقاف “الإدارة الذاتية” إمداد دمشق بالنفط

مر نحو شهر منذ أن أوقفت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا إرسال صهاريج النفط إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، رغم تهدئة التوتر بين الطرفين.
وحسبما أفاد موقع عنب بلدي المعارض من أحد العاملين في حقول نفط “رميلان” التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، (تحفظ على ذكر اسمه)، فإن بيع النفط للحكومة السورية توقف منذ 29 من كانون الثاني الماضي، بعد أن كانت مناطقه تحصل على نحو 130 صهريجًا من حقل “رميلان”، و50 صهريجًا من حقل “الشدادي” يوميًا.
وبرأي العامل، فإن التوقف الذي لم تعلن عنه “قسد”، الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، بشكل رسمي، قد يكون بسبب الضغوط الأمريكية، أو رغبة من القوات ذات القيادة الكردية الضغط على دمشق بعد التوترات الأخيرة التي حصلت بينهما في القامشلي بداية كانون الثاني الماضي.
ولم يستبعد المصدر أن تعود “قسد” إلى بيع النفط للحكومة السورية وفق “اتفاق جديد وسعر أعلى”.
الطريق متوقف
بدوره، أكد الموقع المعارض أن طريق أم مدفع- أبو خشب- الرقة، الذي تسلكه عادة الصهاريج التي تنقل النفط من مناطق “قسد” إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، لم يشهد مرور أي صهريج خلال هذه الفترة.
وفي 2 من شباط الحالي، أنهت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش)، التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، الحصار الذي فرضته على مناطق سيطرة الأمن السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي، بوساطة روسية، بعد نحو 20 يومًا من بدئه، نتيجة اعتقالات متبادلة.
وتسيطر “قسد”، منذ نحو تسع سنوات، على أهم حقول النفط في مناطق شمال شرقي سوريا، بدعم من القوات الأمريكية، كحقلي “رميلان” و”الشدادي” في محافظة الحسكة، وحقلي “العمر” و”التنك” في محافظة دير الزور.
وتبيع النفط إلى عدة جهات، هي الحكومة السورية ومناطق ريف حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، بالإضافة إلى السوق المحلية، وما يجري تهريبه إلى شمالي العراق.
صهاريج فارغة وعالقة
بدأت صهاريج نقل النفط، في 22 من شباط الحالي، بالعودة من ساحة “أثريا” في ريف حلب إلى محافظة حمص، بعد انتظارها لأكثر من 15 يومًا للذهاب إلى مناطق سيطرة “قسد”، لتعبئة النفط ونقله إلى مصفاة “حمص”.
في حين بقيت دفعة سابقة من صهاريج نقل النفط “عالقة” شرق الفرات دون حمولة، ما دفع سائقي الشاحنات للعودة إلى منازلهم.
قال سائق إحدى الشاحنات، تحفظ على ذكر اسمه، إن أكثر من 300 صهريج كانت تنتظر في ساحة “أثريا”، قبل بدء السائقين بالمغادرة، وأكد أن ما يقارب 150 سيارة ما زالت في مناطق سيطرة “قسد” بانتظار التحميل والعودة.
وأضاف السائق أنه انتظر في الساحة 20 يومًا، واضطر للعودة مع مجموعة من رفاقه، بعد “نفاد المؤن” في سياراتهم، وجهل موعد إعادة العمل على الخط، مع رفض الشركة المسؤولة تعويضهم أو “ترفيقهم”.
وبحسب حديث وزير النفط السوري، بسام طعمة، أمام مجلس الشعب، في 3 من شباط الحالي، فإن 60% من السكان لم يحصلوا على مخصصاتهم من مازوت التدفئة بعد، “نظرًا إلى الظروف التي فرضها الحصار، والإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري، ونقص التوريدات من المشتقات النفطية”.