الثلاثاء , ديسمبر 24 2024
شام تايمز
اسمي ناكاموتو.. ساتوشي ناكاموتو.. وأنا مخترع بيتكوين

اسمي ناكاموتو.. ساتوشي ناكاموتو.. وأنا مخترع بيتكوين!

شام تايمز

اسمي ناكاموتو.. ساتوشي ناكاموتو.. وأنا مخترع بيتكوين!

شام تايمز

توجد طرق كثيرة لكي تملك المال: يمكنك ببساطة أن تكسبه، أو تعثر عليه، أو تزوّره، أو تسرقه، أو إن كان اسمك ساتوشي ناكاموتو، وكنت مبرمجًا موهوبًا، يمكنك اختراعه!

شام تايمز

في مساء الثالث من شهر يناير عام 2009، كان ذلك تحديدًا ما فعله السيد ساتوشي ناكاموتو، عندما ضغط على بضعة أزرار على لوحة المفاتيح الخاصة به، وأنشأ عملةً جديدةً أطلق عليها “بيتكوين – Bitcoin“..

كان كل شيء يعتمد على وحدة الـ Bit بدون وجود فيزيائي للعملة.. لم يكن هناك ورق أو نحاس أو فضة، بل مجرد واحد وثلاثون ألف سطرٍ من الأكواد البرمجية وإعلانٍ على شبكة الإنترنت!

ساتوشي ناكاموتو، الذي ادّعى أنه رجل ياباني يبلغ من العمر ستة وثلاثين عامًا، ذكر أنه قضى أكثر من عام في كتابة الكود البرمجي للعملة، مدفوعًا بغضبه من الأزمة المالية الأخيرة عام 2008.. لقد أراد إنشاء عملةً حصينةً ضد السياسات النقدية المتقلبة وضد افتراس السياسيين ووحوش المصارف العالمية!

يتحكم بهذا الاختراع الجديد بالكامل بواسطة البرمجيات.. والتي ستطلق ما مجموعه واحد وعشرون مليون من عملة “بيتكوين”، معظمها تقريبًا على مدار عشرين عام قادمة.. كل عشر دقائق تقريبًا ستُوزع العملات، وأسرع جهاز كمبيوتر سيفوز بأكبر قدر من المال!

تزايد الاهتمام باختراع ناكاموتو الجديد.. استغل المزيد والمزيد من الأشخاص أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم للتعدين والبحث عن تلك العملة، وظهرت أربعة وأربعون بورصة تداول، مما سمح لأي شخص لديه عملات “بيتكوين” بتداولها بعملات رسمية مثل الدولار أو اليورو.. أصبح بإمكان مهندسي الكمبيوتر المبدعين التعدين عن العملة، وبإمكان أي شخص شرائها..

في البداية، تم تقييم عملة بيتكوين واحدة بأقل من أجزاء من عشرة من الدولار، لكن بدأ التجار على الإنترنت تدريجيًا في قبول عملات “بيتكوين”، وفي نهاية عام 2010 بدأت قيمتها ترتفع بسرعة. وبحلول يونيو عام 2011، كانت قيمة “بيتكوين” تزيد عن تسعة وعشرين دولارًا.. وبعد تقلبات في السوق، وبحلول سبتمبر، انخفض سعر الصرف إلى خمس دولارات.. ومع ذلك، مع تداول أكثر من سبعة ملايين عملة “بيتكوين”، خلق ناكاموتو ما قيمته خمسة وثلاثين مليون دولار..

ومع ذلك، كان ناكاموتو نفسه “مُشفّرًا”.. قبل ظهور عملة “بيتكوين”، لم يكن هناك سجل لأي مبرمج يحمل هذا الاسم.. كما استخدم عنوان بريد إلكتروني وموقع ويب لا يمكن تعقبهما..

اسمي ساتوشي ناكاموتو..

بين عامي 2009 و2010، كتب مئات المنشورات باللغة الإنجليزية السليمة بدون أخطاء، ومع أنه دعا مطوري برمجيات آخرين لمساعدته على تطوير كود العملة، وتواصل معهم، إلا أنه لم يكشف عن أي تفاصيل شخصية خاصة به.. ثم في أبريل عام 2011، أرسل ملاحظة إلى أحد المطورين يخبره فيها أنه “انتقل إلى أشياء أخرى”.. ولم يسمع عنه أحد أي شيء منذ ذلك الحين!

عندما اختفى ناكاموتو، انتشرت المئات من النظريات حول هويته ومكانه.. أراد البعض معرفة ما إذا كان يمكن الوثوق به، أم هل من الممكن أنه قد اخترع تلك العملة من أجل تخزينها والاحتفاظ بأكبر قدر منها ثم تحويلها لعملات حقيقية؟ هل كانت تلك أكبر عملية نصب في التاريخ؟

لكن يبدو أن دافع ساتوشي ناكاموتو كان السياسة وليس الجريمة.. لقد قدم تلك العملة بعد بضعة أشهر فقط من انهيار القطاع المصرفي العالمي، ونشر مقالًا حول العملات الورقية التقليدية، أو العملات المدعومة من الحكومة، حين كتب: “المشكلة الجذرية في العملة التقليدية هي الثقة المطلوبة لإنجاحها. يجب أن نثق بالبنك المركزي بعدم تخفيض قيمة العملة، لكن تاريخ العملات الورقية مليء بالانتهاكات لتلك الثقة”..

لكن البنوك تراقب المدفوعات حتى لا يتمكن أي شخص من إنفاق نفس ورقة العملة مرتين، النقد محصن ضد هذه المشكلة.. ولكن مع العملة الرقمية، هناك خطر يتمثل في أن شخصًا ما يمكن أن ينفق نفس المال عدة مرات..

تمكن ناكاموتو من حل هذه المشكلة باستخدام تقنية التشفير المبتكر.. يقوم البرنامج بتشفير كل معاملة، يتحدد المرسل والمستقبل فقط من خلال سلسلة من الأرقام، ولكن يُنشر سجل عام لكل حركة عملة عبر الشبكة بأكملها.. تظل هوية المشتري والبائع مجهولة، ولكن يمكن للجميع رؤية انتقال العملة من الشخص رقم “1” إلى الشخص رقم “2”، ويمكن للكود البرمجي أن يمنع الشخص رقم “1” من إنفاق نفس العملة مرة أخرى..

سيسمح الكود البرمجي بإرسال الأموال مباشرة بين الأشخاص، دون وسيط، ولا يمكن لأي طرف خارجي صنع المزيد من عملة “بيتكوين”، مثلما تُطبع العملات الورقية.. ولن تلعب البنوك المركزية أو الحكومات أي دور في هذا.. إن كان ساتوشي ناكاموتو يدير العالم، لكان قد أغلق البنك الفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي، وربما أغلق ويسترن يونيون.. كل شيء يعتمد على إثبات التشفير بدلًا من بناء الثقة..

لذا يبدو أن هوية ناكاموتو نفسه ليست بتلك الأهمية، فليكن مبرمج ياباني أو فريق تطوير كامل، أو ربما كان إيلون ماسك نفسه، كل ذلك لا يهم.. ببساطة، لأنه خلق نظامًا لا تضطر فيه إلى الوثوق بفرد أو شركة أو حكومة..

يمكن لأي شخص مراجعة الكود البرمجي، ولا يتحكم كيان واحد في الشبكة.. هذا ما يمنح الثقة لذلك النظام الجديد، أو “بلوكتشين“.. بمعنى آخر، المستقبل لن يتوقف على عملة “بيتكوين” نفسها فحسب، الفكرة العظيمة التي اخترعها ناكاموتو هي تلك التقنية في تشفير المعاملات المالية الرقمية.. ما يمكنك رؤيته وما لا يمكنك رؤيته، المستخدم مخفي عن الأعين، لكن المعاملات نفسها مكشوفة.. الكود مرئي للجميع، لكن أصوله غامضة.. العملة نفسها حقيقية وغامضة، تمامًا مثل مخترعها!

عرب هاردوير

اقرأ أيضا: كيفية أخذ لقطة للشاشة في آيفون دون ظهور نافذة المعاينة المصغرة

شام تايمز
شام تايمز