هل نستطيع سماع الموتى؟
لطالما أبلغ الناس عن تجارب مخيفة وحوادث تتعلق بالأرواح لعدة قرون. مثل هؤلاء الذين يزعمون أنهم تواصلوا مع الموتى بشكل شخصي كانوا موضع سخرية واستهزاء. لكن بحثا كشف أن الوسطاء الروحيين والصوفيين أكثر عرضة لظواهر سمعية معينة أكثر من عامة الناس، والتي قد تلعب دوراً في تقاريرهم التي يزعمون فيها تواصلهم مع الموتى.
ويقول موقع “ذا كونفرسيشن”: “تعتبر تجربة سماع الأصوات أكثر شيوعاً مما قد تتوقعه. قدرت بعض الدراسات أن ما يصل إلى 50% من الناس يسمعون أصوات أحبائهم المتوفين خلال فترات الحزن”.
ويضيف: “غالباً ما نجد أن ادعاءات القدرة على التحدث مع الموتى تتماشى مع معتقدات ما يسمى بـ “الروحانية” وهي حركة شبه دينية تستند إلى فكرة أن الأفراد يستمرون في الوجود حتى بعد رحيل أجسادهم المادية. قد تظهر “أرواحهم” للأحياء أو يتم التواصل معهم، وغالباً ما يطلق عليهم “الوسطاء”.
ويوضح الموقع أنه يمكن إرجاع مفهوم “الروحانية” إلى الأختين ماجي وكيت فوكس، واللتان زعمتا أنهما سمعتا روحاً تدق على جدران منزلها في نيويورك عام 1848. ويقال إن الوسطاء الذين يستطيعون سماع الأرواح يطلق عليهم “clairaudient” (المستسمعون) بينما الأشخاص الذين يمكنهم “رؤية” الأرواح فيطلق عليهم “المستبصرون”.
ويبدو أن الاهتمام بالأرواح والتنبؤات النفسية والحياة ما بعد الموت قد تزايد بشكل لافت في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ولكن ما الذي يحدث حقاً عندما يسمع الناس أصواتاً ويعتقدون أنها أصوات أرواح الموتى؟
ويقول كاتبا الدراسة، أدم باول وبيتر موسلي: “بدأت دراستنا على ظاهرة الاستسماع في توضيح سبب إبلاغ بعض الأشخاص عن سماعهم لأصوات روحية. ووجدنا أن الأشخاص الذين كانوا أكثر عرضة لتجربة “absorption” -وهي حالات الوعي المتغيرة أو الضياع العقلي التخيلي- كانوا أكثر عرضة بشكل أكثر لتجربة الاستسماع.
وتشير هذه النتيجة إلى أن هؤلاء الأشخاص يختبرون في الواقع أصواتاً غير عادية ثم يعتقدون بأنها أصوات حقيقية. لكن لا يوجد تفسير لسبب ربطهم هذه الأصوات بأرواح الموتى.
وقال ما يقرب من 75% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أنهم لم يكونوا يعرفوا عن الروحانية أو المجموعات الدينية في بداية تجاربهم الأولى.
ويجادل بعض العلماء إلى أن الوسطاء يسمون (أصواتهم التي يسمعونها) بالروحانية كطريقة لشرح هلوساتهم السمعية.
وتشير الأبحاث التاريخية إلى أن الرغبات العاطفية تلعب دوراً رئيسياً في استحضار مثل هذه الظواهر، ويخبرنا هذا البحث أنه في الماضي، عندما كان يشعر الفرد بالحزن واليأس لإظهار أمر خارق للطبيعة، فإنه غالباً ما يحققه بعد ذلك بوقت قصير.
وفي الآونة الأخيرة بدأ الباحثون بالاهتمام بشكل متزايد بأوجه التشابه والاختلاف بين الاستسماع وعدة أشكال أخرى من سماع الأصوات، مثل التي يعاني منها الأشخاص المصابون بأمراض عقلية.
وعلى سبيل المثال كثيراً ما يسمع الأفراد المصابون بالذهان (هو مصطلح في الطب النفسي للحالات العقلية التي يحدث فيها خلل، ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي) أصواتاً، ومن خلال المقارنة بدأ الباحثون بالفعل في تحديد الاختلافات المهمة التي تميز من لديهم قدرة خارقة على السماع وتجارب الأشخاص الذين يعيشون مع الذهان.
وختم التقرير بالقول إن “سماع الموتى لا يعد بالضرورة علامة على مرض عقلي أو حتى امتلاك قدرة خارقة للطبيعة. بالنسبة للوسطاء يمكن أن تكون بمثابة مصدر راحة لهم وطريقة جيدة لمواجهة الواقع”.
عربي 21
اقرأ أيضا: تطبيقات يجب أن تكون على هاتف كل من يمتلك سيارة