الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

إلى أين ذهبت مياه المريخ؟ باحثون ينفون كلّ الفرضيات السابقة

إلى أين ذهبت مياه المريخ؟ باحثون ينفون كلّ الفرضيات السابقة

كان كوكب المريخ رطباً منذ زمنٍ بعيد، إذ كانت تكثر به المسطحات المائية. لكن هذا الأمر تغير بشدة قبل مليارات السنين مخلفاً ذلك السطح المقفر المعروف اليوم.
إذن، أين ذهبت المياه؟

للعلماء فرضية جديدة. قال الباحثون هذا الأسبوع إن ما بين نحو 30 في المئة و99 في المئة من مياه المريخ ربما محصورة الآن داخل معادن في قشرته، وهو ما يخالف فكرة راسخة بأنها فُقدت ببساطة في الفضاء من خلال التسلل عبر الغلاف الجوي العلوي.

قالت إيفا شير باحثة الدكتوراة بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ورئيسة الفريق الذي أعد دراسة تولتها إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”، ونُشرت الثلاثاء في دورية ساينس: “نرى أن أغلب مياه المريخ فقدت في القشرة. المياه فقدت قبل ثلاثة مليارات عام، وهو ما يعني أن المريخ كان ذلك الكوكب الجاف على ما هو عليه اليوم طيلة الثلاثة مليارات عام الماضية”.

وربما كان المريخ في بداية تكوينه يحوي مياهاً على سطحه تساوي في الحجم نصف المحيط الأطلسي، وهو ما يكفي لتغطية الكوكب بأكمله بالمياه لما يصل ارتفاعه إلى 1.5 كيلومتر.

تتكون المياه من ذرة أكسجين وذرتي هيدروجين. وتقدم كمية نظير للهيدروجين يسمى الديوتيريوم الموجود على المريخ بعض الأدلة عن فقدان المياه.

فخلافاً لمعظم ذرات الهيدروجين التي لديها بروتوناً واحداً داخل نواتها، فإن الديوتيريوم أو الهيدروجين “الثقيل” لديه بروتوناً ونيتروناً.

ويمكن للهيدروجين العادي أن يتسلل عبر الغلاف الجوي إلى الفضاء بدرجة أكبر من الديوتيروم. ويقول العلماء إن فقد المياه عبر الغلاف الجوي كان سيخلف نسبة كبيرة للغاية من الديوتيريوم مقارنة الهيدروجين العادي. واستخدم الباحثون نموذجاً حاكى تكوين نظير الهيدروجين وحجم المياه على المريخ.

هذا وأشار الباحثون إلى أن كثيراً من المياه لم تبرح الكوكب في واقع الأمر، لكن إنتهى المطاف بها في معادن مختلفة تحوي مياهاً كجزء من هيكلها، خاصةً المكون من الطين والكبريت. وربما لا تقدم هذه المياه المحصورة، على كثرتها فيما يبدو عند النظر إليها ككل، مورداً عملياً لبعثات الفضاء على المريخ مستقبلاً.

وقد قالت شيلر “حجم المياه داخل صخرة أو كتلة من المعادن صغير للغاية. فعليك أن تسخن كثيراً من الصخور لتخرج منها المياه بكمية ملحوظة”.

هذه الفرضيات جاءت بعد محاولات “ناسا” الأخيرة المتكررة للتأكد من حقيقة وجود الحياة على كوكب المريخ، كإرسالها لمركبة “برسيفيرنس” التي وصلت إلى هذا الكوكب منذ شهر تقريباً، والتي أرسلت “ناسا” معها رمز عصا الثعبان تكريماً لجهود العاملين في المجال الصحي.