أسرار لم تعرفها بعد.. عمان ترسم خيوط حل الأزمة السورية
يعكس توقيت زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والوفد المرافق له إلى سلطنة عمان إهتمام دمشق بدور الدبلوماسية العمانية في تطبيع العلاقات العربية والدولية مع دمشق والعمل على إنهاء الحرب وكسر الحصار الإقتصادي المفروض على الشعب السوري.
زيارة المقداد إلى مسقط تأتي وسط متغيرات إقليمية جعلت من السلطنة مركز ثقل دبلوماسي من وجهة نظر دمشق كونها البلد الخليجي الوحيد الذي التزم بالبروتوكولات الدولية وابقى أبواب سفارته مفتوحة على مدى عشر سنوات من الحرب على سوريا. كما تأتي الزيارة في خضم حراك دبلوماسي متسارع محملا بعناوين سياسية تصدرتها الهيمنة الغربية والأمريكية على استقلالية القرار الإقليمي الذي دفع طهران إلى طرح دعوة جادة للمصالحة الإقليمية الشاملة عبر رسائل حملتها الدوحة الى دول المنطقة.
مسقط التي تلعب دور الوساطة في العديد من ملفات المنطقة، على رأسها الملف النووي الإيراني والملف اليمني، يبدو انها دخلت على خط حل الأزمة السورية بقوة، يعكس ذلك، زيارة المقداد التي لم تكن قصيرة وقد تحمل العديد من الملفات على الطاولة، كذلك المواقف النبيلة لعمان بشأن سوريا في المحافل الدولية.
محللون سوريون يقولون ان سلطنة عمان لها بعد نظر وقرار مستقل تجاه الأزمة السورية وهذا ما دفع دمشق ومسقط لبحث الوضع الراهن وما حوله، مع التركيز على تعزيز التسوية السياسية الشاملة من خلال حوار وطني وبدون تدخل خارجي.
الدول العربية التي اعادت فتح سفاراتها مؤخرا في دمشق جددت دعمها لكسر الحصار السياسي المفروض على سوريا وعودتها الى حاضنتها الشعبية العربية عبر مبادرات مهدت الترتيبات الخاصة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية.. موقف كان قد احتل صدارة المحادثات في القمة الروسية التركية القطرية التي عقدت في الدوحة وأكدت ضرورة التزامها بوحدة واستقرار سوريا عبر خطوات مستقبلية.
الحراك على طريق حل الأزمة السورية والبداية من مسقط، خطوة إيجابية كونها تأتي بعد زيارة ناجحة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دول الخليج الفارسي. كما انها مثيرة للغاية بإعتبار أن النوافذ العمانية تطل على دروب كثيرة وغير تقليدية.
*ماجد الشرهاني*
العالم