السبت , نوفمبر 23 2024
اتفاق إيراني - صيني تاريخي يثير ضجة عالمية وغضباً أمريكياً

اتفاق إيراني – صيني تاريخي يثير ضجة عالمية وغضباً أمريكياً

اتفاق إيراني – صيني تاريخي يثير ضجة عالمية وغضباً أمريكياً

تناولت الصحف العالمية في تغطيتها الصباحية، اليوم الثلاثاء، العديد من الملفات ذات الاهتمام، وكان من أبرزها توابع الاتفاق الذي تم توقيعه بين الصين وإيران على الإدارة الأمريكية الجديدة، في ظل التوترات المتصاعدة بين بكين وواشنطن.

وركزت صحف عالمية كذلك على محاولات الولايات المتحدة لكسر الجمود المتعلق بمفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وأخيراً الموقف الاقتصادي الصعب الذي يواجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

رسالة إلى الولايات المتحدة

قالت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ الإسرائيلية إن الاتفاق الاستراتيجي الإيراني الصيني لا يمثل أي أنباء جيدة على الإطلاق بالنسبة لإسرائيل، حيث سبق الحديث عن أن هذا الاتفاق سيكون له توابع سيئة على الدولة العبرية.

وأضافت في تحليل إخباري: ”الأهم من ذلك هو محتوى الاتفاق والرسالة الموجهة في هذا التوقيت، والتي تتمثل في أن الصين وإيران تستهزئان بالولايات المتحدة“.

ونقلت عن كاريس ويت، المديرة التنفيذية لمركز ”سيغنال“، وهو مركز فكري يدرس العلاقات الإسرائيلية الصينية، قولها: إنه ”بيان يستهدف الولايات المتحدة بنسبة 100%“.

من جانبها، قالت شيرا إيفرون، المستشارة الخاصة في ”راند كوروبوريشن“، إن الطريقة التي تم من خلالها طرح الاتفاق، تتعلق بالعلاقات الصينية الأمريكية بصورة أكبر من الاهتمام الشديد بإيران والاعتماد الفعلي على هذا الاتفاق.

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن الصين كانت في السابق مترددة في علاقاتها بإيران، في ضوء الحساسيات التي تفرضها الولايات المتحدة، ولكن الأحداث الأخيرة جعلت الصين تلقي هذا الحرص في مهب الريح.

وجاء ذلك بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا على مسؤولين صينيين بارزين متورطين في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الإيغور المسلمين في إقليم شينغ يانغ، حيث تم إعلان العقوبات عقب التلاسن اللفظي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظيره الصيني وانغ يي في ألاسكا.

وتابعت قائلة: ”إسرائيل جزء صغير للغاية من الصراع بين القوتين العظميين، الولايات المتحدة والصين، ولكن بكين تدرك جيداً أن إسرائيل يمكن أن تعرب عن قلقها لواشنطن إزاء الاتفاق الإيراني الصيني“.

وأشارت إلى أن الصين وإسرائيل ليس لديهما علاقات في مجال الدفاع، نتيجة التدخلات الأمريكية في هذا الصدد، ولكن الدولتين لديهما شراكة اقتصادية قوية، تتضمن اتفاقاً للتجارة الحرة.

وخلصت الصحيفة بقولها: ”تؤكد المؤشرات أن الصين لا تحاول الانحياز لإيران في المنطقة، حتى وإن كانت طهران هي الوجهة المفضلة لبكين في الوقت الحالي“.

مقترح جديد من بايدن بشأن الاتفاق النووي

وفي سياق متصل، قالت صحيفة ”بوليتيكو“ الأمريكية إن محاولات الولايات المتحدة لكسر الجمود في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني من خلال اقتراح جديد مقدم إلى طهران، تأتي في ظل الظروف السياسية المعقدة خلال الأشهر المقبلة، والتي تفرض حسم هذا الملف سريعاً، بالنجاح أو الفشل.

وأضافت: ”إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن جاداً في ما يتعلق بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، فإن الأسابيع القليلة المقبلة سوف تكون حاسمة في تحقيق هذا الهدف أو فشله، مع التكثيف المتوقع للعملية السياسية، سواء في واشنطن أو طهران“.

وتابعت: ”الآن، ينصب تركيز فريق بايدن على كيفية إعادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات. ومسؤولو إدارة بايدن الذين يدركون أن أجندة الأحداث ليست في صالحهم، يخططون لتقديم اقتراح جديد لبدء المباحثات خلال الأسبوع الجاري، وفقاً لما قاله مصدران مطلعان“.

وأوضحت: ”يقوم الاقتراح على قيام إيران بتعليق بعض أنشطتها النووية، مثل العمل في أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20%، مقابل قيام الولايات المتحدة برفع بعض العقوبات المفروضة على طهران، وفقاً لمصدر مطلع، أكد أن تفاصيل العرض لا تزال قيد البحث“.

وأردفت قائلة: ”ليس من المؤكد أن إيران ستقبل هذا العرض الجديد، حيث فضت من قبل اقتراحاً أمريكياً اعتبرته غير مقبول. إلا أن مسؤولي الدولتين يدركون الآن أنه في حال عدم تحقيق تقدم ملموس في هذا الملف خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن الموقف سيشهد جموداً حتى سبتمبر المقبل على أقل تقدير، وسوف يكون إنقاذ الاتفاق النووي نفسه موضع شكوك كبيرة“.

وأوضحت: ”تأتي تلك التحذيرات في الوقت الذي يضغط فيه التقدميون على بايدن كي يعود مجدداً إلى الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، حيث يتساءل مسؤولون ومحللون حول ما إذا كان بايدن صادقاً بالفعل إزاء رغبته المعلنة بإحياء الاتفاق النووي“.

وأشارت إلى أن أحد الأسباب التي تدفع المسؤولين الأمريكيين وآخرين خارج الحكومة الأمريكية، إلى الإسراع في بدء التفاوض مع طهران، هو الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل.

وينطلق موسم الدعاية الانتخابية في مايو، وفي ظل حساسية الموقف السياسي تجاه الاتفاق النووي، فإن نظام الملالي من المتوقع ألا يسمح بأي خطوات كبيرة تخص هذا الاتفاق خلال الحملة الانتخابية.

سياسات أردوغان السلبية

قالت صحيفة ”التايمز“ البريطانية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يضع ثقته في الاقتصاد التركي المتعثر، ولكن التضخم ربما لا يساعده في هذا الملف، وأيضاً في محاولة صرف انتباه مواطنيه عن القرارات التي اتخذها مؤخراً.

وأضافت: ”تتراوح نسبة التضخم السنوي في تركيا حول 15.6% وفقاً للأرقام الرسمية، رغم أن التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن النسبة أعلى من ذلك بكثير. والقرار الذي اتخذه أردوغان في ساعة متأخرة من الليل بإقالة محافظ البنك المركزي التركي ناجي إقبال، وضع ملايين الأتراك في موقف أسوأ“.

ونقلت عن مواطنة تركية قولها: ”البيض، زيت الطعام، أسعار كل شيء ترتفع. راتبي لا يكفي، ولم أستطع العمل خلال 3 أشهر بسبب جائحة كورونا، وزوجي متعطل عن العمل. تقدمت بطلب للحصول على إعانة حكومية، ولكن دون جدوى“.

ومضت الصحيفة تقول: ”على السطح، فإن إقالة إقبال غير مبررة مطلقاً، فقد شهدت ولايته القصيرة التي استمرت 5 أشهر، ارتفاعاً في قيمة الليرة، وبدأت الاستثمارات الأجنبية في العودة إلى البلاد مجدداً، في دليل على الثقة فيه. وقال عنوان إحدى الصحف المعارضة إن أردوغان فقط يعلم ما يدور في رأس الرئيس“.

وأشارت إلى القرار المفاجئ أيضاً الذي اتخذه أردوغان بانسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول لحماية النساء من العنف، ما أدى إلى رد فعل دولي عنيف ضد هذا القرار، الذي جاء على العكس تماماً من رغبة الرئيس التركي المعلنة في إصلاح العلاقات التركية مع أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن قراراته دفعت تلك العلاقات مجدداً إلى الجمود التام.

محمد ثروت- إرم نيوز

اقرأ ايضاً:ريتشارد بلاك: أميركا تسرق ثروات السوريين وتتركهم يتجمدون ويجوعون