وسط عجز المواطن..و”تطنيش” الحكومة.. أزمة الوقود تشل حركة السوريين
ماهر عثمان
بعد قرار لجنة المحروقات تخفيض كميات تعبئة مادة البنزين للسيارات السياحية الخاصة والعامة بنسبة خمسة بالمئة وإيقاف تزويد السرافيس بكميات المازوت المخصصة لها كل يوم جمعة حتى إشعار آخر والاكتفاء بعمل باصات الشركة العامة للنقل الداخلي تصاعدت أزمة طوابير الانتظار على الكازيات وتحولت شوارع دمشق في أيام الدوام الرسمي إلى طوابير جديدة لكن من الناس الذين ينتظرون وسيلة نقل تقلهم إلى أشغالهم وأعمالهم.
فمع اشتداد الأزمة وترك المواطن عاجز بدون أي بدائل سوى تسيير عدد إضافي من باصات النقل الداخلي التي لها حكاية أخرى يقوم أصحاب السرافيس بتعبئة مخصصاتهم وبيعها مباشرة للسوق السوداء فيجنون الأرباح دون تحريك آلياتهم فيما تترك الساحة مشرعة أمام التكاسي التي أصبحت تكلفة فتح بابها ألف ليرة لتصل الطلبات ضمن مدينة دمشق إلى خمسة آلاف ليرة وإلى الريف 12 ألف وما فوق .
الجميع يدرك بأن أثر الحصار والعقوبات على هذا الموضوع كبير ولكن من المفترض عند اتخاذ أي قرار من قبل الفريق الحكومي له علاقة مباشرة بحياة وعمل الناس أن يكون القرار آخذا بعين الاعتبار بدائل وألا يترك الناس لمصيرهم “دبروا راسكم” حيث جعل هذا القرار معاناة الناس بالذهاب إلى أعمالهم ووظائفهم أكثر تعقيدا في ظل ارتفاع أجور النقل الخاصة وتدني الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة.
صاحبة الجلالة تواصلت مع عضو مجلس الشعب المحامي حكمت سلام الذي أكد
أن لهذا القرار انعكاسات سلبية كبيرة وخاصة في ظل ظروف معيشية صعبة وغلاء أسعار يعاني منه كل أبناء الوطن ومعاناة في الحصول على معظم السلع الأساسية.
ورأى النائب سلام أن هذا القرار المؤقت ناتج عن عدم توفر المحروقات بشكل كافي حاليا وصعوبة تأمينها بالشكل المطلوب بسبب العقوبات الجائرة والحصار المفروض على سورية لكن هو إجراء مؤقت لترشيد الكمية الموجودة حاليا وتخصيص قسم منها لتأمين استمرار عمل القطاعات الأكثر أهمية وهي الصحة والمياه والمخابز ريثما يتم تأمين ووصول الكميات المطلوبة متمنيا أن تنتهي في أقرب وقت.
وأوضح عضو مجلس الشعب .. أن الجهات المختصة لا تدخر جهدا في هذا المجال لكن مع ذلك هذا لا يبرر التوزيع غير العادل للكميات المتاحة ويتطلب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتأمين وصول ما هو متوفر لكل الأخوة المواطنين وعدم السماح لتجار الأزمات باستغلال هذه الظروف للاتجار بمادة المحروقات لافتا إلى أن الرقابة المطلوبة حاليا إجراء داخلي لتنظيم التوزيع وهذا لا علاقة له بالعقوبات المفروضة.
وأكد سلام ضرورة احترام عقول الناس والمصداقية في شرح ما نواجه من معوقات وما يتم اتخاذه من إجراءات ليكونوا أكثر تقبلا لها وعلى دراية بما يتم مواجهته من حرب اقتصادية نأمل أن نتجاوزها في أقرب وقت ونحن على ثقة كبيرة بذلك موضحا
أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلد يعاني منها الجميع في كل القطاعات لكن التحدث للمواطنين وشرح أسباب ما نعاني منه يجعل المواطنين أكثر تفهما لما يتم اتخاذه من إجراءات لأن الغالبية العظمى من أبناء الشعب السوري هم مثال للصبر والتحمل ومواجهة كل أنواع الظروف الاستثنائية ولديهم القدرة على ابتكار الحلول و ” غالبيتهم تسأل وتعرف الجواب سلفا” لكن يجب احترام عقولهم.
وكان رئيس الحكومة حسين عرنوس بشر السوريين بانفراجات في موضوع المشتقات النفطية خلال أسبوع فيما كشفت شركة “تانكر تراكرز” المختصة بتتبع مسار الناقلات النفطية، عن اقتراب وصول ناقلة نفط إيرانية إلى سورية تحمل مليون برميل.
صاحبة الجلالة