دخول شركات غربية لإقامة مشاريع سكنية متطورة في مناطق ريف إدلب
تعيش مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، مفارقات جديدة، لا سيما بعد الحديث عن ممارسات بعض من تلك الفصائل، بحق المدنيين وانتشار ظاهرة بيع المخدرات والخطف وطلب الفديات والابتزاز عن طريق الاعتقالات التعسفية، وتضرر المزارعين وتنامي الفقر والبطالة.
وأفادت مواقع صحفية معارضة، أنه انتشرت في الآونة الأخيرة، بعض الإعلانات على بعض المواقع المعارِضة وصفحات التواصل الاجتماعي بشكل كثيف، حول دخول شركات غربية لإقامة مشاريع سكنية متطورة، حيث دخلت كل من شركة موتيفي الإيطالية وشركة اكار التركية إلى سوق العقارات في إدلب ، ومن المشاريع المعلن عنها مناطق تضم فيلات صغيرة راقية لكل الراغبين ضمن منتجعات فخمة وبنية تحتية أوروبية ، وتحديداً في المنطقة التي تقع بين جسر الشغور واريحا وادلب، حيث تم تحديد سعر الفيلا 13000 دولار مفروشة والتقسيط لمدة عشر سنوات بدفعة أولى تتراوح ما بين 600 إلى الألف دولار.
هذا وتحدثت مصادر، عن قيام عدد من قادة الفصائل بحجز فلل في المشاريع المعلنة، حيث كانت مهمتهم الأولى هي توفير الأمن والانضباط للمنطقة والسيطرة على المدنيين، وتعبيد الطريق أمام الشركتين، بالتعاون مع ضباط ومسؤولين في الحانب التركي، حيث سيحصل من في الجانب التركي على أتعابه وحصته مالياً، فيما حصل بعض قادة الفصائل على مبالغ تتراوح ما بين 15 ألف دولا إلى 25 ألف دولار، إضافةً لحصولهم على فيلا لكل واحد منهم.
هذا التطور اللافت في المشهد، أثار مخاوف البعض وطمأن البعض الآخر، فالبعض تولدت لديه هواجس من تحوّل المنطقة إلى ساحة حرب تعلو فيها لغة القذائف والصواريخ، و بالتالي لا يمكن الاستثمار فيها، وقد يضيع الحلم باندلاع المعركة، فيما رأى المتفائلون بأن هذا دليل على أن هناك تسوية قادمة، وأن إدلب ستبقى منطقة آمنة لا معارك فيها، وإلا ما تورطت شركتين إيطالية وتركية في هذه المشاريع، وفق رأيهم.
فيما قالت مصادر محلية في بنش أن الفقر ينتشر بشكل مخيف بين الناس، والغالبية غير قادرين على تأمين مسكن صحي بسيط لهم ولأولادهم، بالتالي هذه المشاريع لمن ستكون ؟ ومن لديه القدرة على الشراء فيها؟. على حد قول المصادر.
وفور انتشار هذه المعلومات، وتناقلها على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت ردود الفعل لدى أهالي محافظة ادلب بشكل ساخط، حيث تنتشر مخيمات للاجئين الذين لا مسكن لديهم، لا سيما من أتوا من ريف دمشق والقلمون ودرعا، فضلاً عن تململ الناس من ممارسات بعض الفصائل التي جعلت الحياة اليومية أصعب عليهم.