اسرائيل: لا بد من ازاحة الرئيس الأسد
بعد فشل جميع سياسات الكيان الاسرائيلي وأمريكا ضد سوريا تحول قادة الكيان الاسرائيلي والغرب نحو خطة جديدة تقضي بتحرك دولي لتجويع سوريا والابقاء على حالة الدمار والخراب في سوريا، واشتراط أي إعادة إعمار بتغيير القيادة السورية أو تغيير هذه القيادة لنهجها الداعم لمحور المقاومة على الاقل.
لم يأتِ هذا الكلام في تحليل صحفي أو كرأي لمحلل مختص في الشأن السوري أو الصهيوني، بل جاء كتوصية لصناع القرار في الكيان الاسرائيلي من قبل مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) الذي أجرى دراسة على أحداث الأزمة السورية خلال عشر سنوات منها، مؤكدا فشل السياسة الاسرائيلية الحالية ضد سوريا والقيادة السورية بالذات الرئيس بشار الاسد.
الدراسة التي أجراها مدير المركز أودي ديكل، والباحثة كارميت بلنسي طرحت الفشل الاسرائيلي والامريكي الكبير في ثلاثة أمور، فشل الهجمات الاسرائيلية في منع التموضع الايراني العسكري في سوريا، ثانيا فشل الايقاع بين الحلفاء الداعمين للدولة السورية اي ايران وروسيا، وثالثا الاعتراف بالفشل في تقسيم سوريا لصالح الكيان الاسرائيلي.
وأما ما تؤكد عليه الدراسة الاسرائيلية أنه مازال الرئيس الاسد موجودا في الحكم فإن ذلك سيعني بقاء سوريا في محور المقاومة وهو ما ليس في صالح الكيان الاسرائيلي أبدا، ناصحة بتشجيع مساومة دولية واسعة تشترط رحيل الرئيس الاسد لإعادة إعمار سوريا.
وقدم المركز الصهيوني 3 نصائح لضرب سوريا ، أولها: تقوية الجماعات المسلحة في جنوب سوريا لمنع أي تمركز سوري أو ايراني قرب هضبة الجولان، وضرب المقاومة الاسلامية اللبنانية، وخلق “جزر نفوذ اسرائيلية” في تلك المناطق.
ثانيا: انشاء قنوات تعاون في الظل مع القوات الكردية شمال شرق سوريا ومساعدة “اسرائيل” لها اقتصاديا وعسكريا، وبناء منصات لنشاط عملياتي متواصل لمنع سيطرة سوريا على هذا الاقليم الاستراتيجي الغني بمقدرات الطاقة وضمان خلو اي تموضع ايراني فيه.
وثالثا: انهاء سيطرة المقاومة الاسلامية “حزب الله” على الحدود اللبنانية – السورية والتي تشكل نقطة ضعف استراتيجية كبيرة للكيان الاسرائيلي حيث تسمج للمقاومة بنقل الاسلحة الى لبنان والتي ستوجهها الى الكيان الاسرائيلي في اي معركة قادمة، وبالتالي نصحت الدراسة بتوسيع العمليات العسكرية الاسرائيلية على تلك المنطقة.
الدراسة أكدت على البند الثالث المتعلق بالمقاومة اللبنانية لدرحة انها اقترحت تدخلا دوليا لاغلاق الحدود بين سوريا ولبنان وهو بالضبط ما تحاول العقوبات الغربية الدفع اليه وكذلك قانون قيصر الذي يحارب الشعبين السوري واللبناني في لقمة عيشهم ويهدد أطفالهم بالموت جوعا.
الدراسة على قصرها لخصت شيئا مهما جدا وهو ما حيك لسوريا منذ عشر سنوات وما يحاك لها الآن، رحيل الاسد لكسر ضلع اصلي من أضلاع محور المقاومة وضرب سوريا جنوبا وشرقا وغربا لاغلاق اي تواصل بين أجزاء محور المقاومة، أليس هذا ما حصل ويحصل؟ سؤال موجه لكل من قال بأن ما حصل في سوريا لم يكن مؤامرة.
اقرأ أيضا: وزير سوري يفوض مدراءه بمعظم صلاحياته تقريباً