فيلم يكشف أسرار حصار قاعدة عسكرية سورية..شاهد
تجوب كاميرا المخرج السوري العالمي، نجدت أنزور، أرجاء أهم القواعد الجوية شمالي سوريا، المعروفة بـ (مطار كويرس)، ليوثق عبر عمله الدرامي الجديد الصمود الأسطوري لحاميته خلال سنوات الحصار التي ضربته فيها المجموعات المسلحة لنحو ثلاث سنوات، قبل فكه في 2015.
المخرج أنزور قال لـ “سبوتنيك” خلال تجوالها في موقع التصوير على أطراف قاعدة “كويرس”: لكون العمل دراميا، فسيعرض على شكل فيلم سينمائي أيضاً قبل عرض حلقات المسلسل على الشاشة الصغيرة.
ويعالج الفيلم الذي يحمل عنوان “أقمار بليل حالك”، البطولات الملحمية لجنود الجيش السوري، الذي صارع ويصارع الإرهاب على مدار عقد من الزمن.
وفضل أنزور إنجاز عمليات التصوير في البيئة الحقيقية التي دارت على ترابها قصص أبطالها، عبر سلسلة من الحلقات مؤلفة من (26) حلقة متصلة ومنفصلة، تحكي كل ثلاث منها قصة عن الجنود المدافعين عن المطار، حيث المسرح الزمني المتداخل والممتد للأحداث إلى حين نجاح الجيش السوري، وبدعم جوي كبير للقوات الجوية الروسية، بفك الحصار (الداعشي) عن القاعدة في 2015.
وفي ظل الحصار المفروض على تداول الأعمال الدرامية السورية، وحول تسويق العمل الذي وضع نصوصه الكاتب المعروف (محمود عبد الكريم)، عبر أنزور عن أمله “بأن يتم تسويق عمله عربياً وعالمياً، اليوم، الصورة تتبدل، والواقع يظهر جلياً، أمامنا مهرجانات عديدة وفرص بالإضافة إلى نشره عبر السوشيال ميديا”، مؤكدا أن “الهدف من العمل معنوي تأريخي، وليس مادي”.
الزائر لموقع التصوير في هذا الموقع، الذي حوله أبطاله المدافعين عنه إلى ملحمة، لا بد وأن يلفته ضخامة الإنتاج، إذ يشارك ما يربو عن ثلاثمائة ممثل وكومبارس، علاوة عن طاقم فني مميز، بينهم مدير التصوير محمد حبيب من الجمهورية المصرية، والذي شارك سابقا في الدراما الملحمية (أخوة التراب) التي أخرجها أنزور أيضا.
وفي هذا الشأن، يؤكد المخرج السوري العالمي: “نستطيع القول اليوم، أن هذا العمل سيتوج كل الأعمال الفنية التي تحدثت عن بطولات الجيش السوري التي لا تتسع لعمل درامي واحد، لكننا تناولنا نماذج عمل الكاتب وجهده الكبير لتوثيق كل ما سنراه على الشاشة، وعملنا على أحدث التقنيات المناسبة لهذه الغاية”.
وعلى الرغم من تنوع الحكايات المنفصلة التي يسردها العمل إلا أنها بالمجمل، تروي بعضا من تلك البطولات الأسطورية، التي دارت أحداثها في محيط قاعدة “كويرس”، وما بذلته حاميته من بسالة منقطعة النظير لمنع اختراقه من قبل التنظيمات الإرهابية المتحولة بدءا مما يسمى (الجيش الحر)، مرورا بشكله الأكثر حداثة (جبهة النصرة)، وصولا إلى مآله (داعش) المحظور في روسيا ودول أخرى.
الممثل السوري حازم حداد، وخلال تحضيره لأحد المشاهد التي يتم تصويرها على جانب إحدى قنوات جر المياه في محيط (كويرس)، أوضح لـ “سبوتنيك” أن العمل الدرامي الجديد يرصد تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري، ومعارك لتحرير تراب الوطن، وأردف: “بعض خطوط التوثيق تمر بشكل بانورامي خلال العمل، وهي تعالج بأكثر ما تتيح العمليات الدرامية تلك المعاناة التي شهدتها البلاد من إرهاب”.
حداد الذي يضطلع بدور لأحد أمراء تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي، أوضح أن المشهد الذي يتم تصويره خلال لقائه مع “سبوتنيك” يجسد عملية يقودها لاختطاف ضابط من ضباط الجيش السوري، من أجل مبادلته بأحد أمراء الحرب، ليقوم جنود الجيش بعملية تحرير الضابط والمجموعة الموجودة بكل بطولة”.
عمليات التصوير في قاعدة (كويرس) لا تغطي (أقمار أنزور)، إذ أن كامرته المبدعة، تجول بمشاهدها في مسقط رأسه حلب وقلعتها وصولاً إلى العاصمة السورية دمشق.