السوريون يستقبلون رمضان بلا طقوس: “زمن الولائم والسكبة ولى”!
بسبب الأسعار الخيالية التي تشهدها الأسواق، تخلت العديد من السوريون عن بعضا من عاداتها، خلال شهر رمضان، وأصبح “التوفير الاقتصادي” خيارا لا بد منه على الموائد السورية.
وتنطبق “خيارات التقنين” على شهر رمضان، دون أي حلول من شأنها أن تخفف من معاناة السوريون، سوى الحديث عن انفراجات قريبة على صعيد جميع الأزمات، وزيادة على الرواتب لا يراها المواطنون إلا على الموقع الإلكتروني للحكومة.
ويأتي توقيت شهر رمضان في العام الحالي، بالتزامن مع أزمة معيشية يعانيها السوريون لأسباب عديدة، منها نقص المواد الأولية التي يُعتمد عليها في طهو أي وجبة بسيطة، والغلاء الذي لا يتوازى مع حجم دخل الفرد الشهري.
وتدفع هذه الظروف السوريين لتغيير كثير من عادات مارسوها منذ سنوات طويلة عند استقبال شهر رمضان، بالتحضير لموائد طعام وطقوس خاصة لإحياء الإفطارات الجماعية المشتركة.
رمضان بلا “عزائم”!
تتفنن مواقع الاقتصاد وخبراؤها باحتساب تكلفة معيشة الفرد، وهي بسيطة، لا تحتاج جهدا كبيرا، كما يشتكي العديد من المواطنين، إذ يكفي، عبر “جردة” بسيطة على الأسواق، معرفة تكلفة “طبخة اليوم”، وهذا يعني، أن أغلب الأسر يتخلى عن عادة ” الولائم” الكبيرة التي كانت تشتهر بها سورية، خلال شهر رمضان.
وتقول فاطمة عن رمضان هذا العام، بلا الطلبات جماعية مشتركة، ويمكن التحجج بكورونا، ومنع الازدحام، للتغطية على المصروف الكبير الذي تحتاجه تلك الولائم”.
مافي “سكبة”!
اشتهرت العائلات السورية، خلال شهر رمضان، بتبادل أنواع الطبخ بين الجيران، وهذه عادة قديمة، هدفها تنويع موارد السوريين، ومشاركة الجيران مختلف أنواع الطبخ.
لكن، خلال رمضان هذا العام، سيكون الموضوع مختلفا، اذ، أصبح من النادر توزيع “السكب”، بين الجيران، لأسباب عدة، توردها هدى.د، ل”هاشتاغ”:” أولا التكلفة المادية لأي طبخة أصبحت مرتفعة جدا، كما أن السترة باتت عنوان رمضان هذا العام؛ حيث نطبخ على قدر حاجتنا، وبأقل التكاليف، بلا دجاج أو لحمة”.
وتتابع هدى:” أغلب الطبخات، لا تكون على أصولها من حيث وجود كل المكونات فيها، وهذا ما يدفعنا إلى عدم تبادل السكب مع جيراننا كما جرت العادة خلال مواسم رمضان السابقة”.