تقارير رسمية تنذر بانهيار الثروة الحيوانية في سورية
أكدت تقارير رسميّة انخفاض نسبة ذبح الأغنام والأبقار إلى ٨٠ بالمئة نتيجة عوامل متعددة أبرزها ارتفاع أسعار اللحوم، الذي يرجعه متابعون إلى قلّة المعروض من أعداد رؤوس الماشية ولاسيما الأغنام، بسبب النشاط المكثّف للمهرّبين من سورية إلى البلدان المجاور وخصوصاً لبنان الأردن، ومن ثم إلى دول الخليج ذات معدلات الاستهلاك الكبيرة للعواس السوري المرغوب في معظم بلدان العالم.
أما بالنسبة للأبقار فقد أدى نفوق أعداد كبيرة منها بسبب داء الجرب، إلى عزوف المربين عن تربيتها نظراً للخسائر الكبيرة التي لحقت بهم خلال العام المنصرم 2020، ولم تتوافر لدى وزارة الزراعة بعد إحصاءات واضحة عن الفجوة التي حصلت في القطعان جراء مختلف الظروف التي أدت إلى تراجعها.
ويمكن التقاط بعض مؤشرات القطاع من خلال أرقام الاستهلاك المحلّي، وعمليات الذبح التي تجري إن كان في المسالخ المرخصة أو في الأوساط الريفية، وكلّها تظهر كمؤشرات لدى جمعية الدباغة، إذ يبحث الدباغون عن جلود الأغنام والأبقار بما أنها المادة الأساسية لأعمالهم واستثماراتهم.
وتلفت تقارير الجمعية إلى ارتفاع أسعار الجلود الخام من الأبقار والغنم بنسبة ١٠٠ بالمئة، والسبب هو ذاته المشار إليه وحالة النقص الحاد بالجلود المعدة للدباغة.
وتؤكد التقارير أنه نتيجة لانخفاض الذبح في المسالخ، ومرض الجرب، إضافة إلى تهريب الأغنام والماعز، فإن مهنة الدباغة مهددة بالاندثار، مشيرة إلى وجود ٨٥ منشأة حرفية وصناعية بالمدينة الصناعية بعدرا مثلاً، أغلبها متوقف عن العمل بسبب ضعف السوق المحلية، وغلاء تكلفة التصنيع بالنسبة لسعر الصرف للمواد الأولية، وهناك ما يقارب ٣٠ منشأة متوقفة معروضة للبيع، وبحدود ٤٠ منشأة متوقفة عن العمل.
المتغير الحادّ على هذا المستوى، هو أن سورية طالما كانت بلداً مصدراً للجلود الخام والمعالجة، فباتت اليوم تشهد مطالبات باستيراد الجلود من الأسواق الخارجية ، وتطالب جمعية الدباغة باستيراد جلود نصف مصنعة من جلود الأبقار، مبررة طلبها بعوامل عدة، أولها صعوبة استيراد الصوديوم سلفيد الممنوع استيراده لسورية، والذي يدخل بالمراحل الأولية للدباغة لإزالة الشعر من جلود الأبقار، وإزالة الصوف، إضافة إلى أن استيراد الجلود نصف المصنعة يوفر نسبة ٥٠ بالمئة من الماء، بالتالي يصبح ممكناً التخلّص من المرحلة الملوثة للبيئة، مع توفير سبع مواد من المواد المستوردة بهذه المرحلة، و٣٠% “تلف” من الجلود المستوردة بمرحلة الخام..إلى جانب مطالبات بتسهيل احتياجات أعضاء الجمعية للتخلص من آثار الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، والتي تضرر منها أصحاب الدباغات، لإعادة تشغيل المعامل ليلاً نهاراً، وتوزيع عقود مؤسسة معامل الدفاع والمؤسسة العامة للأحذية على الدباغين عن طريق الجمعية البالغة ستة ملايين إلى ثمانية ملايين قدم سنوياً، وهذا الحل الإسعافي لتشغيل معامل الدباغة.
يُشار إلى أن الظرف الاقتصادي الضاغط، قد دفع آلاف الأسر الريفية للعودة إلى تربية الأغنام والماعز الجبلي، وكذلك السلالات التقليدية – البلدية – من الأبقار وخصوصاً الأبقار العكشية المقاومة للأمراض و المتلائمة مع البيئة المحلية.
ويقترح المعنيون بالاستثمار في مجال الإنتاج الحيواني، إصدار تشريعات قاسية قاصمة بحق مهربي الأغنام والماعز الجبلي، لما يتسبب به نشاط المهربين من تدمير متسارع لبنية وقوام قطعان الثروة الحيوانية في سورية، تعطيل مكونات اقتصادية وفرص عمل مباشرة تقوم على هامش هذا القطاع الموصوف بالاستراتيجي.
الثورة
اقرأ أيضا: توطين وشرائح جديدة و مخصصات للمواطن محددة منذ 1950 وأسباب جديدة لأزمة الخبز في طرطوس