سوريا على باب تحولات كبرى
رضوان الذيب
بدأت سوريا التحضيرات الواسعة للانتخابات الرئاسية التي تجري في ٢٦ أيار للسوريين داخل بلدهم وفي ٢٠ أيار للسوريين في الخارج على ان يبدأ تقديم الطلبات الرئاسية بين ١٩ و٢٨ نيسان للمحكمة الدستورية العليا، ومن المتوقع ان يعلن الرئيس بشار الأسد خلال الأيام المقبلة ترشحه للرئاسة لولاية جديدة، حيث كان الأسد قد تلقى برقيات تهنئة بالجلاء من بوتين والرئيس الصيني وروحاني ورئيس الإمارات وحاكم مسقط ومن العراق والجزائر وتونس واحزاب وقوى عربية وأممية، كما جال الامين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط على الدول العربية ومن ضمنها دول الخليج العربي وأبدوا ليونة في موضوع عودة سوريا للجامعة العربية وإعلان ذلك في مؤتمر القمة العربي خلال الصيف في الجزائر.
ومقابل الليونة العربية حسب مصادر سياسية متابعة ظهر تشدد اميركي واوروبي رافض للاعتراف بالنتائج واصرار على تأجيلها واجرائها حسب الدستور الجديد الذي يتم مناقشته في جنيف على ان تجري الانتخابات تحت اشراف دولي، وهذا ما رفضته دمشق رغم كل الضغوط وحددت موعد الانتخابات حسب الدستور السوري الحالي بدعم روسي وايراني.
وفي موازاة الاستعدادات الرئاسية بدأت أولى الخطوات الجدية لمعالجة الأزمة الاقتصادية وتحديدا في مجال النفط والطحين والنقص في المواد الغذائية، وقد بدأت المعالجة تأخذ مسارها الفعلي على الأرض عبر تشكيل غرفة عمليات مشتركة روسية إيرانية سورية لدرس تأمين حاجات السوق السوري يوميا ومعالجة اي نقص او خلل، وقد بدأت الإجراءات العملية بوصول ٤ ناقلات نفط عملاقة من طهران إلى بانياس، ومن المتوقع وصول بواخر التموين خلال الأيام المقبلة.
وفي المعلومات، ان قرارا رفيعا على أعلى المستويات اتخذ بين روسيا وايران خلال المحادثات الأخيرة بين وزيري خارجية روسيا لافروف وإيران ظريف بفك الحصار الاقتصادي عن سوريا وكلفت غرفة العميات المشتركة بالتنفيذ.
وفي المعلومات، ان شاحنات النفط والتموين ستصل إلى الموانئ الروسية على الساحل السوري وهذه الموانئ لا تخضع لقانون قيصر، لأنها أرض روسية حسب الاتفاقات مع الدولة السورية التي أجرتها لروسيا لـ ٩٩ سنة وباتت تخضع للقوانين الروسية ولا يسري عليها قانون قيصر وتشهد هذه الموانئ عملية توسيع كبيرة .
وفي المعلومات، انه تم التوافق في غرفة العمليات المشتركة ان تواكب سفنا روسية السفن الإيرانية للوصول إلى اللاذقية في حال دعت الحاجة او حاولت السفن الأميركية منعها من الدخول بسبب القرارات الأميركية ضد طهران بمنع تصدير نفطها، وقد رافقت السفن الروسية الناقلات الإيرانية الأربعة التي وصلت بانياس مؤخرا.
وفي موازاة ذلك، اتخذت إجراءات لمعالجة الملف النقدي ووقف التلاعب بالدولار عبر اقالة حاكم المصرف المركزي السوري وتشكيل لجنة لمتابعة هذا الملف يوميا، لانه تبين ان المضاربات تديرها مافيات داخلية مرتبطة بالخارج ولاول مرة يتم معالجة هذا الملف بشكل جدي.
وحسب مصادر سياسية متابعة للملف السوري، ان دمشق بدأت تخطو خطوات جدية لتحريك عجلة الدولة ومؤسساتها واستعادة دورها في المناطق الخاضعة لها، وروسيا وإيران يلعبان الدور الأساسي في هذا المضمار، فموسكو عادت لاعبا عالميا بشروطها على الكبار والصغار جراء امساكها بالورقة السورية، والذين يوزعون أحلاما عن رحيل الأسد عليهم زيارة سوريا ليشاهدوا جنرالات الجيش السوفيتي» العظيم «وحنينهم لتلك الحقبة في شوارع دمشق وفي كل المحافظات السورية وباتت المعادلة، ان اية نكسة تصيب الأسد وسوريا ستطال بوتين شخصيا بشكل مباشر، وسيقف الروس إلى جانب الأسد في مواجهة العالم كله، كما أن روسيا تتواجد على أرض فيها من اكبر مخزون للنفط والغاز في العالم وكلفة استخراجه زهيدة اذا ما قورنت باستخراج نفط الخليج، ومن خلال الصهاريج والاستخراج البدائي باعت داعش لتركيا غازا بقيمة ١٠ مليارات دولار، كما تختزن الأرض السورية كل المواد الطبيعية، وبالتالي الحالمون بانسحاب روسيا هم واهمون وبسطاء كما ان حسابات إيران تلاقي الحسابات الروسية بان الاسد ضمانة لكل خط المقاومة ولا تريد طهران اكثر من ذلك، كما ان الأسد هو العدو الأول للإخوان المسلمين وهذا ما يترك ارتياحا مصريا وخليجيا، وبالتالي باتت مسألة مغادرة سوريا لازمتها مطلبا عربيا بالدرجة الاولى وهذا ما سيسهل الخطوات الروسية والايرانية في العمل على مغادرة دمشق لازمتها واستعادة دورها الإقليمي المميز.
الديار