لواء سوري متقاعد: الوصول إلى ديمونا ليس صدفة
شكل وصول صاروخ سوري إلى جنوب فلسطين تطورا نوعيا في قواعد الاشتباك بين سوريا وإسرائيل.
وجاء إطلاق الصاروخ بعد تصدي وسائط الدفاع الجوي السورية لاعتداء جوي إسرائيلي على محيط دمشق كمؤشر نوعي على طبيعة الرد السوري الفوري والمباشر على أي اعتداء إسرائيلي أو غيره.
في هذا السياق أوضح الخبير العسكري السوري اللواء المتقاعد محمد عباس أن “الصاروخ السوري قطع مئات الكيلومترات في أجواء فلسطين ولم تتمكن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية من اعتراضه ومنها منظومة (حيتس) و(آرو) و(باتريوت) وغيرها، معتبرا ذلك “مؤشرا على فشل هذه المنظومات الإسرائيلية والأمريكية وعلى ضعف جاهزية منظومة القيادة والاتصال الإسرائيلية التي روج لها العدو الإسرائيلي عبر العالم، وكذلك هو مؤشر أيضا على قدرات هذا الصاروخ على اختراق قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية”.
وأضاف عباس: “اليوم بات العدو يدرك تماما بأن قبته الحديدية ومنظومات دفاعه الجوية فيها الكثير من نقاط الضعف والفجوات والثغرات، وهو ما اعترف به وزير دفاع العدو الإسرائيلي حين أشار إلى عجز دفاعاتهم عن اعتراض هذا الصاروخ”.
وحول أثر هذا التطور النوعي في تعاطي دمشق مع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قواعد الاشباك في الفترة القادمة قال عباس: “لاشك، بات العدو الإسرائيلي يدرك أن ثمة تغييرات واضحة وجوهرية في منظومة قواعد الاشتباك مع الجيش العربي السوري، ومنها إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز (F-16) في سماء صفد داخل فلسطين المحتلة والمؤشر الآخر قيام الطائرات الإسرائيلية بإطلاق صواريخها من سماء الجولان أو البحر المتوسط”.
وأردف: “لقد ثبت لكيان العدو أن طائراته لن تكون سليمة وأن صواريخه الدقيقة ذات السطح العاكس الفعال الصغير الذي لا يمكن التحكم بإصابتها فشلت في تجنب دفاعات الجو السورية التي تمكنت من إسقاطها وتدميرها الأمر الذي يؤشر بأن العدو الإسرائيلي بات مقتنعا تماما بفعالية منظومات الدفاع الجوي السورية وقدرتها على التصدي للأهداف الجوية وبات يدرك أيضا أن هناك أمرا جديدا حدث يرتبط بالصبر الاستراتيجي السوري على الاعتداءات الإسرائيلية واﻷمريكية والتركية فضلا عن الجيوش الإسرائيلية البديلة التي قامت في بداية الحرب بتدمير منظومات الدفاع الجوي السورية ووسائط إطلاقها ومنظومات التحكم والسيطرة والقيادة كي تكون السماء السورية مكشوفة لكن اليوم ثبت لدى كيان العدو عجزه عن تحقيق نجاح استراتيجي في الحرب وأن عليه أن يعيد حساباته”.
وتعليقا على تصريحات إسرائيلية عن صاروخ سوري طائش انزلق إلى ديمونا قال عباس: “هذا الكلام يثير الابتسامة والتساؤل في ذات الوقت فإذا كان صاروخ واحد طائش وصل إلى مفاعل ديمونة فكيف بعشرات إن لم نقل مئات الصواريخ التي قد تنهمر في لحظة معينة على كافة منظومات الدفاع الجوي للعدو لتغرقها بأصناف عديدة من وسائط التأثير الناري”.
وختم الخبير الاستراتيجي السوري حديثه لـ “سبوتنيك” بالقول: “هل فكر نتنياهو ووزير دفاعه والقيادات الإسرائيلية بالنتيجة اللاحقة لإمطار كيانهم بهذه الصواريخ الكثيفة؟ حين يصلون إلى هذه المرحلة لن يقولوا وقتها إن صاروخا طائشا وصل إلى ديمونة وبالعلم العسكري لايترك شيء للصدفة وبالتالي إن وصول الصاروخ السوري إلى محيط مفاعل ديمونة ليس بالصدفة بل هو تطور نوعي في وسائط القتال السورية وعلى العدو أن يدرك ذلك”.