موسم الترحيل إلى سوريا.. هل تسير ألمانيا على خطى الدنمارك؟
في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن قرار الدنمارك المتعلق بترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، تناقش وسائل إعلام ألمانية احتمال اتباع ألمانيا الآلية ذاتها وترحيل اللاجئين الموجودين لديها إلى بلادهم أيضاً.
“بماذا أخطأت”. سؤال طرحته السورية آية أبو ضاهر المهددة بالترحيل من الدنمارك في نداء متلفز انتشر في بدايات شهر نيسان/أبريل الجاري. النداء الذي وجهته آية، والدموع في عينيها، أثار المشاعر في الدنمارك حيث تعيش طالبة الثانوية العامة التي يصفها مدير مدرستها في نيبورغ ب”الطالبة الممتازة”. علمت آية، ذات التسعة عشر عاماً، قبل شهور من امتحان الثانوية العامة بأن تصريح إقامتها الذي انتهى في نهاية كانون الثاني/يناير لن يتم تجديده.
ومثلها، حرِم 94 حاملاً للجنسية السورية من التصاريح عام 2020، من أصل 273 حالة تمت دراستها بشكل فردي، حسب أحدث تقرير متوفر لوكالة الهجرة الدنماركية ويعود تاريخه إلى كانون الثاني/يناير الماضي. وقد وضع بعضهم في مراكز احتجاز للمهاجرين.
وشرعت الدنمارك، التي يعيش فيها حوالي 44 ألف سوري، منذ نهاية حزيران/يونيو 2020، في عملية واسعة النطاق لإعادة النظر في كل ملف من ملفات 461 سوريامن العاصمة السورية على اعتبار أن “الوضع الراهن في دمشق لم يعد من شأنه تبرير (منح) تصريح إقامة أو تمديده”. والقرار هو الأول من نوعه لدولة في الاتحاد الأوروبي.
ونشرت صحيفة “تسايت” الألمانية تقريراً أكدت فيه أن الحكومة الألمانية تعمل هي أيضاً على ترحيل لاجئين سوريين إلى بلدهم، وستبدأ بمرتكبي الجنايات الخطيرين، مشيرة إلى أنه بحسب التقديرات يعيش في ألمانيا آلاف من الأشخاص الواجب مغادرتهم البلاد حسب القانون.
ولفتت الصحيفة الألمانية إلى أنه في كانون الأول 2020 قرر مؤتمر وزراء داخلية الولايات الألمانية وقف قرار منع الترحيل إلى سوريا المعمول به منذ 2012.
وأكدت الصحيفة أنها حصلت على تقرير سري من 37 صفحة قدمته الخارجية الألمانية لوزارات الداخلية في الولايات، خلص إلى أن الترحيل إلى سوريا لن يكون متوافقاً مع اتفاقيات جنيف الخاصة باللاجئين.
وأشارت إلى أن عملية الترحيل تتطلب التواصل مع السلطات في دمشق لتنسيق الأمر، بيد أن ألمانيا ليس لديها علاقات دبلوماسية مع الحكومة هناك، غير أنه صدر في الأشهر الأخيرة تصريحات بإمكانية الترحيل إلى دول ثالثة كتركيا في حال موافقة الأخيرة.
وختمت صحيفة تسايت تقريرها: “ليس واضحاً بعد الخطط الملموسة لعملية الترحيل من ألمانيا، ولكن يبدو واضحاً من الآن أن الدنمارك لن تبقى وحيدة في هذه الخطوة، بالنسبة لألمانيا أيضاً لم يعد الترحيل إلى سوريا من المحرمات”.
يشار إلى أن مئات آلاف السوريين يعيشون في ألمانيا بعد الحرب التي اشتعلت في البلاد، حيث فتحت برلين عام 2011 باب اللجوء أمام السوريين وأعلنت عن استضافتها لهم كلاجئين، كغيرها العديد من الدول، في حين تشدد العديد من هذه الدول على ضرورة عودة السوريين إلى بلادهم بعد استقرار الأوضاع فيها.
إقرأ أيضاً: سوريا.. السماح بتسليم الحوالات بالدولار أو بالليرة