“إسرائيل هيوم”: الأسئلة الصعبة بعد إطلاق الصاروخ السوري
ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن الأحداث الأخيرة يجب أن تقلق “إسرائيل” لعدة أسباب، معتبرة أن ما حدث يمنح الثقة بالنفس للسوريين و الإيرانيين.
وقالت “كشفت التحقيقات الأولية التي أجريت يوم أمس (الخميس) في الجيش الإسرائيلي عن يقين تام من أن صاروخ أرض – جو الذي سقط في وقت متأخر من الليل في النقب لم يتم إطلاقه عمداً حتى يسقط على الأراضي الإسرائيلية، خلافاً للخشية الأولية من أن هذه كان محاولة مقصودة لضرب “إسرائيل”،
بل وربما المفاعل في ديمونا، أوضح أن الأمر يتعلق بانزلاق صاروخ مصمم لضرب طائرات سلاح الجو، واستمر في الطيران باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وتعتبر عمليات إطلاق الصواريخ هذه روتينية بعد الهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو في سوريا”.
وتابعت “ووقع مثل هذا الهجوم أول أمس أيضاً، حيث استهدف بشكل خاص أهدافاً نوعية في الساحة الشمالية.
ورد نظام الدفاع الجوي السوري بإطلاق نحو عشرة صواريخ من عدة أنواع نحو طائرات سلاح الجو التي نفذت الهجوم. أخطأت جميع الصواريخ الطائرات، لكن واحداً منها – SA-5، واصل الطيران باتجاه “إسرائيل” وسقطت شظاياه في النقب”.
وأضافت “هذا حدث استثنائي. وغالباً ما تدمر الصواريخ السورية نفسها في الجو وتهبط شظاياها في البحر. في حالة سابقة حدثت قبل حوالى 4 سنوات، أطلق صاروخ اعتراضي من طراز “حيتس” نحو صاروخ سوري استمر في التحليق باتجاه “إسرائيل”.
كما جرت محاولة أول أمس، لاعتراض صاروخ الأرض جو السوري، حيث تمّ إطلاق صاروخ اعتراضي باتجاه الصاروخ المهاجم، لكنه لم ينجح في إصابته”.
وتابعت “السبب الأول هو الحاجة الملّحة لمعرفة سبب فشل الاعتراض. هل يرجع ذلك إلى اختيار غير صحيح للصاروخ المعترض أم لأسباب أخرى، ويعتبر مسار طيران صاروخ أرض-جو تحدي خاص لأن الصاروخ يغير مسار رحلته أثناء الطيران ويتطلع باستمرار إلى “الحصول” على أهداف جديدة”.
وأضافت “على الرغم من أن نظام الدفاع الجوي لدى “إسرائيل” أكثر أنظمة الاعتراض تقدماً في العالم، فقد تمّ تطويرها للتعامل مع تهديد الصواريخ والقذائف الصاروخية، وهي مطلوب منها الآن الرد على التهديدات الجديدة أيضاً – من الصواريخ المجنحة (كروز) والطائرات المسيرة حتى الصواريخ ارض – جو.”
وأضافت “السبب الثاني هو الخوف من أن يعتقد أحد ما في سوريا أن هناك براءة اختراع جديدة هنا، ويبدأ عمداً في إطلاق صواريخ ارض جو في اتجاه الجنوب”.
وتابعت “صواريخ متطورة مثل تلك التي سقطت في النقب بمدى مئات الكيلومترات؛ هي بالواقع ليست دقيقة ولا يمكن توجيهها نحو إصابة هدف محدد، ولكن يمكن بواسطتها وبشكل إحصائي أن تثير جنون سكان “إسرائيل” وجباية ثمن في الأرواح والممتلكات”.
وقالت ان “السبب الثالث هو الثقة بالنفس التي قد تمنحها مثل هذه الأحداث للسوريين و الإيرانيين. .. قد تدفع الحادثة الأخيرة دمشق إلى الاعتقاد بإمكانية إقامة توازن ردع جديد مع”إسرائيل”. لذلك فإن تدمير البطارية التي أطلقت الصاروخ الذي سقط في البلاد (وبعض البطاريات الإضافية) هو أمر بالغ الأهمية ليس فقط لإحباط تهديد فوري، ولكن أيضاً لجباية ثمن والحفاظ على توازن الردع القائم”.
وأضافت “ومع ذلك، فإن السوريين سوف يملأون مخازنهم قريباً ببطاريات وصواريخ جديدة، بفضل روسيا، التي تواصل لعبتها في الساحة الشمالية. على الرغم من أن موسكو تدعي أن هذه الأسلحة مخصصة للدفاع عن النفس للحكومة السورية، إلا أنها قد تؤدي عملياً إلى تصعيد يحذر منه نفس الروس”.
وتابعت “لا تهدد بطاريات الصواريخ أرض جو المتقدمة طائرات سلاح الجو فحسب، بل تهدد جميع الطائرات المدنية في الساحة (بما في ذلك التي تطير من وإلى الأجواء الإسرائيلية)، واطلاق خاطئ قد يؤدي إلى تصعيد خطير.”
وأضافت “تمّ إرسال تحذيرات كثيرة بهذه الروحية إلى روسيا في السنوات الأخيرة، لكن يبدو أن إدارة موسكو تفضّل المكاسب المالية على أي اعتبار آخر. كما قد تسعى روسيا إلى حد ما إلى كبح ما تعتبره عدواناً إسرائيلياً في سوريا، أيضاً من أجل تعزيز موقعها كوسيط بين الطرفين”.
وقالت “لهذا السبب بالتحديد، وعلى خلفية الحادثة الأخيرة – وفي الوقت نفسه مسارعة القوى العظمى نحو تجديد الاتفاق النووي مع إيران – يجب على “إسرائيل” أن تقدم لسوريا حقائق ناجزة، وأن لا تسمح بتغيير قواعد اللعبة في الساحة الشمالية”.
وختمت “هذا أمر بالغ الأهمية لكل سبب ممكن ، حتى لو كان يتطلب تكثيف العمليات الهجومية في الفترة الحساسة الحالية”.
الميادين
اقرأ ايضاً:ماذا سيحدث في حال تم قصف مفاعل ديمونة؟