الجمعة , نوفمبر 22 2024

أين إسرائيل من استراتيجية بوتين في سوريا؟

أين إسرائيل من استراتيجية بوتين في سوريا؟

بينما تعتبر إسرائيل نفسها جزءاً من المعسكر الغربي، وحليفاً وثيقاً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإنها لا تنظر إلى روسيا باعتبارها خصماً. يعارض البلَدان العديد من القضايا الجوهرية في سياساتهما الشرق أوسطية، لكنهما يفضِّلان التركيز على أجندةٍ مقبولة.
وساهم مليون مواطن ناطق بالروسية رحلوا إلى إسرائيل بعد تفكُّك الاتحاد السوفييتي في تطوير علاقاتٍ شعبية مُكثَّفة بين إسرائيل وروسيا، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والثقافي.
ويعتز الإسرائيليون بالدور السوفييتي الروسي في هزيمة ألمانيا النازية ووقف الهولوكوست.
ويقدِّر الكرملين حديث الإسرائيليين علناً حول هذه المسألة، لأن هذا الانتصار يمنح روسيا مكانةً دوليةً حصرية، على الرغم من أن دور الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية هو حالياً موضوع مُتنازَع عليه بشدة بين موسكو ودول أوروبا الشرقية.
وفي الآونة الأخيرة اتَّخَذَت إسرائيل موقفاً حذراً من الانقسام الروسي الغربي بعد ضمِّ شبه جزيرة القرم عام 2014.
ولم تعمد إسرائيل إلى إدانة روسيا، ولم تنضم إلى العقوبات المفروضة عليها، وواصلت اجتماعاتٍ رفيعة المستوى مع المسؤولين الروس. ويقدِّر الرئيس بوتين تقديراً عالياً موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأدَّى قرار روسيا في عام 2015 بالتدخُّل رسمياً في الحرب السورية إلى خلق بيئةٍ استراتيجيةٍ وتشغيلية جديدة لإسرائيل.
وجعل كذلك من المسرح السوري قضيةً ثنائيةً أهم بين إسرائيل وموسكو. أصبحت القوات الروسية واقعاً ثابتاً على الحدود الجنوبية السورية في مرتفعات الجولان، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى منع وجودٍ عسكريٍّ طويل الأمد لإيران والفصائل التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني.
ورغم دعمهم للرئيس الأسد والقتال الى جانب إيران وحزب الله، فإن الروس لا يدعمون نشاطهم المعادي لإسرائيل.
وتُقدِّر تل أبيب الحياد النسبي لموسكو وغض الطرف عن الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا.
وتحرص كلٌّ من موسكو وتل أبيب على تقليص خطر وقوع اشتباكٍ مباشر من قِبَلِ جيوش كلٍّ منهما على غرار الحادث الذي وقع في عام 2018، حيث أسقطت بطريق الخطأ طائرة استطلاع روسية على متنها خمسة عشر ضباطاً في أعقاب غارةٍ جوية إسرائيلية، وأدَّى اتهام روسيا لإسرائيل بالمسؤولية عن الحادث إلى أزمةٍ كبيرة في العلاقة الثنائية.
قد تبدو العلاقات الإسرائيلية الروسية علاقة شراكة وثيقة، لكن هذا يتغاضى عن الخلافات العميقة حول مستقبل سوريا، والملف النووي الإيراني، ومبيعات الأسلحة الروسية للمنطقة، والقضية الفلسطينية.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تتخلَّ تماماً عن الأمل في أن نفوذ موسكو في سوريا قد يساعد على إخراج الإيرانيين منها، فإنها تعتمد بشكلٍ أساسي على نفسها، وتدعم الوجود العسكري الأمريكي هناك.
وتعتبر إسرائيل أن روسيا تبالغ في حماية خطوات إيران التصعيدية في تخصيب اليورانيوم وإنهاء حظر الأسلحة (حيث يسعى المجمع الصناعي العسكري الروسي إلى حماية حصته في السوق الإيراني).
وإضافةً إلى ذلك، فإن القدس لا تتماشى مع وساطة موسكو تجاه الفلسطينيين، وتأخذ في الاعتبار بشكلٍ أساسي الموقف الأمريكي.
وكالات