على فكرة هو واضح
في الحقيقة تُشكر وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على جهودها المبذولة في عقد تلك السلسلة المتواصلة من الندوات والاجتماعات مع السادة التجار، إن كان في غرفهم، أم في أي مكان آخر، من أجل شرح وتوضيح معاني المرسوم ( 8 ) لعام 2021 م، المتضمّن القانون الجديد لحماية المستهلك.
هذه المبادرات للوزارة تنضوي على كثير من الذكاء والمجاملات التي لا ينبغي أن تطول كثيراً، لأن الأمر لا يحتاج إلى هذا العناء كله، ونكاد نجزم أن الوزارة تدرك ذلك جيداً، فالقانون (على فكرة) واضح جداً، وهو أكثر وضوحاً عند التجار مما هو واضح عند الوزارة التي تبذل جهودها لإيضاحه لهم، فإن كانت الوزارة تعرف جانباً مما يحصل، فإن التجار يعرفون كل ما يحصل ويمارسون هذا الذي يحصل بأنفسهم، ولذلك هم يعرفون أشياء يفعلونها ما تزال خفيّة عن الوزارة.
فالاستغباء الذي يبديه (الأخوة التجار) ليس أكثر من مناوراتٍ للتملّص من الورطة التي وجدوا أنفسهم بها بعد صدور القانون، فتظاهروا بأنهم لا يعرفون ما الذي يحصل، وأنهم بحاجة إلى توضيح وشروحات، وهم (يا حرام) بريؤون جداً – كبراءة أخوة يوسف – الطيبين الذين لم يفعلوا شيئاً سوى أنهم رموه في البئر وعادوا لينسجوا حكاية ذئبهم الساذجة.
فهذا القانون الذي جاء ليطوّق البئر ومزاعمهم سوف يكشفهم على حقيقتهم مهما حاولوا التملّص من تبعاته، ثم لا ندري لماذا يحاولون التملّص ما دام لن يطالهم أبداً إذا كانوا بالفعل أبرياء بلا مخالفات ولا جرائم ..؟! إلاّ إن كانوا بهذه المحاولات يريدون القول صراحةً: لا داعي لهذه القساوة ودعونا نخالف.
هكذا هو المجرم دائماً يحاول أن يفلسف جريمته ويستخفّ بها ويموّهها عندما يُروّج لها بشكل غير مباشر على أنها فعل طبيعي لا يستدعي هذا كله، ليس من قبيل البراءة التي لا تتيح له معرفة الحقيقة، وإنما من قبيل التخفّي المكشوف والتأكيد على أنه سيمضي بجرائمه التي أدمن عليها… وبالفعل يكاد المريب أن يقول خذوني.
سنسيريا – علي محمود جديد
اقرأ أيضا: جمعية حماية المستهلك: التجار يسعّرون على دولار 4 آلاف ل.س