كو رو نا ينهي حياة رياض عصمت في أميركا.. كان يحلم بالعودة الى دمشق
وائل العدس – خبريات
شغل خلال مسيرته الإبداعية عدداً من المناصب، منها عميد للمعهد العالي للفنون المسرحية، ومعاون لوزير الثقافة، ومدير عام للإذاعة والتلفزيون، وسفير سوريا في قطر، وأخيراً وزير الثقافة عام 2010، كما كُرّم مرات عديدة ضمن مهرجانات مسرحية، في سوريا وخارجها.
هو الأديب والناقد والمسرحي الدكتوررياض عصمت، الذي توفي يوم 13 أيار/مايو عام 2020، بولاية شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية، إثر إصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز الـ73 عاماً.
ولد رياض عصمت عام 1947 في دمشق، ودرس في مدارسها وجامعاتها، حيث نال بكالوريوس في الأدب الإنكليزي عام 1968، وهو متزوج، وله ابنة وصبيان.
بدأت علاقته بالمسرح منذ أن شارك في العرض الجامعي بالإنجليزية لمسرحية شكسبير “جعجعة بلا طحن” عام 1967 من إخراج د. رفيق الصبان.
بعدها، بدأ بنشر مقالاته النقدية عن المسرح، ثم أخرج لطلبة معهد الحرية مسرحية “أنتيغون” لسوفوكليس عام 1972، و”هاملت” شكسبير عام 1973، ودرب الممثلين الهواة لصالح منظمتي الشبيبة والعمال.
قُدمت معظم مسرحياته في سوريا ودول عربية أخرى، منها لبنان والعراق وتونس وليبيا والسودان والقدس، خاصة “لعبة الحب والثورة” التي كان أول من أخرجها حسين الإدلبي لصالح مسرح دمشق القومي في دمشق عام 1975 ، وعرضت في مهرجان قرطاج بتونس.
وكذلك مسرحيته القصيرة “الذي لا يأتي” التي أخرجها لفرقة المسرح الجامعي الراحل فواز الساجر، وعرضت في مهرجان دمشق للفنون المسرحية عام 1976. ثم مسرحيته “عبلة وعنتر” لصالح مسرح دمشق القومي.
نال رياض عصمت دبلوماً عالياً في الإخراج المسرحي عام 1982، من جامعة كارديف في ويلز، وأخرج مسرحيته “ألف ليلة وليلة” بالإنجليزية لمسرح شيرمان الدائري، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية، لينال دكتوراه عن أطروحته حول تدريب الممثل عام 1988.
يحمل رياض عصمت عدداً من الدرجات العلمية، منها دكتوراه في الفنون المسرحية – الولايات المتحدة، دكتوراه في شكسبير – باكستان، ماجستير في الإخراج المسرحي – بريطانيا، بكالوريوس في الأدب الإنكليزي – سوريا، شهادة في الإخراج التلفزيوني – لندن.
ألّف 33 كتاباً بين مسرحيات وقصص ونقد، ومن أشهر مسرحياته: “لعبة الحب والثورة، الحداد يليق بأنتيغون، السندباد، ليالي شهريار، عبلة وعنتر، جمهورية الموز، بحثاً عن زنوبيا وماتا هاري”.
ومن أشهر كتبه النقدية: “بقعة ضوء، شيطان المسرح، البطل التراجيدي في المسرح العالمي، الصوت والصدى: دراسة في القصة السورية الحديثة، نجيب محفوظ: ما وراء الواقعية، المسرح العربي: حلم أم علم، ذكريات السينما”.
كما كتب رياض عصمت السيناريو والحوار، لعدد من التمثيليات والمسلسلات التلفزيونية، منها نصوص سيناريو ثلاثية “الفنان والحب” تأليفاً وإخراجاً، إنتاج التلفزيون العربي السوري 1985، وسباعية “أوراق امرأة” سباعية عن نص لهدى الزين، إنتاج التلفزيون العربي السوري عام 1986، و”تاج من شوك” 23 حلقة مستلهم عن شكسبير، إنتاج عام 1997، ومسلسل “جلد الأفعى” عام 1998.
عام 2012، غادر رياض عصمت سوريا، وإستقر في الولايات المتحدة الأميركية، وتفرغ بشكل أكبر للجانب الأكاديمي، فعمل أستاذاً زائراً في عدد من جامعاتها، وإلتفت لكتابة مقالات الرأي مع أحد المواقع وبقي يعيش هناك مع عائلته حتى وافته المنية.
بين علاقات قديمة وأخرى جديدة، وبين كونه مدرّساً وكاتباً ومخرجاً وإدارياً، حفلت مواقع التواصل الإجتماعي ببيانات ومنشورات نعت رياض عصمت، متحدثة عن مسيرته وأعماله، ومتناولة مواقف عايشها سوريون كثر معه، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
وكتب وزير الثقافة السوري الأسبق رياض نعسان آغا في نعي صديقه، الذي يعرفه منذ خمسين عاماً، واستمر بالتواصل معه حتى لحظاته الأخيرة: “قد كنت أوثر أن تقول رثائي”، وتحدث عن أمنياتهما الدائمة بالعودة إلى دمشق وجلساتهما المفعمة بالمحبة فيها، وأضاف: “لكن الموت بفيروس لا نراه اقتحم صدره الرحب وخطفه وأفجعنا به”.