الخميس , أبريل 25 2024
الأسد ضرورة ملحة.. لهذه الأسباب لن تمنع الولايات المتحدة الانفتاح العربي على دمشق

الأسد ضرورة ملحة.. لهذه الأسباب لن تمنع الولايات المتحدة الانفتاح العربي على دمشق

الأسد ضرورة ملحة.. لهذه الأسباب لن تمنع الولايات المتحدة الانفتاح العربي على دمشق

من الواضح أن سوريا ليست على قائمة أولويات السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن، الذي لم يذكر سوريا بعدُ في أي خطاب رسمي بعدَ أول مائة يوم من توليه المنصب.

علاوة على ذلك، في البيان الرسمي الأول بعد الاجتماع الوزاري لمجموعة السبع في لندن الأسبوع الماضي، لم يكن هناك أي ذكر للانتقادات التي استخدمها مسؤولو إدارة ترامب بشكل روتيني فيما يتعلق بتطبيع الدول العربية مع دمشق.

على الرغم من المناشدات المنتظمة من المعارضة السورية للدول العربية بعدم التواصل مع الرئيس الأسد، حدث فعلياً العكس، لقد كان هناك تصاعد بطيء ولكن مطرد في الدول العربية التي تواصلت مع دمشق وحتى ساعدتها بفاعلية، فقد انتقدت الإمارات العربية المتحدة علناً قانون قيصر، في بيان صدر مؤخراً جاء فيه: “قيصر لا يساعد الجهد الإقليمي لدعم سوريا”.

كما عززت زيارة الوفد الأمني السعودي الأخيرة إلى دمشق التكهنات بزيادة الدعم العربي المدعوم من الروس وحتى بعض الدول الأوروبية.

الصحفي السوري المقيم في لندن “إبراهيم حميدي”، الذي لديه تواصُل مع معظم المسؤولين الغربيين المتعاملين مع سوريا، كتب: “الفرنسيون ذهبوا إلى حد الضغط على الولايات المتحدة لاستبعاد الإدانة العلنية للتقارب العربي مع الأسد”.

لبنان مهم للغاية بالنسبة للسعوديين،ـ ويرفضون فشل مساعيهم فيها؛ فقد كان السعوديون محبطين للغاية عندما شاهدت الرياض إيران ترسخ مصالحها في بيروت.

وغالباً ما يوصف لبنان، بطريقة مبتذلة للغاية، بأنه ملعب لملوك الخليج الأغنياء، ومع ذلك، فإن أهميتها بالنسبة للمملكة العربية السعودية كانت حتى قبل التاريخ الذي بدأ فيه الأمراء السعوديون التردد على الحياة الليلية في بيروت.

وفي كتاب الراحل “باتريك سيل” وعنوانه “النضال من أجل الاستقلال العربي” كتب روايات عن كل من القيادة السعودية والسورية، وعن أهمية القوميين العرب الأوائل ومعركتهم ضد العثمانيين والفرنسيين.

كانت المملكة العربية السعودية مشاركاً نشطاً في السياسة في بيروت منذ معارضة ابن سعود لمزيد من الانقسامات في سوريا التاريخية (سوريا الكبرى) خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عارض السعوديون المزيد من ترسيخ أفكار الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر في لبنان، وبدلاً من ذلك فضلوا السيادة السورية على البلاد، وبعد وصول حافظ الأسد إلى السلطة في سوريا، فضّل السعوديون بانتظام السياسات السورية في لبنان، حتى لو كان ذلك يعني إعطاء اليد العليا لخصم أيديولوجي.

وبعد خروج إسرائيل من لبنان عام 2000 ، تخلت الرياض مراراً وتكراراً عن خلافاتها مع دمشق وعملت مع الرئيس بشار الأسد كما فعلت مع والده.

ويشير الخبير الاقتصادي السوري “عامر الحسين” أيضاً إلى الدعم الرئيسي الذي قدمته المملكة العربية السعودية للنظام المصرفي السوري والاقتصاد السوري على الرغم من الاختلافات السياسية بعد عام 2005 حيث قال: “لا يزال العديد من هذه البنوك السعودية يعمل داخل سوريا اليوم، وهناك عدد كبير من المغتربين السوريين في المملكة العربية السعودية يسافرون بانتظام إلى دمشق للمشاركة بشكل غير مباشر في دعم الاقتصاد”.

ويدرك السعوديون أنهم بحاجة إلى دعم سوري لتحقيق التوازن بين الإيرانيين في كل من لبنان والعراق. وقد كان كتب “باراك بارفي” من قبل في “ناشيونال إنتريست” عن خلافات واضحة بين سوريا وإيران عندما يتعلق الأمر بالشؤون الإقليمية على الرغم من الشراكة الأمنية القوية التي لا يمكن إنكارها.

كما كتب في كتاب “الحرب على الصخور” عن عدم اتباع سوريا لإيران بشكل أعمى في الواقع، في العراق ولبنان، دعمت سوريا على الدوام الجماعات المعارضة لطموحات طهران، في مذكراته التي نشرها مؤخراً ، يدخل وزير الخارجية السوري السابق ونائب الرئيس عبد الحليم خدام، يمكن القول: إنه قبل هذه الحرب بدعم سعودي، حافظت دمشق على توازُن للتأكد من أن لبنان لا ينحدر بالكامل إلى السيطرة الإيرانية، الآن قد يرغب السعوديون في تكرار ذلك، كما يرى الكثيرون في لبنان والولايات المتحدة تجدُّد النفوذ السوري في لبنان.

خيارات الولايات المتحدة محدودة

إلى جانب فرض عقوبات على سوريا والضربة الجوية، لم يكن لدى إدارة ترامب سوى القليل من وسائل السياسة بشأن سوريا، حتى الآن، لم يعين بايدن مبعوثاً لسوريا ولا يزال يراجع خياراته.

وقد قال كميل ألكسندر أوتراكجي، المتخصص في المفاوضات الأمريكية السورية في عهد حافظ الأسد ، إنه:

“شهد لبنان عدداً من محطات التحدي الغربي للنفوذ السوري في لبنان، وتحاول الولايات المتحدة وعدد من حلفائها توسيع أهدافها على حساب موقع سوريا في لبنان، لكنهم في نهاية المطاف لجؤوا إلى سوريا.

كان للسفير الأمريكي “جيف فيلتمان” تأثير لا مثيل له على قادة لبنان، ومع ذلك، لم يستطع السيد فيلتمان الحفاظ على سيطرته على القيادة اللبنانية بعد عام 2009، فكان ميزان القوة لصالح دمشق دائماً في لبنان، سواء كانت سوريا ضعيفة أم قوية، فهي دوماً مكوّن طبيعي لهذا التوازن.

هذا شيء لاحظه باتريك سيل، وهو يتكرر الآن مرة أخرى حيث يتحدث العديد من السياسيين اللبنانيين عن عودة النفوذ السوري إلى لبنان، تفضل العديد من الدول العربية سوريا ونفوذها في لبنان على النفوذ الإيراني.

أوقفت كل من السعودية والإمارات تهديد الولايات المتحدة للأسد بعد سقوط صدام مباشرة، إنهم الآن يساعدون سوريا بنشاط مرة أخرى، وقد استهزأت الإمارات مسبقاً بالولايات المتحدة بشأن قانون قيصر.

أيضاً لا يزال التقارب التاريخي بين سوريا واليونان وأرمينيا قوياً حيث وفرت سوريا المأوى لليونانيين والأرمن الذين طُردوا من الأراضي العثمانية.

إن رد دمشق على الطموحات التركية في المنطقة لا يؤدي إلا إلى تعزيز هذه العلاقات، والتي ستكمل الاتفاقية الأمنية الأخيرة للدول العربية مع اليونانيين.

يتم اللجوء إلى سوريا لمواجهة تركيا وإيران في بلاد الشام في معظم العواصم العربية، لطالما أظهر التاريخ أن دمشق تتغلب على فترات العزلة المنتظمة.

إذاً: ستعاني الولايات المتحدة لمنع الدول العربية من إعادة إشراك الأسد كجزء من مصفوفة الأمن الإقليمي.

إقرأ أيضاً: توقعات فلكية مفاجئة حول سوريا.. رفع للعقوبات وانسحاب الولايات المتحدة بعد تخليها عن الاكراد

ناشيونال انترست