في دمشق.. أم تعرض كليتها للبيع لسداد ديون ابنها!
نعم هي الصدفة التي جمعتني بالسيدة (ل.د) عندما خرجت من مخبر التحليل والدموع تحفر وجنتيها.. قبل أن أسألها بفضولنا الصحفي عن مصابها لتقول: لم أكن أتوقع أن تعاندنا الحياة إلى هذه الدرجة..
ديون أثقلت ولدي جراء الوضع المعيشي المتردي الذي بات يحاصرنا منذ سنوات بعد أن دمر منزلنا في ريف دمشق.. ولنستأجر منزلاً في ضواحيها..
تصمت قليلاً وكأنها ترتب أفكا ها لتستطرد قائلة: ولدي يعاني من سمنة مفرطة وصعوبة بالحركة.. وهذا مادفع رب عمله لطرده من العمل.. منذ نحو السنة ونيّف اضطررنا إلى إستدانة مبلغ من المال لنتدبر به أمورنا المعيشية..فأعطانا صاحب الدين ليرتان ذهبيتان واشترط علينا إعادتها بنفس القيمة..ثمن الليرتان لم يكن يتجاوز الخمسمائة ألف ليرة سورية، واليوم وصل ثمنها إلى أكثر من مليونين ونصف المليون ليرة سورية.. لقد تقطعت بنا السبل لإعادتها، حتى رأيت ذلك الإعلان الذي يطلبون فيه كلية لمريض زمرة دمه تطابق زمرة دمي.. ولكن اشترط علي صاحب الطلب أن أقوم بتحليل الأنسجة على حسابي قبل إتمام صفقة بيع كليتي له، لأفاجأ أن التحليل يكلف 300 ألف ليرة سورية لا أملك منها ولا عشرة آلاف…
حتى وإن قمت بإستدانة هذا المبلغ فقد يذهب أدراج الرياح إن لم تكن نتيجة التحاليل مطابقة لأنسجة المريض..
هي صورة من الصور التي وصل إليها الحال المعيشي المتردي إلى القاع.. فالحياة غدت خاضعة لقانون الغاب، فلا الأعراف ولا القيم ولا الأخلاق بقي لها رصيد أو قيمة فيها.
تساؤلات مشروعة
هل وصلنا إلى هذه المرحلة من الإنهيار الاقتصادي والمعيشي على صعيد الأسرة؟
هل ستصبح تجارة الأعضاء البشرية هي السوق البديلة كحل للخلاص من الأزمات الاقتصادية التي تحاصرنا؟..
وإلى أين سيصل بنا المطاف؟
المشهد