ميليشيا الجيش الوطني تمنع المسلحين الخارجين من القنيطرة من دخول ريف حلب
شهد معبر “أبو الزندين” الذي يفصل بين مناطق الدولة السورية من جهة، ومناطق سيطرة مسلحي تركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي من جهة ثانية، سلسلة من الأحداث المتتالية التي تزامنت مع وصول دفعة من مسلحي ريف القنيطرة، إلى المعبر تمهيداً لإدخالهم مناطق النفوذ التركي في شمال حلب.
وفي تفاصيل ما جرى عند معبر “أبو الزندين”، فإن قافلة تضم نحو /30/ من المسلحين وعائلاتهم الذين تم ترحيلهم من ريف القنيطرة إلى ريف حلب الشمالي، وصلت ليل الخميس الماضي إلى المعبر تمهيداً لإدخالها إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة مسلحي تركيا، إلا أن مسلحي “فرقة السلطان مراد” التركماني، المسؤولين عن المعبر، منعوا دخول تلك القافلة ووضعوا العديد من العراقيل أمام دخولها، الأمر الذي استمر إلى حلول ظهر اليوم التالي.
وفي ظل ما يجري في المعبر، سارعت بعض الفصائل المسلحة الموالية لتركيا إلى التدخل، وأرسلت عدداً كبيراً من مسلحيها إلى “أبو الزندين” للوساطة الهادفة إلى إدخال قافلة مسلحي ريف القنيطرة، إلا أنه وبعد وصول تلك المجموعات من المسلحين، وخاصة مسلحي “الجبهة الشامية”، بدأت حرب المكاسب بإغوائهم للسيطرة على المعبر بدلاً من “السلطان مراد” بغية تقوية نفوذهم وزيادة المكاسب والواردات الضخمة التي يأتي بها المعبر يومياً.
وفي ظل نية “الشامية” تحقيق مبتغاهم، سرعان ما تطور نقاشهم مع “السلطان مراد” حول إدخال مسلحي ريف القنيطرة، إلى الاشتباكات المباشرة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لتدور ضمن منطقة المعبر، اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من مسلحي الطرفين، دون أن يتم تسجيل أي إصابات في قافلة ريف القنيطرة.
واستمرت الاشتباكات بين الجانبين لنحو ساعة كاملة، وسجلت شراسة كبيرة من قبل مسلحي “الجبهة الشامية” في ذلك الصراع كونه سيحقق لهم الهدف الكبير المتمثل في السيطرة على معبر “أبو الزندين” وبالتالي استجرار المكاسب المالية الضخمة منه، إلا أن قوات تركية خاصة إلى جانب أرتال من مسلحي “الشرطة العسكرية” المدربة تركياً، تمكنوا من فرض وقف القتال بين الطرفين وإعادة الهدوء إلى منطقة المعبر مساء أمس.
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، أكدت مصادر “أثر” من ريف حلب الشمالي الشرقي، أن قافلة مسلحي ريف القنيطرة، تمكنت من دخول المعبر بعد ضغط تركي، وتم نقل جميع من كان فيها إلى مدينة الباب، كمرحلة أولى، حيث تشير التوقعات إلى احتمالية نقلهم في المرحلة القادمة إلى منطقة عفرين، وفق ما جرت عليه العادة من قبل تركيا.
كما أكدت المصادر بأن ما جرى في المعبر، انعكس بشكل مباشر على الأوضاع في منطقة الباب بشكل عام، حيث ما تزال تسجل حالة من التوتر الأمني والاستنفار الكبير لدى مختلف فصائل مسلحي تركيا، تحسباً لأي تجدد في القتال، أو لأي هجوم جديد قد ينفذه مسلحو الشامية نحو معبر “أبو الزندين” باستخدام ذريعة الثأر لمصابيهم.
وتشهد مناطق سيطرة مسلحي تركيا بشكل عام، صراعات مستمرة فيما بين مختلف الفصائل، ضمن إطار تحقيق المزيد من المكاسب التي دائماً ما تكون على حساب المدنيين، وفرض الأتاوات والضرائب الباهظة عليهم، عبر المعابر والممرات، وحتى من خلال الحواجز التابعة لهم، والمنتشرة على مداخل ومخارج كافة المدن الخاضعة لسيطرتهم.
زاهر طحان ـ أثر برس
إقرأ أيضاً:مقتل عقيد سوري منشق في الشمال السوري