200 ألف سوري بالأردن مهددون بفقدان المساعدات الغذائية
يعاني أكثر من 200 ألف مواطن سوري متواجدون في “الأردن”، من تهديد خطر فقدان المعونات الغذائية، التي تمنحها المنظمات الإنسانية عادة مع نهاية شهر أيار الجاري، بالإضافة لاحتمالية إيقاف برامج مساعدات إنسانية مهمة أخرى.
توقعات أطلقها موقع “سوريا على طول”، مستنداً فيها على التقرير الذي أعدته وزارة التخطيط والتعاون الدولي في “الأردن”، والتي بينت أنه حتى 31 آذار الماضي، تم تأمين ما نسبته 1.6% فقط من مبلغ 2.4 مليار دولار المطلوب لتنفيذ خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية،
علماً أنه يتم تحديث الوضع التمويلي بشكل ربع سنوي، موضحاً أن النسبة السابقة تبدو ضئيلة بشكل كبير مقارنة بما تم تأمينه من تمويل خلال السنوات السابقة، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تواصل معها الموقع وأنه مع نهاية العام 2020، تم دعم خطة الاستجابة الأردنية بمبلغ يزيد عن 1.1 مليار دولار، أو ما يعادل نسبة 49% من التمويل المطلوب لذلك العام.
برنامج الأغذية العالمي يعاني من نقص حاد في التمويل وهذا سيؤثر على قدرته على تقديم المساعدات الغذائية لأكثر من 500,000 مستفيد سوري شهرياً، واستطاع تأمين تمويل حتى نهاية أيار الحالي، إلا أنه ما يزال بحاجة إلى 64 مليون دولار لتلبية الاحتياجات المتوقعة، وفق ما ذكرت “دارا المصري”،
المتحدثة الإعلامية باسم برنامج الأغذية العالمي في “الأردن”، مشيرة إلى مساعدات برنامج الأغذية العالمي هي المصدر الوحيد حالياً لـ16% من العائلات، وتؤمِّن نحو 60% من متوسط دخل الأسرة اللاجئة، وأنه بالنظر لكيفية تدهور وضع الأمن الغذائي للعائلة حتى مع تلقي المساعدات من برنامج الأغذية العالمي، فإن عواقب نقص التمويل على تلك العائلات ستكون وخيمة.
بدورها منظمة اليونيسف التي تتولى توفير خدمات المياه والصرف الصحي في المخيمات، حذرت من أنها قد تضطر إلى تقليص خدماتها في المخيمات بحلول حزيران المقبل بسبب فجوة تمويلية قدرها 9.2 مليون دولار، إلا أن ممثلة المنظمة بالأردن “تانيا شابويزات” ذكرت أن الأولوية تتركز في تأمين الخدمات بالمخيم، لأولئك الأكثر ضعفاً وستستمر بعدها في كل المخيمات.
المتحدثة باسم مفوضية الأمم لشؤون اللاجئين في “الأردن” “ليلي كارلايل”، بددت المخاوف من قطع المساعدات جذرياً ضمن برنامجها حيث حصلت على تمويل بنسبة 22%، وهو “بالكاد” يتماشى مع السنوات السابقة، حسب تعبيرها، «و هو ليس بالمبلغ الضخم، إلا أنه كافٍ حالياً»، متوقعة أن تتلقى المفوضية تمويلاً أكبر خلال الأشهر المقبلة، منوهة بأن جائحة كورونا أسفرت عن عبء إضافي حيث ينصب تركيز المانحين الحكوميين المعتادين على سكان بلادهم وبذلك يقللون ميزانيات المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن جميع الوكالات ستقوم بإعادة النظر في كيفية إعادة ترتيب أولويات التمويل الذي نملكه للأنشطة الجوهرية، عوضاً عن تطبيق برامجها جميعها.
مديرة قسم المناصرة والتواصل في منظمة “الرؤية العالمية” (World Vision)، “ألكسندرا ماتي” أشارت إلى وجود عدم التزام فعلياً حيال الأزمة السورية وهذا يدعو للقلق حسب تعبيرها موضحة أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة خفضتا حجم تمويلهما للأزمة السورية بمجملها في مؤتمر بروكسل الخامس، وأنه تم تمويل الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز قدرتهم على الصمود (3RP) بنسبة 9.3% فقط. وهذه الفجوة سينعكس تأثيرها على جميع البلدان التي تشملها الخطة، بما فيها “الأردن”.
ولفتت إلى أن مانشهده منذ بداية كورونا هو الارتفاع الحاد في حجم المخاطر الذي يتعرض له الأطفال وعمالة الأطفال، لاسيما التسرب من المدارس وعدم قدرة الأطفال على الحصول على التعليم الأساسي بسبب نقص التجهيزات التقنية وضعف كفاءة المعلمين للتعلم عن بعد، مؤكدة أن القطاع التعليمي هو من ضمن القطاعات الأكثر تضرراً بجائحة “كوفيد-19”، إضافة لما يعانيه العاملون بنظام المياومة في القطاع غير الرسمي وهو القطاع الأكثر تأثراً بالإجراءات الوقائية المفروضة لاحتواء الوباء.
إقرأ أيضاً:استبعاد نجاد ولاريجاني من خوض انتخابات الرئاسة الإيرانية