السبت , نوفمبر 23 2024
تحوّلات في سوريا تسابق الإنتخابات

تحوّلات في سوريا تسابق الإنتخابات

تحوّلات في سوريا تسابق الإنتخابات

لا تشبه الإنتخابات السورية التي تجري حالياً ما حصل عام 2014. تغيّر المشهد جذرياً: كانت ​سوريا​ سابقا في قلب عاصفة الحرب، بينما هي الآن تطوي صفحات المعارك العسكرية، وتمر ب​الأزمة​ الإقتصادية نتيجة أسباب عدة، أبرزها الحصار المفروض عليها وقيود قانون “قيصر”.

لم تكن مناطق أساسية قادرة على المشاركة سابقا في الاستحقاق الدستوري، لكنها باتت اليوم فاعلة أساسية في الإنتخابات، كحال حلب وارياف دمشق و​دير الزور​ وحمص ودرعا التي كانت تتواجد فيها مجموعات مسلحة منعت في عام 2014 كل ما يتعلق بمظاهر ​الدولة​. بينما سارعت تلك المناطق الى استباق يوم الاستحقاق بتنظيم فعاليات شعبية ومسيرات واحتفالات عمّت مختلف المناطق تأكيدا على الإنتصار لمنطق الدولة وعودة تلك المساحات الى حضن المؤسسات الشرعية.

فلنأخذ مثلين لا غير، للبناء عليهما كنموذجين لما يجري في سوريا حالياً: منطقة جبلة في الساحل السوري، ومنطقة دوما في ​ريف دمشق​، شهدتا كما كل المناطق السورية مسيرات وفعاليات شعبية انتصارا لمفهوم الدولة.

لماذا دوما وجبلة مثلين؟.

دوما كانت معقل المسلحين المتطرفين خلال سنوات الحرب.

جبلة كانت إحدى المناطق التي قدمت كل عائلة فيها أكثر من شخص في ​الجيش​ العربي السوري على مذبح الوطن أثناء المعارك ضد الارهابيين.

حاليا، خرج اهالي المنطقتين في مسيرات متشابهة، يرددون ذات الشعارات ويحملون ​العلم السوري​ الواحد، وصور رئيسهم.

ماذا يعني ذلك؟

تؤكد المشاهد في المنطقتين المذكورتين أنّ السوريين يطوون صفحة الحرب ويفتحون صفحة الوحدة الوطنية من خلال لم الشمل واعلان مواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها السوريون جراء العقوبات وتداعيات الأزمة الميدانية طيلة عشر سنوات مضت.

تتسارع المستجدات السورية في ظل إنفتاح عربي تجاه دمشق. ويُتوقع أن يجرّ الإنفتاح المذكور دعماً خليجياً لسوريا التي تعود تدريجيا الى لعب دورها الإقليمي.

تتقدم المملكة العربية ​السعودية​ نحو دمشق لفتح صفحة جديدة، بعد ان جاءت زيارة وفد امني الى سوريا خلال الاسابيع الماضية، تبعها أمس اشارة في السياق ذاته تجلّت بسفر وزير السياحة السورية محمد رامي مرتيني الى ​الرياض​، تلبية لدعوة ​وزارة السياحة​ السعودية للمشاركة في أعمال الاجتماع السابع والأربعين للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط الذي يقام في السعودية.

لم تكن تلك الزيارات لتحصل لولا القرار السعودي-السوري بتدشين مرحلة إعادة العلاقات الطيبة بين الرياض ودمشق.

كل المؤشرات رسختها مواكبة اعلامية للانتخابات السورية بعكس الإنتخابات الرئاسية السابقة، بوجود وفود أميركية أوروبية وروسية، بعكس المواقف التي تٌطلق غربياً في العلن.

ومن هنا يمكن الجزم ان دمشق تفتتح مرحلة جديدة ستكون اسرع مما يظن حلفاء واصدقاء وخصوم سوريا. فلننتظر.

عباس ضاهر – النشرة

إقرأ أيضاً:دمشق تستعد وادلب تحضر سيناريوهاتها