تركيا تحذّر فصائلها من “اجتياح” عسكري قريب لمحافظة إدلب
أعرب مسؤولون في المجموعات المسلحة التابعة لتركيا عن تخوفهم من شن عملية عسكرية من قبل الجيش السوري لاستعادة
محافظة إدلب بالكامل، مشيرين إلى أن أنقرة طلبت منهم البقاء على أتم استعداد، كما أكدت مصادر لـ”أثر” عن وجود تحركات
عسكرية ومتغيرات تُنذر بأن تصعيداً عسكرياً قد تشهده تلك المنطقة.
وحول تلك التحركات التي تشهدها المنطقة أفاد الصحفي رضا الباشا من حلب في حديث مع “أثر” بأن حركة الطيران في ريف
حلب الغربي تشهد تغيراً لافتاً، مشيراً إلى أنها “تركز على منطقتين الأولى هي عفرين في ريف حلب الشمالي، والثانية ريف
حلب الغربي بالقرب من سراقب (وهي منطقة تعتبر تابعة لإدلب في الخارطة العسكرية)، إلى جانب تحركات عسكرية لافتة من
قبل القوات الرديفة للجيش في هذه المنطقة، ما يوحي باحتمالية حدوث تصعيد عسكري، لكن التحركات لا تشير بأن هذا التصعيد
يمكن أن يكون قبل 3 أشهر على الأرجح”.
وأشار الباشا إلى أن هذا التصعيد في حال حدوثه فسيكون مختلفاً عن معركة عام 2020، لافتاً إلى أن الدعم الروسي فيها لم
يكن مطلقاً، نتيجة الضغوطات الأمريكية والأوروبية، أما اليوم ونتيجة التوترات القائمة بين روسيا وتركيا، وروسيا وأمريكا فمن
المستبعد أن تخضع موسكو لهذه الضغوطات، لهذا فمن الطبيعي أن تستشعر تركيا الخطر في إدلب، مضيفاً أن “ما حدث في
الانتخابات الرئاسية في سوريا، سيعزز موقف دمشق بعدم قبول أي ضغط أو وساطة من قبل روسيا لتقديم تنازلات لأنقرة أو
غيرها على حساب الدولة السورية”.
من جهتها، نقلت صحيفة “القدس العربي” عن قيادي في “الجيش الحر” التابع لأنقرة مصطفى بكور، قوله: “الواجب ألا نطمئن
على إدلب والشمال بشكل عام” مشيراً إلى أن “مصير ما تبقى من المنطقة يخضع وبشكل كامل التفاهات الدولية وخاصة
التفاهمات الروسية-التركية، ولا يمكن إنكار الدور الأمريكي فيها” حيث تم الكشف سابقاً عن توافق أمريكي-تركي للعمل على
إضفاء الشرعية على وجود “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاءها)” في إدلب والحفاظ على حالة التوتر في المحافظة.
وأضاف بكور أن “المنطقة قد تشهد تصعيداً كبيراً للقصف الجوي والأرضي من قبل الروس والجيش السوري خلال الأسابيع المقبلة،
وتحديداً قبل القمة الروسية – الأمريكية المقررة في 16 حزيران المقبل، كوسيلة من قبل الروس للضغط على الموقف الأمريكي
لتقديم تنازلات معينة في سوريا أو في أماكن أخرى من العالم”.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر قيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لتركيا أن هناك معلومات تُفيد باحتمالية قيام الجيش
السوري بتصعيد عسكري في جبهات الساحل السوري.
ووفق المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن المجموعات المسلحة رصدت مؤخراً تحركات من جانب الجيش السوري في
جبهات الساحل، قائلاً: “بشكل عام، قد تبدأ المعركة في إدلب في وقت قريب”.
كما نقلت “القدس العربي” عن مصادرها أن تركيا وجّهت تحذيرات للمجموعات التي تدعمها في إدلب، بضرورة التحضر لجولة
جديدة من التصعيد، وقالت الصحيفة أن “المصادر أكدت أن الأتراك أبلغوا الفصائل بأن هناك حملة اجتياح مرتقبة للجيش السوري
وروسيا على ما تبقى من إدلب في الفترة التي تلي انتخاب الأسد”.
أثر برس