أمهلت العشائر العربية في منطقة منبج في ريف حلب الشرقي، تنظيم”قسد” الموالي للجيش الأمريكي حتى يوم السبت المقبل للخروج بشكل كامل من المدينة ومحيطها، وتسليم إدارتها لأبنائها حصرا.
كما دعت العشائر خلال اجتماع طارئ عقدته في ريف المدينة، جميع أبنائها المنضوين في تنظيم “قسد”، بالانشقاق عنه بشكل فوري.
وأفاد مراسل “سبوتنيك” شمال شرقي سوريا، أن القبائل والعشائر العربية في منطقة منبج وريفها شرقي حلب، يعقدون اجتماعاً مفتوحاً في قرية (رسم المشرفة– مزرعة الكرامة) في ريف منبج، اليوم الخميس 3 حزيران / يونيو، بضيافة عشيرة البوسلطان – البكارة، وذلك للتأكيد على مطالبهم المتركزة على خروج تنظيم “قسد” من منطقتهم.
وبيّن المراسل أن تنظيم “قسد” مدد حالة حظر التجوال الكامل على مدينة منبج لمدة 48 ساعة جديدة وذلك بعد فشله بقمع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية والعشائرية المستمرة لليوم الرابع على التوالي والتي راح ضحيتها 7 مدنيين قتلوا برصاص مسلحي التنظيم، وإصابة ما يقارب 30 شخصاً بينهم أطفال، من أبناء عشائر البومنا والبو سلطان وغيرهما من العشائر العربية.
وفي تصريح لـ”سبوتنيك”، أكد الشيخ (شيخ إبراهيم عبد المولى البكوري)، أحد وجهاء قبيلة البكارة العربية في منطقة منبج وريفها، أن العشائر العربية حددت مطلبها بشكل مباشر وغير قابل للنقاش مع أي طرف، وهو ضرورة خروج تنظيم “قسد” من منطقة منبج العربية بريف محافظة حلب الشرقي، وذلك بعد فشلها بإدارة المنطقة منذ خمسة أعوام مستمرة.
وقال الشيخ البكوري إنهم حددوا يوم غد الجمعة يوماً للغضب والخروج بالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية في مدينة منبج بعد صلاة الجمعة، للمطالبة بخروج تنظيم “قسد” ومسلحيه من المنطقة وخروج جميع الغرباء من منطقتهم وإيقاف عمليات السرقة والنهب التي تقوم بها ميليشيات “قسد” بالتعاون مع الاحتلال الأمريكي من سرقة للنفط والغاز والقمح وثروات الشعب السوري.
ووجه الشيخ البكوري الذي يجتمع لدى قبيلته مجموعة كبيرة من وجهاء العشائر العربية، كلامه لقيادات تنظيم “قسد” الكرد ومن الصف الأول بأنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم المحقة حتى يعيدوا أبناءهم الشهداء إلى الحياة أو يفسرون لهم بأي ذنب قتلوا بالرصاص الحي على صدروهم ورؤوسهم.
وتابع الشيخ البكوري: “هذه هي الديمقراطية التي صرعتم رؤوسنا بها هي قتل المدنيين العزل الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة”، مؤكداً بأن جميع أبناء العشائر سيكونون مشاريع شهادة حتى تحقق مطالب المظاهرات والاحتجاجات العشائرية والشعبية.
وبيّن شيخ عشيرة البوسلطان– البكارة أن وجهاء وأبناء العشائر العربية منحوا تنظيم “قسد” مهملة حتى ظهر يوم السبت المقبل للخروج بشكل كامل ونهائي من منطقة منبج دون أي شروط مسبقة، وذلك لكي لا تتحول المظاهرات والاحتجاجات إلى انتفاضة مسلحة.
وجدد الشيخ البكوري دعواته إلى جميع أبناء القبائل العربية بضرورة الانسحاب والانشقاق من صفوف تنظيم “قسد” بشكل فوري، كما دعا التجار والميسورين لتبني جميع الشبان الذين انشقوا من صفوف التنظيم أو من سينشق ولو لعدة أشهر حتى يستطيع مساندة أسرهم وذويهم بعد إيقاف رواتبهم من قبل “قسد”.
وندد الشيخ البكوري بالذين يسمون أنفسهم وجهاء وشيوخ عشائر الذين اجتمعوا مع قيادات تنظيم “قسد” وخرجوا ببيان أقل ما يقال عنه بيان العار، والذي أكد فيه التنظيم إلغاء التجنيد القسري في منبج وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الشعبية خلال الأيام الماضية، وكأنت مطالب الشبان هي إلغاء التجنيد أو توفير المازوت والبنزين، بل مطالب العشائر وأبنائها هي كرامتهم وإخراج الغرباء من ديارهم وديار أجدادهم كما فعلوا مع الفرنسيين والعثمانيين.
وتشهد مناطق سيطرة تنظيم “قسد” شمالي وشرقي سوريا، حالة من الغضب الشعبي والمظاهرات العشائرية ضد ممارسات التنظيم المدعوم من الجيش الأمريكي التي تتركز على سرقة النفط والغاز والقمح والتجنيد القسري والاعتقالات التعسفية ومنع التعليم وإغلاق المدارس ونشر الجهل والفقر.
سبوتنيك
اقرأ أيضا: العشائر العربية تؤكد ضرورة إنهاء وجود القوات الأميركية في الشمال السوري