منبج: العشائر تصعّد والعلم السوري يرفرف على الحواجز
خالد زنكلو
واصل أهالي منبج شمال شرق حلب أمس ولليوم الثالث على التوالي انتفاضاتهم ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-
قسد» الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي، واتفقوا على الاستمرار بانتفاضتهم حتى عودة المنطقة إلى سيطرة الدولة
السورية.
وأوضح مصدر طبي في المدينة لـ«الوطن» أن أعداد الشهداء من المدنيين المنتفضين ضد عصابة «قسد» ارتفع أمس إلى 7
شهداء بعد استشهاد الشاب محمد محمود الحاج أحمد بإطلاق الرصاص عليه من مسلحي الميليشيات خلال التظاهرة التي
خرجت في وسط المدينة، إضافة إلى جرح ما لا يقل عن 30 جريحاً من السكان خلال التظاهرات التي ارتفعت وتيرتها أمس بخلاف
ما روجت له وسائل الإعلام التابعة للميليشيات.
وبينت مصادر أهلية من عشيرة البوسلطان لـ«الوطن»، أن العشائر والأهالي في منبج وريفها، توافقوا فيما بينهم على استمرار
الانتفاضة بوجه الممارسات الإجرامية لميليشيات «قسد» حتى عودتها إلى سيطرة الدولة السورية.
وقالت المصادر: إن معظم عشائر منبج الرافضين لوجود الميليشيات المدعومة من الاحتلال الأميركي في مناطقهم والمؤيدين
للتظاهرات ضدها، اجتمعوا أمس في قرية الهدهد شمال منبج، وأكدوا أن دماء الشهداء لن تذهب سدى وأن لا تراجع عن الحراك
ولا تنازل عن مطالبهم المحقة التي تعدت الأمور المعيشية و«التنجيد الإلزامي» والمطالبة بوقف استخدام القبضة الأمنية في
وجههم.
ونزولاً عند ضغط المتظاهرين وتكاتف مكونات منبج ضد ميليشيات «قسد»، أصدر ما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع
للأخيرة والذي يحكم قبضته على المنطقة، بياناً أمس أوضح فيه أنه «قرر، إيقاف العمل بحملة الدفاع الذاتي في منبج وريفها
وإحالتها للدراسة والنقاش وإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة وتشكيل لجنة للتحقيق بالحيثيات التي تم فيها
إطلاق النار ومحاسبة كل من كان متورطًا بذلك».
وأكدت مصادر محلية في مدينة منبج، لـ«الوطن»، أن الاحتجاجات والتظاهرات ازدادت حدتها أمس ضد الميليشيات الانفصالية التي
واظبت على استخدام القوة والأسلحة النارية لإخمادها، بالتزامن مع استمرار الانشقاقات في صفوفها وفقدانها بعض الحواجز
التي سيطر عليها الأهالي في المدينة ورفعوا فوقها العلم الوطني السوري، مثل حاجز «الخطاف» عند مدخلها، على الرغم من
استمرار الميليشيات بفرض حظر التجوال بعد انتهاء مدته منتصف ليل أول من أمس.
وأضافت المصادر: إن ميليشيات «قسد» واصلت استقدام تعزيزات كبيرة مؤللة بالمصفحات والدبابات إلى مدينة منبج، وخصوصاً
في مركز المدينة ومداخلها، كما واصلت منع دخول الخضار والفواكه والمواد الغذائية إلى المدينة.
ولفتت إلى أن الريف المنبجي انتفض بالكامل على عصابات «قسد»، ونفذ وقفات تضامنية وقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة
واستمر بالتظاهر ضد هذه العصابات التي بدت عاجزة عن ضبط الوضع في عموم المنطقة والتي تخوفت من انتقال الحراك ضدها
إلى باقي مناطق سيطرتها شمال شرق البلاد.
وأفادت مصادر أهلية في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي لـ«الوطن»، بأن سكان المدينة استمروا بالتظاهر على وقع
الأغاني الوطنية نصرة لمنبج وأهلها، ورفعوا شعارات تطالب برحيل الميليشيات من مناطقهم والقصاص لشهداء وجرحى منبج.
وأشارت إلى أن أهالي جميع المناطق التي تهيمن عليها عصابات «قسد» تظاهروا ضدها وأبدوا استعدادهم لمساندتها والوقوف
صفاً واحداً في وجهها.
كما خرجت تظاهرات في المناطق التي يحتلها النظام التركي بمساندة مرتزقته من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة،
شرق نهر الفرات، وندد المتظاهرون باستخدام العنف ضد المدنيين في منبج والإفراج عن أسرى التظاهرات ونددوا بـ«التنجيد
الإلزامي» الذي تفرضه عصابات «قسد» بحق سكان منبج وبقية مناطق سيطرتها.
وقدر نشطاء عدد المدنيين الذين اعتقلتهم ميليشيات «قسد» خلال الأيام الثلاثة الماضية بأكثر من 150 متظاهراً إضافة إلى 250
معتقلاً في حملة «التجنيد الإجباري».
الوطن