مفاوضات فيينا.. 3 نقاط خلافية بين واشنطن وطهران
في نهاية الأسبوع الماضي، عادت الوفود المشاركة في مفاوضات الاتفاق النووي غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران إلى بلادهم للتشاور، قبل العودة إلى فيينا يوم الخميس القادم، وانطلاق الجولة السادسة من المحادثات.
ومع مغادرة المسؤولين، أكد العديد من المسؤولين أن الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تتوصلا قريبًا إلى أرضية مشتركة ويتفقان على العودة إلى الاتفاق النووي.
ولكن مازال هناك مجموعة من النقاط الخلافية بين الطرفين هي: كيفية التعامل مع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الإيرانية، والآلات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، حيث تفضل إيران عدم تدميرهم، لكن القوى الأوروبية والولايات المتحدة تؤكد أن مجرد إيقافها لن يكون كافيًا، بحسب مجلة بوليتيكو.
أما نقطة الخلاف الثانية هي العقوبات الأميركية على إيران. على مدار 9 أسابيع، ناقشت القوى الأوروبية إلى جانب الصين وروسيا، عودة الولايات المتحدة وإيران للاتفاق النووي، تطلبت العملية من المفاوضين صياغة خطة “خطوة بخطوة” توضح بالتفصيل الإجراءات المتبادلة التي يتخذها كل من طهران وواشنطن.
في الأساس، سيتعين على إيران التراجع عن التطورات الأخيرة في البرنامج النووي، التي اتخذتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على نطاق واسع.
بينما لا تزال إيران تطالب الولايات المتحدة بإلغاء جميع عقوباتها على إيران، ليس فقط تلك العقوبات التي أعاد ترامب فرضها فورًا بعد الانسحاب من الصفقة، ولكن أيضًا العقوبات الإضافية التي نفّذها لاحقًا. لكن واشنطن رفضت هذا المقترح، وتريد الإبقاء على بعض العقوبات التي لا تتعلق مباشرة بخطة العمل الشاملة المشتركة، مثل تلك المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان أو الإرهاب.
البرنامج الصاروخي
أما الخلاف الثالث حول ما إذا كان المفتشون يتمتعون بوصول كافٍ إلى المواقع النووية الإيرانية. منذ شباط، كانت إيران تحد من قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراجعة منشآتها النووية.
في تقرير سري، أطلعت عليه صحيفة بوليتيكو، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: “تأثرت أنشطة التحقق والمراقبة التي تقوم بها الوكالة نتيجة لقرار إيران بوقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي”.
وذكر التقرير أن المفتشين أتيحت لهم إمكانية الوصول اليومي إلى المحطات النووية الرئيسية في إيران في نطنز وفوردو، ولم يتمكنوا من الوصول إلى البيانات والتسجيلات التي جمعتها بعض معداتهم.
كما أن برنامج إيران الصاروخي ودعمها اللميليشيات وتهديدها للاستقرار في المنطقة، عقبة منفصلة، حيث تصر الولايات المتحدة والدول الأوروبية على ضرورة الإشارة في الاتفاق إلى محادثات ثانية أخرى تتناول هذه القضايا. لكن من غير الواضح ما إذا كانت إيران ستقبل.
بالإضافة إلى أن إيران ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من الصفقة. كما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.
وأكدت المجلة الأميركية أن مقدار العائق الذي تشكله هذه الخلافات أمام الاتفاق النهائي يعتمد على من يتحدث.
تفاؤل
قال مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، إنريكي مورا، يوم الأربعاء، إنه يتوقع التوصل لاتفاق مع إيران خلال الجولة المقبلة من المحادثات التي ستبدأ في فيينا الأسبوع القادم لكن دبلوماسيين كبارا قالوا إن “القرارات الأصعب لم تتخذ بعد”. وأضاف: “آمل ألا يستغرق الأمر الكثير من الوقت للتوصل إلى اتفاق”.
وشارك نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في هذا التفاؤل، وقال للإذاعة الإيرانية “IRIB” إن “الجولة المقبلة من المحادثات في فيينا يمكن، ويجب أن تكون الجولة النهائية”.
كان الجو المتفائل بين الدبلوماسيين مرئيًا أثناء تجاذب أطراف الحديث بشكل ودي أمام فندق جراند في فيينا قبل مغادرتهما.
لكن دبلوماسيين كبارا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهي من بين القوى الكبرى الموقعة على الاتفاق النووي المبرم في 2015 أبدوا المزيد من الحذر.
وقالت المجموعة الممثلة لدبلوماسيي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي في بيان “واصلنا تحقيق تقدم واتضحت الآن أجزاء مهمة من الاتفاق المقبل لكن القرارات الأصعب قادمة. عملنا بالطبع وفقا لمبدأ عدم الموافقة على شيء لحين الاتفاق على كل شيء”.
وأضاف البيان “ندرك جميعا أن الوقت ليس في صالح أحد. وقت اتخاذ القرارات الحاسمة يقترب. سنعاود الاجتماع الأسبوع المقبل”.
وقال دبلوماسيان إن المحادثات، التي بدأت في نيسان، من المتوقع أن تعود للانعقاد يوم الخميس 10 حزيران، لكن ذلك ليس مؤكدا بعد.
وبالمثل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة كانت “واضحة المعالم بشأن أهدافها”.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:دعوى قضائية ضد قطر في بريطانيا بسبب دورها في سوريا