بتقارير حصرية وشهادات.. هل كان اللقاح سبباً لوفاة الاعلامي عمار الشبلي؟
ايفين دوبا
بعد إعلان وفاة الصحفي ومراسل قناتي سما والإخبارية، عمار الشبلي أمس، تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي،
تحليلات وتكهنات عن أسباب الوفاة، رغم إعلان مديرية الصحة في الرقة، أنها ناجمة عن احتشاء في العضلة القلبية، وتوقف في
القلب.
ولكن، قيام الزميل الراحل بنشر صورة تلقيه الجرعة الأولى من لقاح استرازينيكا، أدى تلقائياً إلى ربط الوفاة بنوعية اللقاح، والتي
طالب في وقت سابق العديد من الأطباء في خارج سورية وداخلها بضرورة إعطائه لمن هم فوق الـ50 عاماً..
“هاشتاغ” بحث عن أسباب الوفاة وحصل على التقارير الرسمية التي تثبت أسباب الوفاة وتوقيتها، وهذا ما جرى منذ بداية
إسعاف الزميل الراحل حتى وفاته.
على طريق الوفاة
البداية من ظهور أعراض مرض على الزميل الراحل، كما يقول مدير صحة الرقة، الدكتور غياث الحمود، في تصريح خاص
لـ”هاشتاغ”؛ حيث تم إعلام المديرية عن طريق جار المتوفى، و هو موظف في مديرية الصحة، يعمل فني تخدير، ويدعى عدنان
الجراد، كان الزميل الراحل يشكو إليه ألم في صدره وضيق في التنفس وغياب الوعي، وذلك حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً.
وبعد طلب سيارة الإسعاف، تم حضورها على الفور، ومن ثم نقله إلى المركز الصحي خلال دقائق.
ويضيف الحمود: “حضر رئيس المركز وممرض لإسعاف الشبلي، وكانت العلامات التي شوهدت عليه عبارة عن آثار زلة تنفسية
شديدة، وشجوب، وتعرق بارد، وكانت الأكسجة لديه منخفضة، لذا تم إجراء إنعاش قلب رئوي له، وارتأى المركز نقله إلى
المستشفى”، وهنا نقطة لابد من الوقوف عندها، تتعلق في عدم وجود مستشفى في الريف الشرقي للرقة، ما استدعى
إسعافه إلى مستشفى في دير الزور يبعد 90 كيلو متراً عن المركز.
ورافق الراحل ممرض في سيارة الإسعاف، وخلال الطريق توقف القلب، وذلك حوالي الساعة الخامسة والربع صباحاً، حسب
التقرير الوارد في المقال.
تحليلات صحفية!
إثر إعلان الوفاة، انتشرت التحليلات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن أسباب الوفاة، وربطها بتلقي الراحل للقاح
“استرازينيكا”، وأثار صحفي سوري مغترب زوبعة من الاتهامات للقاح بعد إلقائه بالمسؤولية عن وفاة الشبلي بتلقيه لقاح
أسترازينيكا.
وحمّل الصحفي والناشط السوري كيفورك ألماسيان، المغترب في ألمانيا، “استرازينيكا” المسؤولية عن وفاة الصحفي عمار” 36
عاما” بجلطة قلبية، وذلك بعد 22 يوماً من تلقيه هذا اللقاح.
ووفق ألماسيان، فإن عمار هو ثاني حالة من دائرة أصدقائه، توافيهم المنية بعد أيام من تلقيهم “استرازينيكا”.
وذكّر ألماسيان بما سبق وتناوله حول “الصيت السيء لهذا اللقاح في الدول الغربية، وخاصةً بعد تسببه لحالات قليلة من الجلطات
عند فئة الشباب وبالتحديد لمن لم يتجاوز سن الستين”.
وحذّر الشباب في سورية من تلقي لقاح “استرازينيكا”، مؤكداً ضرورة عدم تخوفهم من تلقي اللقاحات بشكل عام.
وأضاف: “إذا كان لا بد من التطعيم، فعلى المركز إعطاء لقاح سبوتنيك V الروسي، بينما يتم إعطاء استرازينيكا لمن هم فوق
الستين لأنهم غير معرضين لنفس خطر الجلطات مقارنة مع الشباب”.
كلام ألماسيان حظي باهتمام كبير في الأوساط الصحفية والاجتماعية؛ إذ أنها جاءت لتؤكد المخاوف المتراكمة التي تراود الكثير
من السوريين، إزاء قضية كورونا برمتها.
وطالب الصحفي السوري المغترب وزارة الصحة السورية بتحمل مسؤولياتها ودراسة الحالات بجدية وتقديم نسبة مئوية لردود
الفعل السلبية عند متلقيّ اللقاحات، وأيضاً نسبة الوفيات بسبب لقاح استرازينيكا، مقترحاً تعليق لقاح استرازينيكا لمن هم تحت
الستين إلى حين الانتهاء من دراسة الحالات.
لقاحات بين “الواجب والممكن”!
وفي السياق، نفى مدير صحة الرقة كل تلك الشائعات، مؤكداً أن الزميل الراحل هو من طلب تلقي اللقاح، ووقع على طلب صريح
بذلك “مرفق أيضا ضمن المقال”.
وأشار الحمود إلى أن هذا اللقاح طلبت الأمم المتحدة ومنظماتها في سورية بإعطائها لكادرها المتواجد في سورية، والذين تتراوح
أعمارهم من 25 إلى 40 عاماً.
لافتاً إلى استجرار المنظمة ما يقارب 3 آلاف جرعة وتلقيح كادرها، وأن هذا اللقاح معتمد في 160 دولة في العالم، وأعطي في
الإمارات على سبيل المثال لمن هم في عمر 15 عاماً، حسب قول الحمود .
وفي الحديث عن العمر المناسب لتلقي جرعات اللقاح وأنواعه، قال عضو الفريق الاستشاري لمواجهة كورونا الدكتور نبوغ العوا،
إن التحذيرات من إعطاء لقاح استرازينيكا كانت منذ الإعلان عنه، كون هذا اللقاح يتسبب بجلطات لمن لديهم استعداد لذلك مثل
الذين يعانون ارتفاعاً في الكوليسترول أو السكر.
واشار العوا في تصريح خاص لـ”هاشتاغ إلى أن وزارة الصحة اعتمدت على منهجية إعطاء اللقاح الروسي للكادر الطبي، ولقاح
استرازينيكا لكل من هم فوق سن الـ 50، لكن “لا نعرف ما الذي جرى لكي يأخذ الصحفي الراحل هذا النوع من اللقاح، هل تم
بطلب شخصي منه أم أن أحداً ما أقنعه أو ألزمه به”.
وعن هذه النقطة يقول مدير الصحة في الرقة، إن الزميل الراحل كان على تماس بالمصابين، ويعد من المختلطين، وقد طلب تناول
اللقاح، وهنا لا بد من التفريق بين أمرين حسب قول مدير صحة الرقة :” إمكانية الاختيار بين أنواع محددة من اللقاح، والتصرف
ضمن المتاح منها”.
ويعود العوا ويقول، إن الزميل الراحل من الممكن أنه كان يعاني من مشاكل شحوم أو كوليسترول أو تضخم حرّض تناول لقاح
استرازينيكا حدوث الجلطة لديه.
“حذرناكم من قبل”!
وكان العوا قد أشار في تصريحات سابقة لـ”هاشتاغ” إلى وصول دفعات من اللقاح الروسي و الصيني إضافة إلى استرازينيكا، وأكد
وقتها أنه وحسب منظمة الصحة العالمية فإن لقاح استرازينيكا يجب ألا يُعطى للأشخاص تحت عمر الـ 50 عاماً، كونه يسبب
أحياناً بعض التخثرات الدموية التي تهدد الحياة.
ويضيف:” قررت وزارة الصحة إعطاء اللقاح الروسي والصيني إلى الأطباء والأشخاص تحت الـ 50 عاماً، أما استرازينيكا فكان
للأشخاص فوق الخمسين وخاصةً المصابين بأمراض مزمنة، لتجنب حصول أي مفاجآت؛ حيث لم يسبب
لقاح استرازينيكا أي مشاكل للأشخاص فوق عمر الخمسين”.
ونوه العوا إلى أن اللقاح مختلف عن المناعة، ومن يمتلكون مناعة قوية عددهم محدود، وبالتالي من الأفضل أن يحصل الجميع
على اللقاح.
وأضاف، بأن الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في البلاد منذ فترة لم يصابوا بآثار جانبية مخيفة، وإنما “حصل معهم ارتفاع حرارة
وإجهاد عضلي وبعد يومين أو ثلاثة ذهبت الأعراض”.
وكانت العديد من الدول الأوروبية علقت استخدام لقاح استرازينيكا مؤقتاً بعد الإبلاغ عن عدد محدود من الإصابات بجلطات دموية
بين أشخاص حصلوا مؤخرا على جرعة من اللقاح.
ومن بين الدول التي علقت استخدامه ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وتحقق منظمة الصحة العالمية في التقارير، لكنها تقول إنه
لا يوجد دليل على وجود صلة بين الجلطات واللقاح.
وأكدت شبكة “بي بي سي” البريطانية في تقرير حول الموضوع أنه لا يوجد ما يشير إلى أن لقاح أسترازينيكا غير آمن، وقالت
هيئة التنظيم الطبية في بريطانيا إنه آمن الاستخدام للمواطنين. وقد يصاب شخص ما بإصابة طبيعية بجلطات الدم، وهذا أمر
شائع.
وحصل نحو 17 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على جرعة من اللقاح، وأُبلغ عن أقل من 40 حالة إصابة بجلطات
دموية حتى نهاية آذار/ مارس الماضي، وهو أقل بكثير مما كان متوقعاً حدوثه بشكل طبيعي بين عامة السكان.
هاشتاغ