مركبة فضائية تسافر عبر الفضاء بسرعةٍ تسبق سرعة الضوء، وفقاعة غير مرئية تحمي مَن بداخلها من الرصاص وطلقات الليزر، وغيرها من المشاهد التي رأيناها كثيرًا في أفلام الخيال العلمي الأمريكية، ولكن هل تتحول تلك المشاهد إلى حقيقة على أرض الواقع على يد العالِم الأمريكي الذي نتحدث عنه اليوم؟
إذا شاهدنا أفلام الخيال العلمي في السبعينيات والثمانينيات سنجد أن العلم الآن قد سبق خيال البشر في ذلك الوقت، فما الذي يمنع من أن تتحول أفلام الخيال العلمي التي تُعرض الآن، إلى نقطة في بحر من إنجازات البشر التكنولوجية في المستقبل؟
مؤخرًا وفي الأوساط العلمية حصلت مجموعة من المشروعات المثيرة للاهتمام على براءة اختراع، ويجري تنفيذها تحت إشراف الجيش الأمريكي، وتلك الاختراعات التي إذا نُفذت بالفعل قد تُحوِّل الخيال العلمي إلى واقع.
بايس.. عالِم يثير الجدل والفضول في أمريكا
منذ عام 2019؛ احتلت عناوينَ مجموعةٍ من وسائل الإعلام في أنحاء العالم تساؤلاتٌ حول المشروعات الجديدة التي يطوِّرها الجيش الأمريكي بمساعدة العالِم سلفاتور بايس، وحصل الجيش الأمريكي على براءات اختراعات لأفكار بايس على الرغم من أن البعض أطلق عليها أنها ستكون إما اختراعات «ثورية» وإما «مجرد جنون»، وأصبحت كلمة «UFO» تصف اختراعات بايس التي يصنعها للجيش الأمريكي، وتلك الكلمة تعني «جسمًا غامضًا» وتطلق على الأطباق الطائرة التي تراها في أفلام الخيال العلمي ولا يوجد لها تفسير على أرض الواقع، ارتبطت كلمة «جسم غامض» بمشروعات بايس مع الجيش الأمريكي.
بعض وسائل الإعلام الأخرى وصفت مشروعات بايس بأنها يمكن أن تغير «نسيج الواقع» أو «تعيد هندسة الواقع»، والبعض الآخر وصفها بكونها أسلحة «فضائية» ستكون أقوى من الأسلحة النووية، بينما وصف موقع يختص بنشر الأخبار التي تخص الهندسة والمشروعات الحديثة مشروعات بايس بأنها مثل «السحر»، وآخرون قالوا إنها «أفكار همجية تتجاوز حدود العلم»؛ بمعنى أنها غير قابلة للتنفيذ.
على الرغم من أن مشروعات بايس التي حصلت على براءة اختراع تبدو بعيدة المنال ووصفها بعض العلماء والفيزيائيين بكونها «ادعاءات سخيفة»، ولا تستند إلى حقائق علمية، فإن الوثائق الرسمية تُظهر أن كبير مسؤولي التكنولوجيا في مؤسسة الطيران البحرية الأمريكية قد شهد شخصيًّا على حقيقة تلك الاختراعات، وأكد أهميتها للأمن القومي الأمريكي.
سالفاتور سيزار بايس هو مخترع ومهندس طيران أمريكي، كان يعمل فيما سبق بإحدى المحطات الجوية البحرية التابعة للجيش الأمريكي، ومنذ أن بدأ العمل على المشروعات الخاصة به، انضم للعمل مع سلاح الجو الأمريكي، ووفقًا لما ورد بالتعريف به في واحدة من أوراقه البحثية، فإن بايس لديه معرفة متقدمة وخبرة نظرية وتجريبية في الديناميكا الهوائية، بجانب خبرته في تصميم المركبات الجوية والصاروخية، بالإضافة إلى خبرته في البصريات الكهربائية ومجالات توليد طاقة الليزر، وتوليد المجال الكهرومغناطيسي عالي الطاقة. فما طبيعة الاختراعات التي يعمل عليها بايس الآن؟ هذا ما نستعرضه لكم في النقاط القادمة.
الاندماج النووي.. حل نهائي لمشكلة الطاقة أم مجرد «جنون»؟
جهاز الانصهار بضغط البلازما أو «Plasma Compression Fusion Device» حصل على براءة الاختراع في نهاية عام 2019، ووفقًا لما ورد في براءة الاختراع؛ فإن هذا ما يهدف بايس لصنعه، وهو جهاز قادر على توليد طاقة تصل إلى تريليون واط أو أكثر، مؤكدًا – بايس- في مشروعٍ أن هذا الجهاز لن يكون ضخمًا مثل باقي مفاعلات توليد الطاقة؛ بل سيكون في حجم سيارة صغيرة، وسيكون قادرًا على توليد كمية «لا تُصدق» من طاقة نظيفة غير محدودة، خاصةً حينما يقول مخترعها إنه سيولِّدها من جهازٍ صغيرٍ، وفي نَصِّ براءة الاختراع ذكر أنه يجوز أن تصنع هذا الاختراع وتستخدمه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية دون دفع أي رسوم أو مقابل.
ما يميز هذا الجهاز لتوليد الطاقة عن المفاعلات الموجودة الآن، هو أنه – وفقًا لبراءة الاختراع – يعتمد على الاندماج النووي، وليس الانشطار النووي، والانشطار الذي يُستخدم الآن في كل المفاعلات النووية في أنحاء العالم، يعتمد على قصف وتفتيت اليورانيوم والمواد المشعة بجسيمات قادرة على شطرها، ما يؤدي لتوليد الطاقة النووية التي نعرفها الآن، ولكن الاندماج النووي على العكس تمامًا؛ فهو يعمل على توحيد ذرات نظائر الهيدروجين مثل التريتيوم والديوتيريوم من خلال تعريضهم لضغط ودرجة حرارة شديدين لإنتاج نظائر الهيليوم والنيوترونات، وتلك عملية تُطلِق كمياتٍ كبيرةً جدًّا من الطاقة.
والاندماج النووي في حال نجح بايس في تنفيذ مشروعه، سيكون أفضل من الانشطار النووي؛ لأنه ينتج مستوياتٍ أقل بكثير من النفايات المشعة والغازات التي تساعد في زيادة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض، بجانب أنه لا يحتاج إلى مواد نووية مخصَّبة، ومخاطر الانصهار في التنفيذ تكون أقل، ولذلك طالما رُحِّب بحل الاندماج النووي حلًّا طويل الأجل لمشكلات احتياجات البشر للطاقة، ولكن أيضًا يعد الحفاظ على هذا التفاعل الذي يحدث في درجات حرارة مرتفعة وضغط شديد، أمرًا ليس بالهين، بل تزداد هذه العملية تعقيدًا بسبب الإلكترونات الجامحة التي يمكن أن تتلف أو تدمر مفاعلات الاندماج.
وتسعى أمريكا منذ سنوات للوصول إلى طاقة نووية من خلال الاندماج النووي وليس الانشطار، يمكن احتواؤها وتوليدها من خلال أجهزة صغيرة من خلال تطوير مفاعلات اندماج قادرة على احتواء التفاعلات النووية التي تحدث داخلها، ويتطلب ذلك أن تكون تلك الأجهزة ذات مجالٍ مغناطيسي في غاية القوة ليكون قادرًا على احتواء تلك التفاعلات داخل الجهاز، وقد أطلقت أمريكا على تلك التجارب «مشروع الكأس المقدسة لتوليد الطاقة من خلال الاندماج النووي»، وقد رصدت أمريكا بلايين الدولارات لهذا المشروع وتطويره.
ويرى كثير من العلماء الذين يدرسون إمكانية تنفيذ الاندماج النووي أن الأمر قد ينجح، ولكن السفر للمريخ ربما يكون أسهل من احتواء اندماج نووي وتنفيذه، وهذا لأنه يتطلب درجات حرارة عالية بشكلٍ لا يصدق وأكثر سخونة من درحة حرارة الشمس نفسها، وهو ما يؤكده بايس في براءة اختراعه، أنه سيقوم بالاندماج النووي تحت درجة حرارة تصل إلى أكثر من 15 مليون درجة مئوية، وهو ما فشل العلماء في تنفيذه طوال سنوات البحث الماضية بسبب صعوبة احتواء مثل هذه الحرارة داخل مفاعل اندماج نووي.
هذا ما يجعلك تدرك سبب الانتقادات والشكوك التي تحوم حول اختراعات بايس، ولكنها أيضًا في حالة نجاحها ستكون ثورةً حقيقيةً للبشرية فيما يخص توليد طاقة نظيفة ليس لها حدود، مما يعني أنه يمكن نقل الكهرباء دون فقد الطاقة إلى مسافاتٍ غير محدودة، وقد يعني هذا انخفاضًا كبيرًا في تكاليف الطاقة.
ومن جانبه، وفي ورقة بحثية نشرها في مجلة «IEEE» ببداية هذا العام 2021، وضَّح بايس أن جهاز الاندماج النووي الخاص به، سيكون قادرًا على تنفيذ تلك الفكرة من خلال توليد مجالات كهرومغناطيسية عالية الكثافة، وتلك الحقول الكهرومغناطيسية تعمل على تسخين البلازما داخل مفاعل الاندماج إلى درجات حرارة عالية جدًّا، ولكنها أيضًا لديها القدرة على حصر وضغط تلك الطاقة الهائلة، أي إن بايس – وفقًا لتصريحاته العلمية – سيتحكم في احتواء هذا الضغط الهائل والحرارة الشديدة من خلال تكثيف المجال الكهرومغناطيسي حول المفاعل الخاص به، فهل ينجح بايس في حل مشكلة الطاقة على كوكب الأرض للأبد؟ أم سيكون لمشروعه هذا عواقب وخيمة في حال فشلت تجاربه؟
توليد مجالات كهرومغناطيسية
يقول بايس إنه سيحتوي هذا الاندماج النووي السابق ذكره من خلال التحكم في كثافة المجال الكهرومغناطيسي حول جهاز الاندماج النووي، ما يأخذنا لبراءة اختراع أخرى حصل عليها بايس في عام 2018، وهي براءة اختراع «مولد المجال الكهرومغناطيسي، وطريقة توليد مجال كهرومغناطيسي».
ولكي نتعمق في شرح هذا الاختراع يجب أن نخبرك بأن المجال الكهرومغناطيسي، وهو حقل طاقي غير مرئي يوجد من حولك الآن سواءً في منزلك؛ مثل مايكروويف أو تلفاز أو هاتف ذكي أو مذياع، وعادةً ما يُشار لهذا المجال بأنه إشعاعات رغم أنها غير مرئية؛ فلديها القدرة على التأثير في الأجسام التي تحيط بها، ولذلك عادةً ما يخبرك خبراء الصحة ألا تضع الهاتف الذكي بجوار المخ أو القلب مباشرةً؛ حتى لا يضرك هذا المجال الكهرومغناطيسي والذي ينتج من استخدام الطاقة الكهربائية.
ووفقًا لما ورد في براءة هذا الاختراع، هو ليس فعَّالًا من أجل توليد مجال كهرومغناطيسي كثيف لاحتواء مفاعل الاندماج النووي، بل هو أيضًا قادر على توليد درعٍ دفاعيٍّ لا يمكن اختراقه في البحر أو الأرض أو حتى الفضاء بغرض حماية الأصول العسكرية والمدنية الموجودة في الفضاء.
أطلق بايس على التقنية التي يستخدمها في الاختراع اسم «تأثير بايس» على اسمه، وأشار إليها على أنها «الحركة التي يمكن التحكم فيها للمادة المشحونة كهربائيًّا عن طريق الدوران المتسارع أو الاهتزاز المتسارع»، والذي بدوره يكون قادرًا على احتواء الاندماج النووي، ولكن أيضًا حتى هذا الاختراع، الذي قد يجعل من جهاز الاندماج النووي حقيقةً؛ تعرض لانتقاداتٍ من العلماء بمسوِّغ أن تلك المجالات الكهرومغناطيسية التي يتحدث عنها بايس؛ لا يمكن توليدها على أرض الواقع.
«مركبة فضائية!».. هل نحن نعيش عصر «ستار تريك»؟
سرعة الضوء هي الحد العالمي للسرعة الذي عرفه البشر، وهذا لأن كتلة الجسم الذي يتحرك بهذه السرعة تزيد بشكل لانهائي عندما تخضع للحركة بتلك السرعة الفائقة، وحجم الكتلة الثقيل يمنعها من مواصلة الحركة، ولكن ماذا لو ابتكرنا مركبةً تستطيع السفر بسرعة أسرع من سرعة الضوء؟
في هذه الحالة نحتاج أن نحل مشكلة الكتلة المذكورة سلفًا، وهنا يأتي دور براءة الاختراع التي حصل عليها بايس في عام 2018 تحت عنوان «جهاز تقليل الكتلة بالقصور الذاتي»، ويقدم هذا الاختراع الذي يعمل عليه بايس الآن تحت إشراف الجيش الأمريكي؛ حلًّا لمشكلة الكتلة من خلال تقنيةٍ تتلاعب في «مجال الحقل الكمومي»، وهو الحقل الذي توجد فيه الإلكترونات المكوِّنة للذرة. أي شيء أمامك الآن له حقل كمومي، يكمن في حقل الإلكترونات المكونة لذراته.
وما يقترحه بايس في مشروعه هو التحكم في هذا الحقل من خلال جهاز تقليل الكتلة الذي ينفذه الآن بما يسمح بتقليل كتلة القصور الذاتي والجاذبية للمركبة، مما يسمح لها بالسفر بسرعة غير مرئية، أي أسرع من الضوء، وهذا المشروع إذا جرى تنفيذه بالفعل؛ سيكون ثورةً في مستقبل السفر إلى الفضاء، لأن التحرك أسرع من سرعة الضوء يسمح للمركبة الفضائية بالسفر خارج نظامنا الشمسي.
ومرة أخرى يعتمد نجاح تلك المركبة على نجاح مشروعه الذي يهدف إلى توليد المجالات الكهرومغناطيسية والتحكم فيها؛ لأن تقليل حجم الكتلة من خلال التدخل في مجال الحقل الكمومي الخاص بها، سيتطلب طاقةً كهرومغناطيسية قويةً جدًّا، ليست هناك تكنولوجيا يمكنها توليدها الآن.
«إنترستلر قد يتحول إلى حقيقة»
يرتبط بمشروع المركبة الفضائية مشروع آخر حصل بايس على براءة الاختراع الخاصة به عام 2017، تحت عنوان «High Frequency Gravitational Wave Generator» أو مولد موجة الجاذبية عالية التردد، والتي يُطلَق عليها في الفيزياء «موجة ثقالية»، وهي – الأمواج الثقالية – تموجات في انحناء الزمكان وتنتشر على شكل أمواج، منتشرة من المصدر إلى الخارج، وتنبأت نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين بوجودها في عام 1916، والتي فسرت أن الجاذبية نشأت في الأساس من خللٍ في نسيج الزمكان بسبب الانفجارات الكونية.
تخيل نسيج الزمكان، وكأنه ملاءة كبيرة وضعت عليها مجموعة من الكرات الصغيرة وكرة واحدة كبيرة وكتلتها ثقيلة، ستجد أن الكرة الكبيرة قد صنعت انبعاجًا في الملاءة وبدأت في جذب الكرات الصغيرة في اتجاهها، هكذا تعمل الجاذبية، فالأشياء لا تجذب بعضها بعضًا؛ بل إنها تتبع انحناء الخلل – الكرة الكبيرة – الذي وقع في الزمكان – الملاءة – فالأرض تنجذب إلى الشمس – كرة ثقيلة أيضًا – بسبب الحفرة التي صنعها ثقل الشمس على نسيج الزمكان، وتلك البؤرة التي صنعتها الشمس في نسيج الزمكان يُطلق عليها «موجة ثقالية»، وهي التي يسعى بايس لإنشاء جهاز يستطيع توليدها.
هنا نحن لا نتحدث فقط عن مولد قد يكون لديه القدرة على مساعدة سفينة فضائية لتدفع نفسها آليًّا في الفضاء إلى نقاط لم يصل إليها البشر فقط، بل نحن نتحدث عن اختراع يمكنه أن يغير في الجاذبية ونسيج الواقع كما نعرفه الآن. هل تتذكر فيلم «Interstellar» عندما طرح فكرة أنه يمكن التحكم في الزمن والسفر عبر الثقوب السوداء من خلال التحكم في الجاذبية؛ هذا ما يتحدث عنه بايس ولكن على أرض الواقع.
حتى عام 2016، ومنذ عام 1916 كانت الموجات الثقالية مجرد نظرية لم يستطع العلم رصدها عمليًّا حتى اصطدم ثقبان أسودان ما أدى إلى اهتزاز نسيج الزمكان، وتأثر جهازان من أجهزة الكشف العملاقة والموجودان على جانبي الولايات المتحدة الأمريكية بالاهتزاز نتيجة اجتياح الأمواج الثقالية لهما، وبعد مرور عقود من المحاولة لرصد الأمواج الثقالية بشكلٍ مباشرٍ، يبدو أن مرصد الليزر المتطور لقياس تداخل الموجات الثقالية «LIGO» نجح في ذلك، معلنًا بذلك بداية حقبة جديدة في علم الفلك، فهل يستطيع بايس أن يبدأ مرحلةً جديدةً أخرى من خلال توليد تلك الموجات القادرة على التأثير في مفعول الجاذبية على كوكب الأرض وخارجها؟
تخيل الإنسان الذي عاش في العصور الوسطى وأنت تعطيه قطعةً من الحديد، وتخبره أن يتحدث من خلالها لشخص لا يوجد معكم الآن، محاولًا إقناعه أن هذا الجهاز الذي في يده قادر على نقل الصوت لاسلكيًّا إلى أبعد الحدود وعبر القارات، سيقول عنك مجنونًا، أو ساحرًا وأن هذا الجهاز ربما يكون عملًا شيطانيًّا، وهكذا هو الحال مع كل الاختراعات العلمية التي ظهرت وقابلها الناس بالدهشة والنفور في البداية، ولكن أيضًا، على مر تاريخ البحث العلمي كان هناك كثير من المحاولات الفاشلة، ما يجعلنا نتساءل عن السبب وراء تمويل أمريكا لتلك المشروعات والتصريح بتمويلها، وهل هي مشروعات حقيقية؟ أم هي مجرد فزَّاعة تلوِّح بها في وجه المنافسين السياسيين لها؟
ساسة بوست
اقرأ أيضا: المعارك تنحسر والوفيات ترتفع: لماذا لا يستريح الموت في سوريا؟